عام >عام
المرأة في الصحافة اللبنانية: الحق المشروع في «القيادة»
سائدة الكيلاني: نسعى إلى مساواة الصحافية بالصحافي
المرأة في الصحافة اللبنانية: الحق المشروع في «القيادة» ‎الثلاثاء 14 06 2016 12:41
المرأة في الصحافة اللبنانية: الحق المشروع في «القيادة»
خلال الطاولة المستديرة


نجحت المرأة بالوصول إلى مواقع ومراكز متقدّمة في مجالات عديدة أكان على مستوى القطاع العام أو على مستوى القطاع الخاص. لا بل استطاعت خوض غمار السياسة بكل اقتدار فدخلت الحكومات والبرلمانات، كما قاد عدد منهن حكومات وبرلمانات وأحزاباً.
وإذا كانت المرأة اللبنانية قد تمكّنت أيضا من تحقيق نجاحات في المجالات السياسية وفي تبوء مراكز عليا في العديد من المجالات، فإنها لا تزال تواجه بعض الصعوبات في تحقيق طموحاتها، وبانتزاع حقوقها في مجالات كثيرة، بحيث تخوض الفتاة والمرأة اللبنانية غمار مهنة المتاعب منذ فترة طويلة، إذ أعطت لهذه المهنة نكهة خاصة لا سيما في بعض الأقسام التي برعت فيها كالثقافة والاقتصاد والمجتمع والرياضة وحتى السياسة.
وإذا كان الرجل قد سبقها في لعب هذا الدور فإنها تحاول اليوم في حقل من الصعوبات أن ترتقي إلى المراكز المتقدمة في الصحافة لأنها تستحق عن جدارة لكي تكون في هذه المواقع إسوة بقطاعات أخرى.
ومما لا شك فيه أن كليات الصحافة في لبنان استقبلت في السنوات العشرة الأخيرة أعدادا مضاعفة من الطالبات ما يعني المزيد من الإقبال على مهنة الصحافة والإعلام.
حوار: سمار الترك

في مقارنة بين عدد خرّيجات الإعلام والصحافة وعدد الخرّيجين نلمس بوضوح الإجحاف الحاصل بحق الإناث لا سيما على مستوى المراكز المتقدمة في الصحافة، ولا شك في أن هناك عقبات توضع في وجههن لكي لا تستكملن مسيراتهن نحو الأعلى ومنها:
- مفاعيل المجتمع الذكوري التي تنعكس على الصحافة وغيرها من المجالات.
- تشكّل ما يشبه «اللوبي» الرجولي في عالم الصحافة، وبالتالي فرملة مسيرة الصحافيات بشكل عام.
- المعوّقات التي ترفع في وجه العاملة بصورة عامة مثل الأمومة التي تشكّل حجّة لتأخير المسيرة العملية للصحافيات.
- مما لا شك فيه أن مهنة الصحافة تحتاج إلى تفرّغ خصوصا في فترات متأخّرة من الليل وربما يشكّل هذا المناخ عائقا إضافيا أمام الفتاة أو المرأة.
رغم كل ما ورد فإن المرأة في مجال الصحافة أثبتت قدرتها على مستوى المهنة أكان على مستوى إتقان الصحافة بكل شروطها أو على مستوى إثبات جدارتها في الكتابة والأسلوب وفي ابتداع الأفكار والأنماط الحديثة في الصحافة خصوصا في مجالات الأبحاث والتحقيقات. لا بل إن دخول المرأة المعترك السياسي بشكل واسع شكّل عاملا مهما وإضافيا لنجاح الصحافيات للكتابة في السياسة بدليل أن هناك عددا لا يستهان به من الصحافيات تقمن بهذا العمل في كل الصحف.
هذا الواقع الذي نعيشه اليوم في عالم الصحافة اللبنانية يفرض الاعتراف بقدرة المرأة والفتاة اللبنانية، وبالتالي الإتاحة لخروجها من الدائرة التي وضعت فيها وإعطائها كل الحق في أن ترتقي إلى أعلى مراكز الصحافة من دون أي معوقات طالما أنها أثبتت جدارتها في هذا المجال منذ زمن ليس بقصير.
«وان إيفرا»
انطلاقا من هذا الواقع، وفي محاولة منها للإرتقاء بالمرأة اللبنانية وإيصالها للمناصب القيادية في الصحف، استضافت المنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء «وان ايفرا» في فندق فينيسيا - بيروت طاولة مستديرة شارك فيها عدد من الإعلاميين لمناقشة برنامج «وان ايفرا» الريادي «النساء في الأخبار» (WIN) وعدالة النوع الاجتماعي في الإعلام، وذلك بحضور مديرة المشاريع في «المنظمة» سائدة الكيلاني.
الاجتماع تركز حول المساواة بين الرجال والنساء داخل غرف الأخبار وكيفية تحفيزهن عبر اعتماد مدونات أخلاقية تحفظ حقوق النساء الإعلاميات بالتمثيل العادل، على الوصول الى مناصب متقدمة داخل مؤسساتهن الإعلامية.
