لبنانيات >أخبار لبنانية
زيارة باسيل تنكأ الجراح.. وتوتر الجبل
زيارة باسيل تنكأ الجراح.. وتوتر الجبل ‎الأحد 30 06 2019 21:16
زيارة باسيل تنكأ الجراح.. وتوتر الجبل

جنوبيات

 

نكأت جولة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في قضاء عاليه الجراح، على خلفية خطابه في منطقة الكحالة، بعدها تجمهرت عناصر "الحزب التقدمي الإشتراكي" عند مدخل كفرمتى مانعين باسيل من دخول البلدة، لكن الأجواء اشتعلت بعد سقوط جرحى من مرافقي وزير الدولة لشؤون الناحين صالح الغريب، وقد توفيا إثنا منهم متأثرين بجراحهما جراء إطلاق نار حصل في منطقة البساتين - قضاء عاليه.  

 

وفي السياق قالت مصادر "الإشتراكي" إنّه "أثناء محاولة بعض شباب الحزب التقدمي الإشتراكي إزالة الدواليب المشتعلة في منطقة عبيه، إقتحم موكب للوزير صالح الغريب الموقع وقامت عناصر المرافقة بإطلاق النار وإتجه نحو شملان، ليعود بعد ذلك ويطلق النار مجدداً في البساتين فحصل تبادل لإطلاق النار وتطورت الأحداث بالطريقة المعروفة" وقد نشرت "الأنباء" فيديو يظهر إطلاق النار.

 

كذلك الوزير أكرم شهيب قال إنّ "إطلاق النار حصل من موكب الغريب عكس ما أشيع، والفيديو يظهر ذلك. وفي حديث لـ"الجديد"، اعتبر شهيب أنّ "الخطاب العالي والعنف السياسي هو ما أوصل الأمور الى ما وصلت اليه، وما حدث كان نتيجة سوء تقدير من بعض المسؤولين"، محذّراً من "مشروع فتنة في الجبل". ودعا إلى "عدم استفزاز العواطف حرصاَ على المصلحة الوطنية والعيش المشترك ومصالحة الجبل".

وإذ رأى أنّ "خطاب باسيل استفز مشاعر الناس"، شدّد شهيب على "إننا من دعاة حفظ الوفاق والعيش المشترك، ولكن هناك فرق بين الممارسة السياسية الديمقراطية وخلع الأبواب". كما أكد أن "الخسارة علينا وفي بيتنا وهي خسارة بأولادنا ومن الواجب علينا أن نحمي وطننا وأولادنا وأي خسارة بالدم هي خسارة للجميع". ودعا الى "تهدئة الأمور". وقال: "نحن تحت سقف القضاء والقانون والدولة".
 
وفي المقابل، قال الغريب في حديث تلفزيوني: "يبدو أن هناك قرارا بتفجير الوضع في الجبل في سبيل بعض الحسابات السياسية الضيقة، وكل شهيد يسقط في الجبل هو شهيدنا بغض النظر لأيّ جهة انتمى"، معتبراً أن "الشهيدين سقطا في المكان الخطأ وعلى يد الناس الخطأ، وصور سيارتي دليل واضح على محاولة اغتيالي".

وكان الغريب قال في حديث لـ"الوكالة الوطنية للإعلام" إنّ "مسلحين اطلقوا النار على موكبه وكان هو من ضمن الموكب، مشيراً إلى أنّ 3 من مرافقيه أصيبوا خلال الحادث، لأحدهم اصابته حرجة. وقال الغريب: "كنا في طريقنا في منطقة قبر شمون وتفاجأنا بوابل من الرصاص". 

وكانت قناة الـ"LBCI" نقلت عن مصادر "الحزب الديمقراطي اللبناني" أنّ "ما حصل كمين مسلح ومحاولة لاغتيال باسيل، ومن اطلق النار هم عناصر من الاشتراكي لم يعرفوا أنّ الموكب هو للغريب".
 
رواية "الإشتراكي"
ولاحقاً، وتوضيحاً لملابسات الحادث الأليم الذي وقع في منطقة الشحار الغربي من قضاء عاليه، أصدرت وكالة داخلية الغرب في الحزب التقدمي الإشتراكي البيان الآتي: أثناء الاحتجاج الشعبي في منطقة الشحار الغربي على زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع ما حملت من استفزاز لمشاعر الناس، خرج موكب وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب من منزله في كفرمتى ولدى وصوله إلى مدخل بلدة عبيه حيث كان المحتجون قد قطعوا الطريق بالإطارات المشتعلة، أقدم مرافقو الوزير الغريب على اطلاق النار على المحتجين رغم محاولات هؤلاء لفتح الطريق وإزالة العوائق عنها. وبعد وصوله إلى بلدة شملان حيث تبلغ الوزير الغريب الغاء زيارة رئيس التيار الوطني الحر الى بلدة كفرمتى سلك طريقا فرعية وصولا الى بلدة البساتين حيث عاود مرافقوه إلى اطلاق النار باتجاه المحتجين عشوائيا،  وتابع موكبه الطريق صعودا باتجاه ساحة قبرشمون حيث ترجل مرافقان للوزير الغريب وعمدا إلى اطلاق النار باتجاه المحتجين أيضا بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة شاب من بين المحتجين،  فرد بعض من كان يحمل سلاحا باتجاه مصدر النار دفاعا عن النفس فسقط مرافقان للوزير الغريب، وهذا امر موثق بفيديوهات بات بحوزة المراجع الأمنية.

