فلسطينيات >داخل فلسطين
عريقات: فلسطين والقدس أهم من كل دول وعواصم العالم
عريقات: فلسطين والقدس أهم من كل دول وعواصم العالم ‎السبت 13 07 2019 21:26
عريقات: فلسطين والقدس أهم من كل دول وعواصم العالم

جنوبيات

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن "الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، ممثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكل مؤسسات الشعب الفلسطيني، كلها اجتمعت على موقف التمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية".
وأوضح، أن "تمسكنا بالقانون الدولي والشرعية الدولية والدولتين على حدود 67 استنادا للقانون الدولي، وذهاب الرئيس عباس إلى الأمم المتحدة وطرح ذلك فيه رؤية شاملة أمام مجلس الأمن في 20 شباط 2018 ".
وأكد عريقات، في حواره مع راديو "سبوتنيك"، على أن "الأسلوب الأمريكي ومضمون طرحه وأسلوب التفاوض هو الذي أفشل محاولات السلام بعد قطع الولايات المتحدة 359 مليون دولار عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين".
وقال إن "الأسلوب الأمريكي هو ما يفشل الحوار، ومضمونه والهدف منه تدمير مبدأ حل الدوليتين واستبداله بمبدأ الدولة بنظامين، ما يعني قبول الشعب الفلسطيني استمرار الاحتلال بطرق أخرى، مقابل أموال سيجمعونها ليس من سلطة الاحتلال الإسرائيلي إنما من الأطراف العربية".
ما أسباب نجاح الفلسطينيين في إفشال مؤتمر البحرين كمقدمة لما يعرف بصفقة القرن؟
المسألة لا تتعلق بنجاح أو فشل بل تتعلق بأن الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، ممثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكل مؤسسات الشعب الفلسطيني، كلها اجتمعت على موقف التمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية.
كما تعلمون نحن لم نبدأ الحديث عن السلام من الآن، أو منذ بدأ الرئيس ترامب ولايته عام 2017، بل بدأت عملية السلام من عقود، وبالتالي تمسكنا بالقانون الدولي والشرعية الدولية والدولتين على حدود 67 استنادا للقانون الدولي، وذهاب الرئيس عباس إلى الأمم المتحدة وطرح ذلك فيه رؤية شاملة أمام مجلس الأمن في 20 شباط 2018. بعد هذه الخطوة التي قام بها الرئيس محمود عباس، الذي كان له اتصال بالرئيس فلاديمير بوتين يوم أمس، أكدا فيه أنه لا حل للقضية إلا بالدولتين على حدود 1967 والقانون الدولي. كذلك كان الموقف الصيني والاتحاد الأوروبي وجميع الدول العربية في قمة تونس وقبلها الظهران، إضافة إلى العالم أجمع الذي اصطف وتمسك بالمرجعيات والقرارات الدولية، وكانت إدارة الرئيس ترامب، تعمل بشكل منعزل تماما عن كل متطلبات عملية السلام مع نتنياهو عتاة المتطرفين في إسرائيل، لفرض الحقائق على الأرض والإملاءات من خلال اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة وإغلاق منظمة التحرير في واشنطن. وكل ما قامت به إدارة الرئيس ترامب هو تدمير للقانون الدولي والشرعية الدولية ومحاولة فرض السلام على الشعب الفلسطيني.
كيف استقبلتم اعتراف مستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنر، بأن الفلسطينيين أفشلوا ورشة البحرين والتي كانت تعتبر الشق الاقتصادي لصفقة القرن؟ ولماذا فشلت برأيك؟
الأسلوب الأمريكي ومضمون طرحها وأسلوب التفاوض الأمريكي هو الذي أفشل محاولات السلام. هل يعقل أن تقطع الولايات المتحدة 359 مليون دولار عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين. لدينا 544 ألف تلميذ في مدارس اللاجئين بفلسطين ولبنان وسوريا والأردن، وتقطع الدعم عن مستشفيات القدس ومن ثم يذهبون إلى المنامة ويقولون إننا نسعى لازدهار الشعب الفلسطيني. الأمر الآخر هل يعقل الانحياز الأعمى لإسرائيل. حتى تكون وسيطا عليك أن تكون متساويا بشكل بسيط بين الأطراف وليس العمل مكان نتنياهو بل وأكثر، فيما يتعلق بالقدس والاستيطان. ما يفشل ذلك هو الأسلوب الأمريكي ومضمونه والهدف منه تدمير مبدأ حل الدوليتين واستبداله بمبدأ الدولة بنظامين، ما يعني قبول الشعب الفلسطيني استمرار الاحتلال بطرق أخرى، مقابل أموال سيجمعونها ليس من سلطة الاحتلال الإسرائيلي إنما من الأطراف العربية.
