عام >عام
النبطية في رمضان: زينة وتعبّد وتسوّق وأمان...
النبطية في رمضان: زينة وتعبّد وتسوّق وأمان... ‎الاثنين 13 06 2016 13:59
النبطية في رمضان: زينة وتعبّد وتسوّق وأمان...

جنوبيات

فرض شهر رمضان المبارك نفسه على مدينة النبطية، شأنها شأن سائر المناطق اللبنانية، هي التي دأبت ككل عام  وباشراف امامها الشيخ عبد الحسين صادق على احياء  الليالي الرمضانية، في وقتٍ تشهد المدينة رواجاً في حركة بيع الحلويات المصنعة فيه، مع تسجيل بعض الارتفاع في أسعار الخضار، كلّ ذلك وسط مواكبة أمنية محكمة ولافتة لتوفير الأمن والاستقرار.
 
وفي التفاصيل، فقد باشرت وحدات الجيش وقوى الامن الداخلي  تنفيذ تدابير امنية استثنائية استباقية ووقائية حول دور العبادة وفي محيطها والطرقات الرئيسية واماكن التسوق والمؤسسات العامة والمرافق السياحية، والمصالح الاجنبية والعربية، وذلك لطمأنة المواطنين والحفاظ على السلامة العامة، وقد شملت هذه التدابير، انتشارا للعناصر وتسيير دوريات واقامة حواجز ثابتة ومتحركة انطلاقا من عاصمة الجنوب صيدا الى النبطية وصور وبنت جبيل وصولا الى العرقوب، على ان ترتفع وتيرة هذه التدابير ليلة عيد الفطر وصبيحته لحماية الجوامع التي يؤمها المصلون في العيد.
 

يواكب في هذا التقرير حركة مدينة النبطية ونبض حياتها في شهر رمضان، حيث يؤكد رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل أنّ البلدية قامت برفع معالم الزينة على مداخل النبطية وصولا الى سوقها التجاري والطرق المحيطة والمؤدية حتى كفرجوز ترحيبا باستقبال هذا الشهر المبارك، كاشفاً لـ"النشرة" عن مهرجان  رمضاني سيقام خلال الايام الخمسة الاخيرة من الشهر في المدينة بالتعاون مع الاندية والجمعيات التجارية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للتأكيد على نبض الحياة في المدينة، اضافة الى النشاطات التي تقام في النادي الحسيني للمدينة  والادعية المواكبة في الجوامع والمساجد التي وضعت برامج لاحياء ليالي القدر.

ويقول كحيل: "خلال الايام العشرة الاواخر من شهر رمضان سوف نقوم  بمواكبة الحركة التجارية للمحلات التي ستفتح  ليلا وحتى الفجر، كما اننا بدأنا منذ الليلة الاولى اضاءة المدينة بمولدات خاصة بالبلدية لتبقى  الفرحة والبهجة منيرة في الشوارع في المدينة"، ويؤكد ان الاجراءات الامنية المواكبة للشهر تتولاها القوى الامنية الحاضرة على الدوام والتي سترفع من اجراءاتها خلال الايام العشر الاواخر للشهر تزامنا مع تصاعد الحركة التجارية في الاسواق الليلية.

وفي هذا السياق، يشير رئيس جمعية تجار محافظة النبطية الحاج جهاد فايز جابر إلى أنّه طلب من التجار واصحاب المحلات التجارية في النبطية وافساحا في المجال امام  تنشيط الحركة الاقتصادية  وضع حسومات على السلع والبضائع تصل الى حد الـ 50 بالمئة  لكي يتمكن المواطنون من ذوي الدخل المحدود على الاقل اسعاد اطفالهم بالعيد وشراء حاجياتهم، مؤكدا ان الوضع الاقتصادي صعب للغاية ومرده الى التشنج السياسي والاقتصادي في لبنان والتوتر الامني والتخوف من  تطورات امنية هنا وهناك وكلها ترتد تراجعا في حركة البيع والشراء. ويكشف جابر أنّ المهرجان الرمضاني الصيفي للتسوق سيقام من 30 الجاري حتى الاثنين 4 تموز تحت عنوان "في رمضان نتشارك الكرم  في شهر الكرم"، كما يلفت إلى تخصيص 5 ليالي للسهرات والبرامج وتقديم الجوائز ومنها سيارة ثمنها 12 الف دولار  وسحوبات وتواشيح دينية ومدائح نبوية بالاضافة الى الكثير من المفاجآت.

من جهته، يعلن المنسق الاعلامي للنادي الحسيني في النبطية مهدي صادق أنّ النادي يواكب هذا الشهر الفضيل على ثلاثة محاور، أولها التركيز على التراث الرمضاني والديكورات والزخارف واطلاق طلقات خلابية من مدفع رمضان قبل الافطار من كل يوم، وتزيين مداخل النادي الحسيني بالانارة والفوانيس والمصابيح  وشارع النادي الحسيني الرئيسي، وثانيها عمل عبادي  يتضمن برنامجا دينيا رمضانيا، وثالثها افطار الصائم  بحيث يقوم متطوعون في  نادي الشباب في اسعاف  النادي الحسيني باعداد وجبات افطار لتوزيعها على كامل العائلات الفقيرة والمحتاجة المعتمدة  في المدينة وتصل الى 65 بيتا يومياً. ويؤكد أنّ شعار النادي الرمضاني "107 سنين  عالخير مجتمعين"، وهو نسبة الى عمر النادي الحسيني في النبطية 107 سنوات.

أما المفتي العلامة السيد علي مكي فيقول "ان هذا الشهر هو شهر الخير والبركة والرحمة والمودة، ولذلك هناك برنامج يومي لاحياء  الشهر الفضيل من خلال محاضرات وخطب توجيهية نهارية ومسائية في المسجد حول الحقوق الانسانية والاجتماعية فضلا عن سهرات  في المنازل وطرح الاسئلة والاجوبة  التي تركز على معاني القيم  في شهر مضان وعلى العلاقات الانسانية، هذا اضافة الى برنامج ديني من الادعية والصلوات  واحياء ليالي القدر والمناسبات الاسلامية".

هكذا، استقبلت النبطية شهر رمضان، وهكذا تحيي أيامه ولياليه، على أمل أن يحمل معه كلّ الخير والبركة الذي يحتاجه كلّ لبنان، في زمنٍ باتت فيه هذه القيم السامية نادرة الوجود...