فلسطينيات >داخل فلسطين
المطران عطا الله في تصريحات حول القدس: المصادقة على ملكية الهيئات الاستيطانية لعقارات باب الخليل باطلة وغير قانونية
السبت 15 06 2019 10:00جنوبيات
قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنا «ان قرار محكمة الاحتلال حول الفنادق والعقارات الأرثوذكسية في منطقة باب الخليل والتي تم تسريبها بطرق ملتوية غير قانونية وغير شرعية ولم تفاجئنا».
وقال في تصريح له: «لا نثق بقرارات المحاكم «الإسرائيلية» التي وجدت من أجل خدمة الاحتلال وسياساته وممارساته، ونعتقد بأن قرار ما يسمّى بمحكمة العدل «الإسرائيلية» بالمصادقة على ملكية الهيئات الاستيطانية لعقارات باب الخليل إنما يعتبر هذا عملا باطلا غير قانوني وغير شرعي».
وأدان بشدّة من أقدم على عملية التسريب، وقال انه لا يحق له أن يقوم بهذا وليس مخوّلا أو صاحب صلاحية بأن يفرط بعقاراتنا وأوقافنا التي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وعراقة انتمائنا لهذه الأرض المقدسة.
وتابع المطران حنا: ان إستيلاء المنظمات الاستيطانية اليهودية المتطرفة على عقارات باب الخليل العريقة تعتبر نكبة جديدة تضاف الى النكبات والنكسات التي تعرّض لها حضورنا المسيحي في هذه المدينة المقدسة وفي هذه البقعة المباركة من العالم. وان قضية باب الخليل هي مسألة في غاية الخطورة فإستيلاء المستوطنين على الأبنية العريقة والجميلة والتي تعتبر واجهة القدس ومرآتها ومدخل الزوّار والحجاج الى أماكنها المقدسة وإستيلاء المستوطنين على هذه العقارات إنما تعتبر انتكاسة خطيرة غير مسبوقة للقدس وهويتها العربية الفلسطينية.
وأوضح أن المتآمرين والمتواطئين والمتخاذلين معروفون للجميع، كما أن الذين تم استعمالهم كأدوات قذرة من أجل تمرير هذا المشروع الاستيطاني الخطير في مدينة القدس باتوا معروفين لدينا.
ولفت إلى أنه «لا يجوز لنا أن نكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار حول هذه الجريمة الجديدة المرتكبة بحق كنيستنا وأوقافنا في المدينة المقدسة بل يجب التفكير وبشكل جدّي في سلسلة نشاطات احتجاجية سلمية لكي نوصل رسالتنا الى العالم والى كل من يعنيهم الأمر بأن صفقة باب الخليل مرفوضة جملة وتفصيلا حتى وإن صادقت عليها المحاكم «الإسرائيلية»، وإن هذه الصفقة لن تمر مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.
وبيّن المطران حنا أنه لم يبقَ في فلسطين إلا 1% من المسيحيين، وأكد أن أعداد المسيحيين يتراجع بشكل دراماتيكي في مدينة القدس، وقال: صفقة باب الخليل ستؤدّي الى تراجع مذهل وكارثي لحضورنا المسيحي العريق والأصيل في هذه المدينة المقدسة.
وناشد المطران حنا المرجعيات الروحية المسيحية والإسلامية والأحرار من أبناء أمتنا العربية بألا يستسلموا أمام هذا الواقع المأساوي الذي يُرسم لمدينتنا المقدسة، وناشد الملك عبد الله الثاني بصفته حامي المقدسات الإسلامية والمسيحية وحامل الوصاية الهاشمية عليها بأن يقوم بما يجب أن يقوم به من أجل ابطال صفقة باب الخليل المشؤومة، وقال ان «باب الخليل وأوقافنا المسيحية المستهدفة والمستباحة لا تقل أهمية عن الأقصى وعن كافة مقدساتنا في مدينة القدس».
اقتحامات متجدّدة
{ من جهة أخرى، سمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء، لعشرات المستوطنين المتطرفين ولعناصر من مخابرات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة.