الكيلاني
لتسليط الضوء على أهمية «البرنامج» وأبرز أهدافه التقت «اللواء» بمديرة المشاريع في المنظمة سائدة الكيلاني، فكان الحوار الآتي:
{ ماذ تخبرينا عن هذا «البرنامج»؟
- «منظمة «وان إيفرا» منظمة عالمية للصحف وناشري الأنباء أنشأت استراتيجية للعمل الإجتماعي وحرية الإعلام، من خلال هذا البرنامج الذي سيطبق خلال 4 سنوات بدءا من العام 2016 إلى العام 2019 والذي يستهدف 8 دول، 4 منها في الشرق الأوسط بينهم لبنان، الأردن، مصر، وفلسطين.
وأهم ما يسعى إليه «البرنامج» مساعدة المرأة الصحافية والمحررة على أن يكون هناك مساواة بينها وبين الصحافي الرجل ولا سيما لجهة استلام المناصب القيادية. وإن شاء الله، نحن سنساعد الصحف في لبنان وفي مختلف الدول التي سيطبق فيها هذا «البرنامج» على أن ينجزوا مدونة أخلاقية تساعد على عدة أمور منها محاربة التحرش الجنسي في أماكن العمل، منها إعطاء مساواة للمرأة الكفوءة بأن تصبح رئيسة تحرير أو في مناصب قيادية كعضو في مجالس الإدارة، أن تترقّى في منصبها ولا أن تبقى صحافية فقط».
أبرز الأهداف
{ ما هي أبرز الأهداف التي يسعى إليها «البرنامج»؟
- «البرنامج يسعى إلى تعزيز حرية الإعلام وحقوق الإنسان، ودائما كل التركيز بأن تكون هناك مساواة للمرأة في مجال الإعلام ولا سيما أنها من أصعب المهن عليها، هناك الكثير من التحدّيات والصعوبات التي تواجهها سواء من المجتمع أو من الثقافة السائدة أو من زملائها في العمل، هناك محاربة دائمة لها. كما أن أوقات العمل صعبة جدا لها ولا سيما لجهة عائلتها... المرأة في الإعلام تعاني الكثير من التحدّيات ويتوجب علينا مساعدتها لأن تصل إلى مراكز قيادية خصوصا وأنها تملك كل المؤهّلات وهي قادرة. وهناك الكثير من التجارب في بلدان عديدة حيث أثبتت بأن المرأة عندما تكون في مراكز قيادية في الصحف تؤدّي لازدهارها».
الصعوبات
{ ما أبرز الصعوبات التي لمستها خلال الجولة التي قمت بها لتطبيق «البرنامج»؟
- «زرت 3 بلدان في إفريقيا: زامبيا، زيمبابوي وبوتسوانا، والحقيقة أن الصعوبات كانت مختلفة من بلد لآخر لكن بالإجمال للأسف أن المرأة تلوم نفسها في كثير من الأحيان، وهناك كلام بأنها ضحية علما أنها يجب أن تكون قيادية، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه من خلال هذا «البرنامج». وأعتقد بأن هذه المسألة تعود إلى الثقافة أكثر ولا سيما إلى عادات وتقاليد المجتمع الذي نعيش فيه، مثلا لا يتوجب عليها أن تذهب للعمل في أوقات متأخّرة أو غير تقليدية، أو أن تذهب لتغطية حدث خطر لأن هذه المسألة منوطة بالرجل فقط أو أن تهمل أسرتها... كل هذه الأمور تشكّل عراقيل في وجه تقدّمها بدلا من أن تكون عوامل محفّزة لها».
النشاطات
{ ماذا عن النشاطات؟
- «سنقوم بتدريب العديد من الصحافيات، وكل 4 سنوات سنقوم بتدريب 150 صحافية في 8 بلدان، سندربهن على كل شيء المهارات، الإدارة في الصحف. سيكون هناك مدربون متخصصون للأمور المالية، لمعرفة كيفية إدارتها ماليا وإداريا وكيفية التعامل مع زملائها، كيف تكون فعلا في منصب قيادي كإمرأة في مجال الإعلام».
تدريب على الأرض
{ كيف تتم مساعدتها على الأرض؟
- «لكل صحافية سيكون هناك مدرب أو مدربة خاصة تساعدها بأن تطوّر «خريطة المهنة»، وإلى أين تريد أن تصل؟.. هناك نساء تود أن تبقى صحافيات بينما أخريات تود أن تصبحن رئيسات تحرير أو في مجالس الإدارة... نحن نساعدهن كي تصلن إلى أهدافهن. وبما أن البرنامج بدأ في أفريقيا فأستطيع أن أؤكد لك أن بات لدينا هناك الكثير من النساء القياديات وهن سعداء جدا وإن شاء الله تطبق هذه المسألة في البلدان العربية.. ونتمنى كمنظمة أن تصبح هناك فعلا مساواة ما بين المرأة والرجل في المناصب القيادية في الصحف، وتكون نسبة 50% منها المرأة رئيسة تحرير لهذه الصحف».