بعد فشل ورشة البحرين، برأيك هل تتوقع تأجيل اعلان الشق السياسي لصفقة القرن أم فشل الصفقة نهائيا؟
هم يعتقدون أن الجانب السياسي من صفقة القرن طُبق، عندما قالوا القدس عاصمة لإسرائيل ونقلوا السفارة، وأقروا قانون القومية الإسرائيلي وأغلقوا القنصلية في القدس لخدمة الشعب الفلسطيني منذ 175 عاما، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن واعتبار الاستيطان شرعي والجولان السوري تحت السيادة الإسرائيلية. أنا باعتقادي الشخصي هم وضعوا بجيب نتنياهو كل ما يريده. وهم يحاولون تحويل الأمر إلى من مفاوضات إلى إملاءات. كما قال كوشنر إذا قبلت القيادة الفلسطينية ما نقوم به فهي قيادة حكيمة واعية قادرة على النهوض بالشعب الفلسطيني، وإذا لم تقبل ما نطرحه فهي قيادة هستيرية غبية فاسدة غير قادرة على أن تحكم الشعب الفلسطيني، بهذا المنطق يتعاملون سنة 2019.
هل يمكن القول إن صفقة القرن فشلت قبل أن تبدأ؟ أم أن إسرائيل مع أمريكا سوف يستمران في خطواتهما نحو هذه الصفقة؟
هم سيستمرون في تنفيذ من جانب واحد ولغة الإملاءات. حلفاؤهم في أوروبا طلبوا منهم أن يعرضوا عليهم ما يفكرون به. قالوا لهم أنتم حلفاؤنا يجب أن تتبعونا وسنطلعكم وبعد ذلك نطلعكم عندما يحين الوقت. لم يطلعوا أي جهة على بما فيه نحن. المطبخ هو فريدمان ونتنياهو ويذهبان إلى كوشنر وغرينبلات لفرض الحقائق الاحتلالية على الأرض. الخطوة القادمة لهم ستكون الضم بدءا بالكتل الاستيطانية وخلق جهة للاجئين لتوطينهم.
كوشنر، قال إن صفقة القرن ستفشل دون قيادة فلسطينية.. ماذا يعني ذلك في ظل اصرار واشنطن على اتمام تلك الصفقة؟
في علم المفاوضات هناك فصل كيف تصل إلى اتفاق وهناك فصل آخر كيف لا تصل إلى اتفاق وتلوم الجانب الآخر. هم الآن يقرؤون الفصل الثاني لأن التوصل لاتفاق سيتطلب وسيطا نزيها يستند إلى القانون الدولي والشرعية الدولية ويبدأ من عند نهاية المفاوضات. هم يغيرون الوجه السياسي لإسرائيل بسياسة فريدمان سيجعلون نتنياهو يساري. لأنهم يقومون بتنفيذ برنامج أخطر قوى يمينية متطرفة في إسرائيل ومن ثم يروجون أنه ليس هناك سيادة فلسطينية ولا يريدون السلام. عاقبوا الشعب الفلسطيني بقطع 844 مليون دولار ثم يتبجحون ويقولون نسعى لازدهار الشعب الفلسطيني.
المبعوث الأمريكي، جايسون غيرنبلات، عرض اعادة فتح مكتب تمثيل حركة فتح في واشنطن اذا تم استئناف المفاوضات… ما تعليقك؟
هو قال سنفتح مكتب تمثيل فلسطيني لمنظمة التحرير في واشنطن، وهذا المكتب يعمل منذ سنوات طويلة، ولدينا 700 ألف مواطن فلسطيني يعيشون في أمريكا، وبحاجة إلى أوراق رسمية، أغلقوا المكتب وطلبنا منهم فتح أي غرفة في أي من السفارات الموجودة في واشنطن للمصالح الفلسطينية. في 24 شباط 2014 هو الذي أوقف المفاوضات وفي كل جلسة مع الجانب الأمريكي قلنا لهم لنستأنف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يرفضوا ذلك. القضية للشعب الفلسطيني ليست تحسين مستوى المعيشة (ب) هي الحرية والكرامة الوطنية والاستقلال. وعندما يسيطر الشعب الفلسطيني على موارده الطبيعية وعلى أراضيه وعلى شواطئه وخيراته ومياهه لن يكون بحاجة لمساعدة أحد.