وأغلقت شرطة الاحتلال الساعة الحادية عشر صباحاً باب المغاربة، عقب انتهاء فترة الاقتحامات الصباحية للمتطرفين اليهود، وتأمين الحماية الكاملة لهم أثناء جولاتهم بالمسجد الأقصى.
وأفاد مسؤول العلاقات العامة والإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس بأن 95 مستوطناً وطالباً يهودياً اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وسط تلقيهم شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأداء بعضهم طقوساً تلمودية.
وأوضح أن 35 عنصراً من مخابرات وشرطة الاحتلال اقتحموا أيضاً المسجد ضمن جولاتهم الاستكشافية، وتجولوا في باحاته.
وواصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين الوافدين من القدس والأراضي المحتلة عام 1948 للمسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم الشخصية، واحتجزت بعضها قبيل دخولهم للمسجد.
وصعّد المستوطنون وعناصر شرطة الاحتلال في الآونة الأخيرة من اعتداءاتهم وانتهاكاتهم لحرمة المسجد الأقصى، والاعتداء على روّاده وحراسه، وإبعاد العشرات منهم عن المسجد لفترات متفاوتة.
تدنيس الأقصى خلال أيار الماضي
{ بدورها قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، في تقريرها الشهري، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعّدت من إجراءاتها وتدابيرها التعسفية في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر أيار الماضي.
وأشار التقرير إلى حصار الاحتلال للمسجد المبارك، وإلى الإجراءات الأمنية المشدّدة على الحواجز المؤدّية إليه، والتواجد لعناصره الشرطية بكثافة على بواباته، ناهيك عن سياسة تحديد الأعمار ومزاجية الاحتلال بمن يسمح له بالدخول والوصول إليه في شهر رمضان المبارك.
وأكدت الوزارة، أن الاحتلال دنّس وانتهك المسجد الأقصى أكثر من 30 مرة، ومنع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي 42 وقتا، وأن مجمل الاعتداءات على المسجدين «الأقصى» و«الإبراهيمي» وعلى باقي المساجد، وعلى الحراس، والإبعادات، والاعتداءات على المقابر، بلغت في مجملها أكثر من 90 اعتداء.
كما شهد شهر أيار الماضي جملة من الاعتداءات وحالات الطرد طالت المعتكفين داخل الأقصى، وتدنيسه واقتحامه من سوائب المستوطنين وجنود وشرطة الاحتلال.
ورصد التقرير قيام رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو بتدنيس باحة حائط البراق وتأديته طقوساً تلمودية في المكان وسط حراسات وإجراءات أمنية مشدّدة، واقتحام المتطرف غليك على رأس مجموعة من غلاة التطرف المسجد الأقصى وسط تلقيهم شروحات تلمودية.
وواصل الاحتلال تحريضه على المسجد الأقصى وروّاده، وسط دعوات لمزيد من الاقتحامات حتى في العشر الأواخر من رمضان، كما تفوّه المتطرف أساف فريد المتحدث بإسم ما تسمّى (اتحاد منظمات المعبد).
كما حاصرت قوات خاصة من شرطة الاحتلال المسجد القبلي عقب اقتحام المستوطنين لساحات المسجد الأقصى، ما أدّى لحدوث توتر في صفوف المعتكفين داخل المسجد خلال العشر الأواخر من رمضان، وشرعت مخابرات الاحتلال بتصوير المنطقة.
وأضاءت بلدية الاحتلال، علمي «الكيان الإسرائيلي» وأميركا على مقاطع من سور القدس التاريخي؛ احتفالاً بمرور عام على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وشملت الإضاءة منطقة السور من جهة باب الخليل.
إلى ذلك اعتدت مجموعة من عصابات المستوطنين على بوابة مسجد الشيخ مكّي، وكسرت وخربت قفل المسجد، وهو الاعتداء الرابع من نوعه على نفس المسجد خلال فترة قصيرة.