عربيات ودوليات >أخبار دولية
داود أوغلو عن تفجير اسطنبول: «داعش» وسيط!
الخميس 14 01 2016 19:59
جهد رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، أمس، لغسل يد السلطات التركية من دم ضحايا التفجير الانتحاري في حي السلطان أحمد التاريخي وسط اسطنبول، لا بل العمل على استــغلاله سياسياً ضد خصومه الإقليميين، وربما الدوليــين، حيث اعتبر أن «داعش» بات تنظيماً يمكن استخدامه بسهولة أو كوسيط للتمويه على بعض العمليات الاخرى.
وجاء هجوم اسطنبول فيما تشهد تركيا حالة إنذار قصوى بعد الاعتداء الأكثر دموية الذي وقع على أراضيها، وأسفر عن 103 قتلى، في 10 تشرين الأول الماضي، أمام محطة القطارات المركزية في أنقرة.
وأزالت الشرطة الطوق الأمني الذي فرضته حول موقع الهجوم في حي السلطان أحمد التاريخي وسط اسطنبول، والذي أدى إلى مقتل 10 ألمان، وإصابة 17 سائحاً. وتمكن بعض السياح ووسائل الإعلام من دخول المنطقة، حيث وضعوا زهوراً في موقع التفجير.
وقال داود أوغلو، الذي زار موقع التفجير وعاد جرحى في مستشفيات في اسطنبول، «هذا الشخص لم يكن مراقباً (كمشتبه به مطلوب). هذا الشخص دخل تركيا كمهاجر عادي». وأضاف «سيتم التعرف على جميع الأشخاص المتصلين به الآن».
وأضاف «حصلت على معلومات حول الطريق الذي دخل منه منفذ الهجوم إلى تركيا، وجميع ارتباطاته وعلاقاته الخفية، الأمر الذي عزز الاعتقاد لدينا أن عناصر ولاعبين مهمين ينشطون خلف الستار في هذه المسألة».
وتابع «تم التأكد من هوية منفذ تفجير اسطنبول وتوقيف أربعة أشخاص في هذا الإطار»، مشيراً الى انه «جرى التأكد من صلة منفذ هجوم السلطان أحمد، لكن داعش بات تنظيماً يمكن استخدامه بسهولة، أو كوسيط للتمويه على بعض العمليات». وأضاف «رصدنا عمليات تعاون قذرة للغاية بين النظام السوري وداعش قرب حدودنا».
وعما إذا كانت تركيا تعتزم شن غارات جوية على مواقع «داعش» رداً على التفجير، قال داود أوغلو إن أنقرة «ستتصرف في التوقيت والطريقة التي تراها مناسبة». وأضاف إن «تدخل روسيا في الحرب السورية أصبح عائقاً أمام شن غارات تركية ضد الدولة الإسلامية، وأن سلاح الجو الروسي يوفر الحماية للتنظيم على ما يبدو».
وقال وزير الداخلية التركي أفكان آلا، في ختام لقاء مع نظيره الألماني توماس دي ميزيير في اسطنبول، «اعتقل شخص مساء الثلاثاء بعد هذا الهجوم. التحقيق يتواصل بدقة وبشكل مكثف»، من دون أن يوضح هوية المعتقل ودوره.
ورداً على سؤال عن تقرير في وسائل الإعلام التركية أفاد بأن الرجل سجّل نفسه في مكتب الهجرة في اسطنبول قبل أسبوع، قال آلا «أنتم على صواب في تقييمكم بأنه جرى أخذ بصماته، وبأنه كان له سجل، لكنه لم يكن على قائمة المطلوبين، كما أنه ليس على قائمة الأفراد المســتهدفين التي أرسلتها لنا دول أخرى».
ودعا آلا المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وقال «على الأمم مواجهة الإرهابيين من دون أي تمييز لجهة انتمائهم أو عقيدتهم». وأضاف إن «الإرهاب الدولي هو المشكلة الأساسية التي ستواجهها الإنسانية في القرن الحالي».
وشدد على الجهود التي تبذلها بلاده من اجل التصدي لـ«الجهاديين»، مشيراً إلى توقيف 220 شخصاً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «داعش» الأسبوع الماضي وحده. وأضاف «تركيا احتجزت منذ بدء الصراع السوري 3318 شخصاً للاشتباه في صلتهم بالدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى، بينهم 847 صدر بحقهم أمر اعتقال، غالبيتهم أجانب».
من جهته، قال دي ميزيير إن «أياً من عناصر التحقيق لا يشير إلى استهداف ألمانيا. لا أرى مبرراً لعدم السفر إلى تركيا»، وذلك بعد ساعات من طلب السلطات الألمانية من مواطنيها تفادي الأماكن المكتظة وأبرز المواقع السياحية «مؤقتا».
وواصلت الشرطة التركية مداهمة الأوساط «الجهادية» التي لا يبدو أن لها علاقة مباشرة بتفجير اسطنبول، وأوقفت أمس تسعة أشخاص، بينهم ثلاثة من الروس في انطاليا ومرسين في الجنوب، وذلك بعد يوم من توقيف 65 شخصاً يشتبه أنهم «جهاديون» في مناطق تركية متفرقة.