عام >عام
أزمة مياه وكهرباء لا مثيل لها جنوباً: هل تكون السدود والبحيرات حلاً؟
أزمة مياه وكهرباء لا مثيل لها جنوباً: هل تكون السدود والبحيرات حلاً؟ ‎الاثنين 13 06 2016 13:47
أزمة مياه وكهرباء لا مثيل لها جنوباً: هل تكون السدود والبحيرات حلاً؟

جنوبيات

أزمة مياه لا مثيل لها تشهدها منطقتا النبطية وإقليم التفاح مع تقنين كهربائي يصل إلى 6 ساعات تغذية فقط كلّ 24 ساعة، وهو أمرٌ لم تعرفه المنطقتان منذ فترة طويلة، ما دفع المواطنين لشراء المياه بالصهاريج، الأمر الذي يرتّب أعباءً إضافية على كاهلهم تصل إلى حدّ المئة ألف ليرة شهرياً، كما دفعهم أيضاً للاشتراك بالمولدات الخاصة للتعويض عن انقطاع التيار الكهربائي، خصوصاً خلال الإفطار والسحور، علمًا انّ كلّ 5 أمبير تصل قيمتها إلى مئة ألف ليرة شهرياً ايضاً. 

وردّ بعض المواطنين تفاقم الأزمتين بهذا الشكل إلى زيادة الضغط على استهلاك المياه والكهرباء من قبل النازحين السوريني في المنطقة، وإلى عدم وجود سدود لمياه الشتاء على الأنهر لاستخدامها في موسم الشح في فصل الصيف، مؤكدين أنّ تقنين الكهرباء له أضراره، حيث يؤدّي إلى وقف ضخ المياه من مصادرها في ابار فخر الدين وتفاحتا ونبع الطاسة، علماً ان استخدام المولدات الخاصة في تلك الابار الرسمية يحتاج الى المازوت، كما أنّ الابار الخاصة في القرى والبلدات في المنطقة هي الاخرى لا تحل الازمة، بل إنّها تكاد تنضب  نظرًا لقلة المتساقطات في العامين الماضين.

نُقلت شكاوى المواطنين إلى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر الذي أكد "أننا نواجه أزمة مياه لأنّه واقعاً مطلوبٌ ايجاد مصادر اكبر للمياه من تلك الموجودة حاليًا، وهذا جزءٌ من طموحنا من خلال مشروع الليطاني"، وتحدّث عن سببين رئيسيين للأزمة الحالية، أولهما الشح في الأمطار، الذي أدّى لتقليل نسبة مصادر المياه، وثانيهما هو ضعف الكهرباء التي تصل إلى المنطقة، وهي لا تسمح في بعض الأحيان باقلاع  مضخات المياه على الابار، ولفت إلى أنّ مشروع ابار فخر الدين على سبيل المثال لا تستطيع محطات الضخّ عليه أن تقلع لضخّ المياه إلى القرى والبلدات، "وهو ما نعمل على إيجاد حلّ له مع مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك".

من جهته، أكد عضو المجلس البلدي في النبطية عباس وهبي أنّ البلدية تعمل على تأمين الكهرباء، لافتاً إلى أنّ شركة كهرباء لبنان قد خفضت التقنين الى 6 ساعات على جميع الاراضي اللبنانية باستثناء بيروت وجبل لبنان تحت حجة السياحة، علمًا أنّ رئيس البلدية  أحمد كحيل نجح بعد اتصالات حثيثة قام بها برفع التقنين من ساعتين إلى ستّ، متسائلاً: "ألا يوجد لدينا سياحة في النبطية حتى تُقطَع عنّا الكهرباء". وأشار إلى أنّ هذه المأساة تتكرّر مع بداية فصل الصيف من كلّ عام، وهي تنعكس على الدخل الفردي وعلى الأحوال الاقتصادية والنفسية للمواطنين، وقال أنّ "هذا التعامل اللاعادل -المأساوي -الفوضوي لو صح التعبير من قبل شركة الكهرباء والوزارة المسؤولة عنها في لبنان لهو مرفوض"، داعياً الجميع لتحمّل مسؤولياتهم "لأنّه من غير المعقول في بداية هذا الشهر الفضيل أن نشهد هذا التلاعب المثير للريبة حقاًّ والمسيء لاهلنا في لبنان، وهو إن دلّ على شيء، فعلى الاهمال وسوء التخطيط وعلى القرصنة المرفوضة".

مصادر معنية بالوضع الانمائي في الجنوب كشفت أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد حصل خلال الجولة التي قام بها على الدول العربية نهاية العام 2011 على تعهّد من قطر ببناء 11 سدا وبحيرة في أنصار، بلاط، شحور، الخيام، باريش، جباع، عيتا الشعب، عين بعال، بفروة، تولين، نبع الطاسة، الزهراني، "وهي إذا ما خصص لها المال اللازم فإنها تساهم بالإستفادة من مياه الأمطار بدل ان تذهب هدرا إلى البحر، الا ان التطورات التي شهدتها البلاد العربية منذ تلك الفترة وحتى اليوم من احداث امنية غيرت وبدلت  نظرة  الدول العربية نحو بعضها البعض".

وفي هذا السياق، لفت رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر إلى أن كميات الأمطار التي تساقطت في  اذار الجاري دفعت الجنوبيين للعودة لمطالبة الحكومة ووزارة الطاقة والمياه مجدّدًا ببناء السدود على الأنهر لجمع المياه الشتوية فيها واستخدامها في فصل الصيف من خلال تحويل ضفاف وجوانب تلك الأنهر لا سيما الزهراني ونبع الطاسة إلى أرض خضراء مدى العام، وقال: "ردّنا على ازمة المياه في الصيف يكون بالإسراع ببناء السدود والبحيرات على الأنهر طالما أن الدراسات استكملت لهذا الأمر، ولا تحتاج الا إلى قرار بالبدء بالتنفيذ مع تخصيص ميزانية للجهة المنفذة، لنحافظ على ثروة لبنان المائية ولتطوير المشاريع التنموية والزراعية من خلال الريّ ولزيادة مصادر مياه الشفة للشرب".

هذا الحلم سيصبح حقيقة في بلدة يحمر الشقيف، كما أكد رئيس بلديتها الحاج أحمد نايف أنّه سيُصار خلال 72 ساعة إلى تجربة البئر الذي تمّ حفره على ضفاف الليطاني لتحديد كمية المياه المكتشفة بشكل نهائي وثابت، مشيراً إلى ان البلدة التي ينطبق عليها المثل القائل "النهر حاملها والعطش قاتلها"، عانت الأمرّين مع مشكلة المياه واضطرت لشرائها بالصهاريج خصوصا وانها بلدة زراعية بالدرجة الاولى، لافتاً إلى ان هذا البئر  سوف ينهي مشكلة البلدة مع المياه، "وتبقى الامور بخواتيمها وهو انجاز تتشارك فيه البلديتان السابقة والحالية".

أخيراً، وبحسب المواطن علي حمود من بلدة فرون، فإنّ الكتيبة الفنلندية في قوات "اليونيفيل" تساعد الاهالي على نقل المياه لهم بصهاريجها للتخفيف من اعباء الازمة الاقتصادية التي يرزحون تحتها، ليبقى السؤال، هل تقوم دولتنا بالمثل؟