إننا نضع كل المعطيات الموجودة بحوزتنا بتصرف القضاء والقوى الأمنية، نعود ونؤكد أن ما جرى يتحمل مسؤوليته من وتر الأجواء واستفز الناس ونبش قبور الحرب ومن كان ينتظر زيارة فكانت ردة فعله بالاعتداء على الناس الذين عبروا سلميا عن رفضهم لزيارة الوزير باسيل إلى منطقتهم".

رواية "التيار الوطني الحر"
من جهته، أعلن "التيار الوطني الحر" في بيان أنّه "بعد ما كان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ألغى الزيارة إلى بلدة كفرمتى من ضمن الجولة التي يقوم بها في قضاء عاليه، وذلك تفادياً لأيّ إشكال أمني بدت بوادر حدوثه بين القوى الأمنية وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي الذين عمدوا الى قطع الطرقات وحرق الدواليب والقيام بأعمال امنية مشبوهة منذ يومين على التوالي وهي تؤشر الى نية امنية مريبة.  وقد وقع المحظور فعلاً وحصل إطلاق نار على موكب الوزير صالح الغريب ما أدّى الى سقوط قتلى نعزّي باستشهادهم ونتمنّى لهم الشفاء".

وأضاف البيان: "ان رئيس التيار، وهو يزور مناصري التيار والمنتسبين اليه من مسيحيين ومسلمين في قضاء عاليه ويفتتح مكاتب للتيار في مناطق مختلطة، قد دعا في كلماته الى الانفتاح والتلاقي والوحدة ببن اللبنانيين وقد قوبل بهذه التحركات التي تذكر اللبنانيين بزمن حرب مضت وانتجت أحزاناً ومأسي وتهجير، تهجير لم يقفل ملفه بعد، لا بالوزارة ولا بالنفوس فيما يعمل التيار الوطني الحر على اقفاله بالكامل واتمام المصالحة بكل ابعادها السياسية والانمائية والادارية لتكون العودة الى الجبل ناجزة بشراكة كاملة".

وتابع البيان: "نعتذر من اهلنا ومناصرينا في كفرمتى والقماطية ومنصورية بحمدون وخلدة عن عدم اكمال الزيارة تفادياً للأسوأ ونعزي المير طلال ارسلان والحزب الديمقراطي بشهدائه ونطلب من اهلنا في عاليه الابتعاد عن اي احتكاك من اي نوع كان. يؤسفنا ما حصل ونترك للناس وللبنانيين الحكم والتقدير امام المشهد الذي رأوه اليوم، ونؤكد وعينا الكامل لما حصل ومنعنا للأسوأ منه، ونؤكّد اصرارنا على استكمال مسيرة المصالحة على ما نفهمها من شراكة ومساواة في الجبل ولبنان. و موعدنا المقبل مع اهلنا لن يكون بعيداً".
 
اتصالات للتهدئة
من ناحيته، أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالات لضبط الوضع الأمني في عاليه، ودعا المجلس الاعلى للدفاع إلى اجتماع قبل ظهر غد في بعبدا. فيما كان أجرى رئيس الحكومة سعد الحريري سلسلة اتصالات مع كل من الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الديمقراطي وباسيل والغريب، ومدير المخابرات في الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان لتهدئة الوضع. 
 
أمّا رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، فغرّد على حسابه عبر موقع "تويتر" قائلاً: "لن ادخل في اي سجال اعلامي حول ما جرى. اطالب بالتحقيق  حول ما جرى بعيداً عن الابواق الاعلامية. واتمنى على حديثي النعمة في السياسة ان يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات السياسية دون استثناء، لكن الذي يرفض لغة نبش الاحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم".

كذلك صدر عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن ما يلي: "أمام ما يجري من محاولات زرع الفتنة وتفريق الصفوف ،الدعوة والنداء إلى أبناء طائفة الموحدين الدروز المعروفيين الأحرار الى الهدوء و عدم السماح بتحقيق أهداف المغرضين والمتربصين ،يا أبناء الشحار الغربي الشجعان انتم الأمناء على الدم والتضحيات والكرامة، حذارِ من فتنة الدم، حذار من الذهاب نحو المجهول. لكم التاريخ وانتم تصنعون المستقبل، فليكن صوت العقل والحكمة والوعي هو المقياس، ولنعمل معاً على وأد الفتنة. لعن الله من يوقظها".

وكان باسيل قال في الكحالة: "عندما نأتي الى منطقة عاليه، نتوقف دائما في الكحالة، وكوع الكحالة مكتوب له أن تتوقف كل الناس عنده، لأن هذا الكوع له الكثير من الدلالات والأمثلة التاريخية، وفي هذه القاعة التي نحن فيها لقاؤنا اليوم يعبر عن معنى وجودنا، وعن دور الكحالة التاريخي وكيف صمدت وكيف أحبت وضحت وأعطت، وكيف كانت دائما معبرا للصمود وفي نفس الوقت معبرا للتلاقي، اذ انكم لم تقفلوا الطريق ولا مرة بوجه أحد، انما كانت مفتوحة على الدوام، واليوم نموذج الصمود الذي تعطونه تفتحون من خلاله الطريق لباقي القرى من هنا الى البقاع لتكون العودة لها عودة ناجزة وتامة، وكما أنتم بقيتم في بلدتكم وصمدتم، كان قراركم هنا، أنتم قررتم البقاء والصمود، وبقيتم وصمدتم، وهذا الكوع لنا فيه ذكريات كثيرة نحن في التيار، فمن هذا الكوع كانت شرارة توقيفنا في آب 2001، ودائما كان هذا الكوع مركز احداث فيها نضال وتضحية ومؤشرات تاريخية مهمة. المهم اننا بقينا، بقينا نموذجا، بقينا منفتحين ومحافظين على حالنا وعلى خصوصيتنا".