عام >عام
نصر الله: صمت العالم العربي على مصادرة ترامب للقدس جعله يتجرأ في موقفه بشأن الجولان
الثلاثاء 26 03 2019 18:03جنوبيات
حيا الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، في مستهل كلمة متلفزة تناول فيها آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، "صمود أهلنا في قطاع غزة أمام العدوان، ولمواجهتهم لهذا العدوان بكل شجاعة، وتحية الى أهل الضفة وشهدائها وبالأخص الى الشهيد الشجاع رغم صغر سنه، عمر أبو ليلى والى الأسرى الفلسطينيين في السجون الذين خاضوا مواجهات خلال الأيام الماضية".
أضاف: "نحيي صمود وبطولات الشعب اليمني وكل من يقف معهم والى أنصار الله ومقاتليهم، مع بداية العام الخامس للحرب العدوانية المفروضة عليهم. والتظاهرات اليوم تعبير عن هذا الصمود والإرادة والإيمان".
كما عزى "الشعب العراقي مرجعية وقيادة وحكومة وشعبا وقوات مسلحة وحشدا وفصائل مقاومة، بالكارثة التي حلت في الموصل على راكبي العبارة".
واشار الى ان حديثه اليوم هو "للتعليق على زيارة بومبيو الى لبنان وما أدلى به من تصريحات وما عقده من لقاءات وما طالب به، لكن أبدأ من المستجد الأهم وهو الإعتراف الأميركي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان، وبالتالي ضم الجولان الى الكيان الإسرائيلي، هذا حدث مهم جدا ومفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والمخاطر التي تهدد حقوقنا ومقدساتنا ومستقبلنا، وعبارات الإدانة والشجب لم تعد تنفعنا".
وقال: "هناك دلالات هذا الإعتراف الأميركي والمسارعة الى التوقيع الرسمي، اولا الإستهتار بالعالمين العربي والإسلامي، إذ يوجد إجماع لدى الحكومات والدول والشعوب ومئات ملايين العرب والمسلمين وعشرات الدول وكثير منهم اجتمع بهم ترامب في الرياض، وكلهم مجمعون على أن الجولان أرض سورية عربية محتلة من قبل إسرائيل، ترامب إستهان وإستهتر بكل هولاء ولم يعنيه أنه هؤلاء انزعجوا وان هذا الامر يسيء لهم، ولم يكن له قيمة أو اعتبار بحسابات ترامب، وهذه نقطة اجماعية بمعزل عن الخلاف مع القيادة السورية، وكثير من هذه الدول"، داعيا "الجميع في العالمين العربي والإسلامي ليعرفوا ما هي قيمتهم الحقيقية لدى الولايات المتحدة وترامب".
أضاف: "ثانيا، هناك استهانة واستهتار من قبل أميركا وترامب بكل ما اسمه قانون دولي، قرارات دولية، مؤسسة دولية، مجتمع دولي، وإجماع دولي، كل العالم كان مجمعا على أن الجولان أرضا سورية محتلة، والوحيد الذي خرق هذا الإجماع هو ترامب أيضا من أجل اسرائيل، وهذا يؤكد لنا أن الإدارة الاميركية ومن موقع الطغيان والإستكبار هي في نفسها لا تعترف بالأمم المتحدة ولا قرارات دولية ولا مجلس الأمن، وتستخدم هذه المؤسسات بقدر ما تخدم مصالحها، وعندما تعجز المؤسسات أو القرارات عن خدمة المشروع الأميركي يقومون بتجاوزها بكل بساطة".
أضاف: "هذا يؤكد أن القرارات والمؤسسات الدولية ليست قادرة على حماية أي حق من حقوق الشعوب بما فيها استعادة أرض محتلة، ولا يمكن أن يفعلوا شيئا سوى الإدانة والإستنكار، ولهذا الأمر عبرة ودلالات مهمة".
وتابع: "الدلالة الثالثة هي الأولوية المطلقة لأميركا وللحكومات المتعاقبة خصوصا الحالية هو اسرائيل، ولا مصالح تحترم في المنطقة عندما تتعارض مع مصالح اسرائيل، ولا قيم ولا اعتبارات ولا حسابات لأحد عندما يكون الهدف هو تقوية إسرائيل وحمايتها ودعمها، لا يمكن أن يكون هذا الداعم المطلق لاسرائيل راعيا لما يسمى عملية السلام أو وسيطا نزيها، وهو وجه ضربة قاضية لعملية السلام القائمة على اساس الارض مقابل السلام، ها هو يأخذ الارض والمقدسات ثمن يطالب بالسلام والتطبيع كما فعل بالقدس".
ورأى أنه "تعقيبا على هذا القرار، ألفت الى أنه، أولا عندما سمح العالم لترامب أن يصادر القدس ويعلنها عاصمة ابدية لاسرائيل، العالم بسكوته وفي مقدمه العربي والاسلامي فتح الباب أمام كل تجاوز من قبل الأميركي وترامب، اذا تم المس بالقدس ماذا بقي؟ الذي جرأ ترامب أن يأخذ الامس هذا القرار بحق الحولان هو الموقف في العالم العربي والاسلامي تجاه مسألة القدس وعلينا أن نتوقع بعد مدة أن يخرج ترامب ويقول أن يعترف بالسيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية".
ولفت الى أن "الرد الحقيقي من العالم العربي كان يجب أن يكون في موضوع القدس هو ما سأدعو اليه في موضوع الجولان. بعد فترة هناك قمة في تونس، لا أطلب اعلان الحرب، هناك شيء اسمه المبادرة العربية الى السلام والاسرائيلي لا يعترف به، ولكن أضعف الايمان اذا كان هناك بقية حياة وشرف أو ضمير لدى الدول العربية أن تقوم قمة تونس بسحب المبادرة العريبة للسلام التي تقررت في قمة بيروت عام 2002 والعودة الى نقطة الصفر".
واشار إلى أن "أميركا تحاول بالتهديد والترهيب وبالتهويل أن تفرض خياراتها في الوقت الذي تذر ذيول الفشل والخيبة في الكثير من الساحات، والمجتمع الدولي ليس له أي قيمة أمام منطقة القوة".
وقال نصر الله: "شهدنا في الشكل في الأيام الماضية وزير خارجية أقوى دولة في العالم، وعقد مؤتمرا صحافيا في وزارة الخارجية، وقرأ نصا مكتوبا أي لا إرتجال في الكلام، وذكر فيه إسم "حزب الله" 18 مرة خلال دقائق وإيران 19 مرة وبلغة حادة ورفض الاجابة على اي سؤال من قبل الصحافيين، أي أنه قدم بلاغا ومشى، هرب من المنطق والعقل ومن الإعلاميين".
أضاف: "يسعدنا أن يعتبر بومبيو أن "حزب الله" هو عقدته، في الشكل هذا لا يزعجنا بل يسعدنا، وأمس حين وقع ترامب على قرار الجولان، وخلال تقديمه للاسباب الموجبة ذكر اسم "حزب الله"، ويسعدنا أن تكون ادارة ترامب غاضبة منا، ففي ثقافتنا الادراة الاميركية الشيطان الاكبر وهذا يؤشر على رضى الله علينا، فرضى الشيطان الاكبر عنا دليل أن هناك مشكلة في موقفنا".
وأشار الى أن "ما قاله بومبيو عن "حزب الله"، جعلنا نزداد ايمانا ووعيا وبصيرة في أننا في الموقف الصحيح، وأننا نحن في إنتمائنا وفي سلامة موقعنا وخياراتنا".