حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
د. خلدون الشريف: موقف الرئيس محمود عباس وقف سدّاً منيعاً أمام "صفقة القرن"
الأربعاء 19 06 2019 08:47جنوبيات
أكد الرئيس السابق لـ"لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني" الدكتور خلدون الشريف أنّ "موقف فخامة الرئيس محمود عباس وقف سدّاً منيعاً أمام "صفقة القرن"، وكان موقفاً واضحاً قبل الإعلان عنها، برفض "صفقة القرن"، وخائن كل مَنْ يُوافق عليها، على الرغم من كل الضغوطات التي مورست".
ورأى الشريف في حوار مع برنامج "من بيروت" على شاشة تلفزيون فلسطين من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، أنّ "كل ما يدور بشأن "صفقة القرن" لديه مُرتكز وحيد، ما هو الموقف الفلسطيني؟، وهو موقف واضح رافض لها قبل الإعلان عنها".
وأوضح أنّ "إدارة ترامب تُمارس كل الضغوطات من أجل تمرير الصفقة، وأعتقد بأنّ لا شيء يمر إلا إذا تنازل الفلسطينيون، والقيادة الفلسطينية ترفض هذه الصفقة، التي تُشكّل تحوّلاً مُطلقاً عن تاريخ فلسطين وحقوق فلسطين، وتهدف إلى شطب القضية الفلسطينية، لذلك يجب أنْ تكون للجميع رؤية واحدة بمواجهة الصفقة، ونحن بحاجة إلى مشروع استراتيجي للتصدّي لها، وكما سقط الاتفاق النووي الإيراني أميركياً، وحل الدولتين إسرائيلياً، علينا أنْ نُسقِط الآن "صفقة القرن" فلسطينياً وعربياً".
وألمح إلى "أهمية موقف مصر والسعودية اللتين تقولان: نحن لا يُمكن أنْ نوافق على ما لا يُوافق عليه الفلسطينيون"، مشيراً إلى أنّ "صفقة القرن" مرتبطة معنوياً بنتنياهو، وهو وترامب بحاجة بعضهما البعض".
واعتبر الشريف أنّه "من الطبيعي أنْ يُقاطع لبنان "ورشة البحرين"، التي تُروّج لـ"صفقة القرن"، والقيادة الفلسطينية تُدرك أنّ القيادات السياسية اللبنانية تدعم القضية الفلسطينية دعماً مُطلقاً، وبالتالي وحدة الموقف اللبناني - الفلسطيني في مواجهة "صفقة القرن"، أو ما يشبهها أو ينتج عنها، هي مسألة مبدئية، ولا يستطيع أحد أنْ يُغيّر من ذلك، ومن هذا المُنطلق تأتي الرسالة التي وجّهها فخامة الرئيس محمود عباس إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون".
واستطرد: "لبنان أعلن سابقاً، أنّه آخر دولة عربية توقّع اتفاقاً مع "إسرائيل"، بعد أنْ يكون الفلسطينيون قد نالوا حقوقهم، بما في ذلك عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرض فلسطين، وبانتظار تحقيق ذلك، على الحكومة اللبنانية مراعاة الوجود الفلسطيني، لأنّ لا أحد في لبنان، ولا فلسطين يريد أنْ يتوطّن، واستعمال هذا الموضوع، هو للمزايدات حول أهداف أخرى".
واعتبر الشريف أنّ "العلامة الفارقة في جريمة طرابلس، هي ما قام به الشاب صابر مراد، الذي عطّل حركة الإرهابي، ويُسجّل في خانة الفلسطينيين أولاً، واللبنانيين ثانياً، والمسلمين والعرب، وتصدّيه لـ"الذئب المنفرد"، ما أنقذ حياة الكثيرين، ووفّر سقوط ضحايا، وهو ما يُعتبر وحدة دم ونار بين الفلسطينيين واللبنانيين، وصابر يرفع رأس الجميع، وحسناً فعل فخامة الرئيس محمود عباس بمنحه ميدالية الشجاعة".
ورأى أنّ "صابر وجّه رسالة إيجابية إلى لبنان ولكل العرب والمسلمين، إنّ الإرهاب لا يُميّز بين جنسية وأخرى، ولا بين ذكر وأنثى، ولا بين مواطن وآخر، وهو تعامل على أنّه مواطن في هذه المدينة، وعليه أنْ يتصدّى للإرهاب، وهو يستحق أكثر من وسام على المستوى الفلسطيني واللبناني، وأنْ يكون أمثولة لكل مَنْ يُواجه الإرهاب في كل مكان من العالم، لأنّ الإرهاب لا يستثني عربياً أو أجنبياً، بل في هذه الحادثة استهدف مدينة طرابلس، عشيّة عيد الفطر المبارك، والكل يعلم أهمية عيد الفطر بالنسبة لاقتصاد المدينة وفرحها، فهو أضرَّ بكل ذلك".
وأكد أنّ "ما حصل في طرابلس كان جريمة بحق المدينة وأهلها ولبنان، وبحق الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والإسلام، وفي توقيت سيىء جداً، لكن ما جرى بعد ذلك أدّى إلى موجة من السخط حول اتهام مدينة أُصيبت بعمل إرهابي، وبتأكيد من المسؤولين كافة، بأنّ هذه العملية قام بها فرد غير سوي "ذئب منفرد"، وعلينا أنْ نُعزّز اللُحمة العربية في مواجهة الإرهاب".
وختم الشريف: "إنّ طرابلس حاضنة للعروبة منذ نشأتها، وتقدّر حق الفلسطينيين بأرضهم وقدسهم وجنسيتهم، والقدس هي عاصمة المسلمين والمسيحيين وليس الدولة اليهودية".