لا تزال "عاصمة الجنوب" صيدا، تؤكد التزامها بالثوابت الوطنية والقومية، وفي طليعتها نبذ العملاء، ولو في ورقة النعي، سواء المتمتعين بعمالتهم ولحقوا بأسيادهم الصهاينة إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو يسعون إلى إصدار قانون عفو يشمل من خانوا وطنهم، رغم التحاقهم بالعدو بعد اندحاره من الجنوب اللبناني في 25 أيار 2000.
وهذه الحال، حصل منذ 4 أيام عندما توفي المواطن الصيداوي محمد حسن نقوزي، بشكل طبيعي، لكن غير الطبيعي والمألوف أنّ ورقة نعيه تضمّنت أسماء أفراد العائلة والأنسباء كأبنائه وبناته وأخواته وأصهرته، وإخوانه الأربعة، لكنها أسقطت من بينهم الأخ الخامس المدعو وليد نقوزي.
فبعد السؤال والتقصّي، تبيّن أنّ العائلة الكريمة رفضت تضمين إسم وليد في ورقة النعي، لأنّه عميل إسرائيلي، فار إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أواسط العام 1999، بعد انكشاف أمر عمالته مع العدو الإسرائيلي، إذ ضُبِطَ وهو يقوم بالتجسّس على اتصالات تخص مقاومين لصالح جهاز "الموساد"، ففر باتجاه الشريط الحدودي المحتل، قبل اللحاق بالعملاء لدى فرارهم في أيار 2000.
والعميل وليد نقوزي يُقيم في تل أبيب داخل فلسطين المحتلة، وما زال متورّطاً في خيانة وطنه وشعبه وآخر محاولاته لتجنيد عملاء كانت قيامه بالاتصال بشباب صيداويين، لتزويده بمعلومات عن مسؤولين في المقاومة و"حزب الله" ومقرّاتهم، وكذلك إغرائهم بالمال للقيام بتفجيرات واغتيالات في المدينة، كما أنّه ينشط عبر وسائل التواصل الإجتماعي الـ"فيس بوك"، إذ يعمل تحت إسم "دانيال نكوزي"، ويعرض صداقته على مواطنين صيداويين، لا سيما مَنْ كان منهم جاراً أو صديقاً له أيام الدراسة.
عائلة نقوزي كانت قد تبرّأت من العميل وليد، وأعلنت أنّه لا يمت إليها بصلة.
وهذا إنْ دلَّ على شيء، فإنّه يدل على الموقف التاريخي المشرّف لعموم أهالي صيدا وعوائلها الكريمة المعادي للإحتلال وعملائه والمنخرط في مشروع المقاومة الوطنية والإسلامية ونصرة فلسطين.
الرحمة للفقيد محمد، ولعائلته العزاء، وكل الفخر والاعتزاز بموقفها الوطني الأصيل والمشرّف.

العميل وليد نقوزي.. الناشط تحت إسم "دانيال نكوزي"