عام >عام
"يا عمال لبنان انتفضوا على القهر".. بقلم الصحافي أحمد الغربي
"يا عمال لبنان انتفضوا على القهر".. بقلم الصحافي أحمد الغربي ‎الثلاثاء 30 04 2019 20:33
"يا عمال لبنان انتفضوا على القهر".. بقلم الصحافي أحمد الغربي


يأتي عيد العمال الذي لم يبق منه سوى الاسم هذا العام في أدق وأخطر مرحلة يمر بها العمال اللبنانيون في ظل ارتفاع معدل البطالة الذي تجاوز الأربعين بالمئة حسب الإحصاءات الأخيرة، وفي ظل غياب أية خطة استراتجية للحكومة لحماية اليد العاملة اللبنانية.
أين العمال اليوم في عيدهم في الأول من أيار من عمال زمن الستينيات والسبعينيات والثمانينيات؟ يوم كانوا مستورين بما كانوا يتقاضونه من رواتب، يوم كانوا محصنين بنقاباتهم التي كانت تحمي مصالحهم وحقوقهم لا مصالح أرباب العمل والسلطة كما هو حال بعض النقابات المستحدثة لهذه المهمة في زمن الفساد والفاسدين.
يا عمال لبنان الموزعين بين عاطلين عن العمل وآخرين ينتظرون الالتحاق برفاقهم العاطلين والمصروفين دون حقوق.. انتفضوا على الظلم والقهر.. اتحدوا لمواجهة المخاطر بعدما وصل حال بعض العمال إلى إحراق أنفسهم هرباً من الواقع الأليم وحالة اليأس التي وصلوا إليها.
شعارات طنانة .. رنانة .. ومزيفة .. أطلقها أركان السلطة دفاعاً عن لقمة عيش وحقوق العمال والكادحين والفقراء.
العمال الفقراء زادت الطبقة السياسية من فقرهم .. وزادت ثروتها أرقاماً جديدة تحدثت عنها مصارف سويسرا التي أشارت إلى وجود ودائع تجاوزت 320 مليار دولار لأشخاص لبنانيين.
الأول من أيار عيد العمال العالمي والذي يحتفل به العمال في لبنان والخارج لا يشبه الأعياد الماضية بالشكل والمضمون .. بات لا يهم مئات آلاف العمال اللبنانيين الذين باتوا يحتفلون عند توفر فرصة عمل لهم.
في عيد العمال .. تحية إكبار للذين يغمسون لقمة عيشهم بالدم ..  وتحية مماثلة للعمال العاطلين عن العمل الذين يمرون بظروف معيشية صعبة جداً  على أمل أن تتغير أحوال البلاد والعباد في العيد القادم.
وهذا لن يتحقق إلا بصحوة ضمير لدى المسؤولين في السلطة، وتصحيح اتجاه بوصلة النقابات العمالية.