عربيات ودوليات >أخبار دولية
كواليس "الرحلة 3" للأسد: تصعيد في لبنان ورسالة قاسية من ظهور سليماني!
الجمعة 1 03 2019 17:07جنوبيات
نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالاً لرئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد تشاثام هاوس، لينا الخطيب، وجاء بعنوان "من لبنان إلى العراق: تصعيد أميركي إيراني يظهر أنّ لا نيّة للتراجع"، موضحةً أنّ واشنطن وطهران تتبادلان رسائل بهذا السياق.
ولفتت الكاتبة إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد زار طهران الإثنين الماضي، علمًا أنّ هذه هي الرحلة الثالثة التي يقوم بها الأسد خارج سوريا، منذ إندلاع الحرب السورية، فقد قصد موسكو مرتين من قبل. وفيما يرى البعض أنّ زيارة الأسد لطهران لها رمزيّة كبيرة، إذ هي بمثابة إعلان "نصر" لقواته المدعومة من إيران، إلا أنّ البعض الآخر يرى أنّها جزء من مواجهة إيرانية أميركية تتصاعد في لبنان وسوريا والعراق.
الرواية الإيرانيّة
قالت الكاتبة إنّ زيارة الأسد الى إيران أتت بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنتصار التحالف الدولي بقيادة واشنطن على تنظيم "داعش" في سوريا، وأضافت: "إيران ليست جزءًا من التحالف، إلا أنّها بررت تدخّلها في سوريا بأنّ هدفه مواجهة ما أسمته بالجهاديين، ومن بينهم داعش"، مشيرةً الى أنّ ترامب يحاول دحض هذه الرواية.
وتابعت الكاتبة بالقول إنّ إيران من جهتها تعتبر أنّ الغرب هو قوة لزعزعة الإستقرار في سوريا، ومن بينها الدول الأوروبية التي لا تزال ملتزمة بالإتفاق النووي مع طهران، والذي انسحبت منه واشنطن، مضيفةً أنّ إيران وروسيا تعتقدان أنّ "داعش" والجماعات الأخرى ما هي إلا جزء من مؤامرة أميركية تهدف الى زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
كذلك فقد ذكّرت الكاتبة بأنّ القوات الإيرانية، بقيادة الحرس الثوري الإيراني وبمشاركة "حزب الله" قاتلت الى جانب الجيش السوري منذ العام 2012، وقد ساعد هذا الدعم الإيراني الأسد، مع أنّ هناك تساؤلات حول ما إذا كانت إيران ستستطيع تحقيق ما حققته من دون التدخل الروسي.
المؤامرات الأميركية
ولاحظت الكاتبة أنّه خلال زيارة الأسد إلى طهران، ثمّن المرشد الأعلى للثورة في إيران السيد علي خامنئي "النصر" ليس فقط بوجه "داعش" ولكن بوجه المؤامرات الأميركية في الشرق الأوسط، معتبرةً أنّ انتقاء كلمة "نصر" هو ردّ مباشر على ما قاله ترامب عن "النصر على داعش".
وأشارت الكاتبة الى أنّ التوتّر ما بين إيران والولايات المتحدة لا يتصاعد في السياق السوري فحسب، ففي العراق بدأت قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران بالتساؤل عن استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق، بالوقت الذي أعلنت فيه الحكومة العراقية النصر على "داعش" أيضًا.
من جانبه، قال الأمين العام لـ "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي في مقابلة مع وكالة "رويترز" إنّه لا يرى أسبابًا موجبة لبقاء القوات الأميركية في العراق، علمًا أنّ قوات كبيرة من العصائب انتشرت على الحدود السورية العراقية، وأعلنت أنّ هناك حاجة لوجودها من أجل دعم الجيش العراقي في حماية الحدود ومنع عودة مقاتلي داعش".
وأوضحت الكاتبة أنّه في الوقت الذي أعلن ترامب أنّه سيسحب القوات الأميركية من سوريا، على أن يترك 400 جنديّ، فإنّ القوات التي ستترك سوريا ستعود للإنتشار في قاعدة عين الأسد العسكرية في العراق، بالقرب من الحدود السورية.
وكان ترامب قد قال في كانون الثاني الماضي إنّ ترك بعض القوات في شمال شرق سوريا وزيادة عدد القوات الموجودة الآن في العراق، هو وسيلة للولايات المتحدة الأميركية من أجل مراقبة إيران من الأراضي العراقية، وقد ردّ خامنئي على هذه الخطة خلال زيارة الأسد له، عندما شدّد على أنّ "الخطة الأميركية للوجود الفاعل على الحدود السورية العراقية يجب أن يقاوم ويُرفض بشدّة".
التصعيد في لبنان
بحسب الكاتبة، يمتدّ التصعيد في التوتر الأميركي - الإيراني إلى لبنان، فبالتزامن مع زيارة الأسد إلى طهران، أعلنت المملكة المتحدة يوم الاثنين أنها تقوم بتصنيف "حزب الله" كمنظمة إرهابية. فبريطانيا تتابع الآن خطوات الولايات المتحدة بشأن "حزب الله"، حيث قال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد: "لم نعد نميّز بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله".
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إنّ التحرّك البريطاني الأخير هو إشارة إلى "أنشطة زعزعة الاستقرار" التي يقوم بها "حزب الله" في الشرق الأوسط. وكان ترامب قد أكّد أنّ العقوبات على "حزب الله" هي جزء من مخطّط كبير يهدف الى زيادة الضغط على إيران.
أمّا الحدث الكبير المتزامن والمفاجئ أيضًا، والذي يُضاف إلى الأمور السابقة الذكر فهو إعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استقالته، وجرى ربط توقيت الإستقالة بزيارة الأسد إلى طهران، والتي لم يشارك فيها ظريف، في الوقت الذي برز قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والذي يعدّ مهندس تدخلات إيران في سوريا والعراق. واعتبرت الكاتبة أنّ ظهور سليماني بهذا الشكل ما هو إلا دليل على ردّ إيران على الضغوط الأميركية بأنّها ستكون أكثر تشددًا، بدلاً من أن تنخرط في الديبلوماسية الدوليّة بما يخصّ سياستها الخارجيّة وتدخلاتها في دول أخرى في الشرق الأوسط.
وختمت الكاتبة بالتوضيح أنّ هذه هي الرسائل المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة، ولا يزال إدخال إيران في المحادثات الديبلوماسية حول سوريا والملفات الخاصة بالشرق الأوسط، أمرًا قاتمًا وغير واضح.