عام >عام
السلطان عبدالحميد الثاني رفض «صفقة القرن» الصهيونية
السلطان عبدالحميد الثاني رفض «صفقة القرن» الصهيونية ‎السبت 29 06 2019 09:38
السلطان عبدالحميد الثاني رفض «صفقة القرن» الصهيونية

أ.د. حسان حلاق

حاول الزعيم الصهيوني تيودور هرتزل  منذ عام 1897 لغاية وفاته عام 1904 اقناع الدولة العثمانية بتسهيل هجرة اليهود الى فلسطين  بشكل شرعي بعد أن واجهت السلطات العثمانية اليهود الذين يدخلون الى فلسطين بأساليب ملتوية وغير شرعية.

وقد عرضت الحركة الصهيونية واغنياء اليهود في العالم  مبلغ خمسين مليون ليرة ذهبية مقابل قبول الدولة العثمانية بتلك الهجرة ولم يتم الحديث عن انشاء دولة يهودية آنذاك. ولكن الزعيم الصهيوني هرتزل اكد في  17 اذار من عام  1902 في خطاب له بأن السلطان  عبد الحميد الثاني رفض رفضا قاطعا مشروع هجرة اليهود الى فلسطين  واستيطانهم في اراضيها بالرغم من عروضهم المالية السخية وبالرغم من حاجة الدولة العثمانية للمال واكد بأن السلطان العثماني كان يقول دوماً: «القدس مقدسة مثل مكة المكرمة».

بالاضافة الى ذلك فقد اشار السلطان عبد الحميد الثاني مؤكدا موقفه الرافض للمشروع الصهيوني في فلسطين وقال: «انصحوا  الدكتور هرتزل بأن لا يتخذ خطوات جديدة في موضوع فلسطين. اني لا أستطيع  ان أتخلى  عن شبر واحد من فلسطين فهي ليست ملك يميني بل ملك المسلمين ولقد قاتل شعبي في  سبيل هذه الارض ورواها بدمه. فليحتفظ اليهود بملايينهم». اذا مزقت الدولة العثمانية لعلهم  يستطيعون آنذاك  بأن يأخذوا فلسطين بلا ثمن ولكن  يجب ان يبدأ  ذلك التمزيق اولا في جثثنا وإني لا استطيع  الموافقة على تشريح اجسادنا ونحن على قيد الحياة.

ويذكر السلطان عبد الحميد الثاني في مذكراته بأن يهود العالم تعاونوا مع الصهيونية والماسونية ويهود الدونمة  والمتآمرين من يهود الاتحاد والترقي وتركيا الفتاة والدول الاستعمارية من اجل السيطرة على فلسطين  وانهم عرضوا عليه اموالا  طائلة ولكني  رفضت هذه الاموال رغم حاجتنا اليها ورفضت مشروعهم الاستيطاني ورفضت مشروع زعيمهم  هرتزل.

ومن الاهمية بمكان القول ، انه نتيجة لرفض السلطان عبد الحميد الثاني المشروع الصهيوني فقد تآمرت عليه الصهيونية والماسونية ويهود الدونمة وجماعة الاتحاد والترقي  والدول الاستعمارية وبعض الاقليات وخلعوه عن العرش في عام 1909.

ان الدرس الوطني والقومي والاسلامي  الذي أعطانا اياه السلطان عبد الحميد الثاني واعطاه للاجيال العربية والاسلامية ينبغي ان يكون  درساً لا ننساه على مرّ العصور الى ان تتحرر فلسطين كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني كما تحررت في العصور الوسطى من الصليبيين بواسطة قادة وابطال بررة امثال السلطان صلاح الدين الايوبي. والسلطان الاشرف خليل بن قلاوون.

أيها العرب.. 

قادة وشعوباً ان فلسطين ليست للبيع  وليست للرهن  وليست للاستئجار ان فلسطين للفلسطينيين وللعرب.

ان ما دفعته الصهيونية واليهود للسلطان عبد الحميد الثاني تساوي اكثر بكثير من مليارات العصر وبالرغم من ذلك فان كرامته الاسلامية  جعلته يرفض هذا المشروع الصهيوني الاستعماري بسبب مخاطره العظمى.

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب  فان فلسطين عربية عربية عربية.

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب فان فلسطين ليست للبيع.

المصدر : اللواء