أن تكون الطالبة يارا طوني الزغبي وهي الاولى بين الناجحين ومعدلها 19.21 على 20 ،ابنة قرية وطى فارس في الكورة الشمالية الخضراء، وتلميذة المدرسة الرسمية في بزيزا بين الناجحين في امتحانات شهادة "البريفيه" (الإعدادية) في لبنان هو خبر جيّد في زحمة الأخبار السيئة المحيطة بنا لبنانياً وعربياً.
جيّد لأنه أولاً شهادة على أن المدرسة الرسمية إذا توفرت لها الرعاية والإدارة القديرة والأساتذة الأكفاء، قادرة على التفوق على المدارس الخاصة، وبالتالي قادرة على أن توفر على الأهل الكثير من التكاليف التي يتحملونها بسبب ارتفاع أقساط المدارس الخاصة.
وجيّد لأنه شهادة على حجم الطاقات الإنسانية التي تزخر بها المناطق  المحرومة والتي لو توفرت لها الظروف المناسبة لقدّمت للبنان والعرب طاقات علمية كبرى ما زالت كامنة بسبب الظروف التي تعيشها تلك المناطق.
لكن السؤال يبقى: هل ستحظى يارا وأمثالها من المتفوقين بمستوى لائق من التعليم بعد المرحلة الثانوية في جامعة وطنية متحرّرة من كل القيود التي تعيق انطلاقها وقدرتها على مجاراة الجامعات الأخرى؟.
والسؤال الآخر يبقى هل ستجد يارا وأمثالها من المتفوقين مكاناُ لائقاً في ظلّ نظام يلقي بأحماله الثقيلة على دولة مترهلة محاصرة بالفساد والمحسوبية والمحاصصة والبغضاء الطائفية والمذهبية.
مبروك ليارا ولكل المتفوقين والناجحين الذين نأمل منهم إقناع البعض من أهلهم أن الاحتفال بنجاحهم دون إطلاق الرصاص ابتهاجاً يكون أجمل وأكرم وأسلم.