بعيدا عن صفقة القرن.. ألا تعتقد أنكم تتحملون قدرا من اللوم على ما يحدث للقضية الفلسطينية وما يحدث من خطوات اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومضي إسرائيل قدما في خطواتها ضد القضية؟
الولايات المتحدة قوة عظمى تمتلك ما لا يمتلكه أحد في العالم وبالتالي نحن طرف تحت الاحتلال لكن قررنا أن نقف مع الشرعية الدولية ونحن نعتبر أن هذا كرامة للعالم أجمع وهذا موقف في حياة الشعوب وتواريخها. نحن لم نفتعل حربا من أمريكا هو الذين أعلنوا الحرب علينا وبالتالي نحن ندافع عن مستقبلنا وحياتنا وحياة أبنائنا وأحفادنا. لا يوجد تكافؤ في الحرب التي فرضتها علينا أمريكا التي تستخدم كل أساليب الضغط على دول العام، لكن لا يوجد دولة في العالم دون مشاكل في نسيجها الجغرافي الحدودي أو الديموغرافي السكاني. وبالتالي لو كان العالم سيسمح بتدمير كل ما قامت مؤسسات الأمم المتحدة بتحقيقه منذ عام 1945 قد يتغير العالم بأكمله، ولكن هل سيسمح العالم بهذه الفوضى. قرارات الجمعية العامة في الفترة الأخيرة معدل الأصوات لفلسطين ارتفع المعدل من 120 إلى 175 صوت مع كل ما تقوم به إدارة ترامب من ضغوط على كل دول العالم.
الانقسام الفلسطيني مستمر ودائما ما يتم تبادل الاتهام بين الفصائل… فمتى يمكن أن تتم الوحدة من جديد حول قيادة واحدة؟
هذه مأساة فلسطينية وجرح نازف. حركة حماس معروف أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين. ونحن نضع القضية الفلسطينية فوق أي اعتبار ونقول بصوت مرتفع القدس وفلسطين أهم من كل دول العالم وعواصم العالم. بالتالي على هذه الحركة أن تقبل العودة إلى صناديق الاقتراع وإرادة الشعب لا تطبق ما تقرره الحركة الدولية للإخوان المسلمين هنا وهناك. نحن شعب محتل والقضية الفلسطينية فوق أي اعتبار ونقول لحرة حماس أنت جزء من الشعب الفلسطيني. المطلوب الآن هو تنفيذ اتفاق اكتوبر الذي وقعتم عليه 12 أكتوبر 2017 في القاهرة بإشراف من مصر، وكذلك أن نصل إلى صناديق الاقتراع في انتخابات عامة. لكن أن ننتظر أي دولة أو القيادة الدولية لحركة الإخوان لتقرر كيف يستخدم قطاع غزة يجب أن ينتهي ويجب أن توضع القضية الفلسطينية والقدس فوق أي اعتبار، لأن فلسطين والقدس لا تكونا قرابين تقدم في معابد اللؤم والتمحور السياسي.
ألا يوجد في فلسطين بديل للزعيم ياسر عرفات يجمع الفلسطينيين حول الهدف الواحد؟
الرئيس محمود عباس وكل ما يبذله من جهد هو لجمع الشعب الفلسطيني تحت قيادة واحدة. عندما كان الرئيس ياسر عرفات محاصرا لم تقبل حركة حماس بأي تحرك يقود لوحدتنا الوطنية أو لتحديد برنامج مشترك. المسألة ليست بالأشخاص بل إن لدينا حركة حماس من الإخوان المسلمين لديها برنامج خاص. وكل ما نقوله لها أنتم جزء من الشعب الفلسطيني عندما نختلف نعود إلى صناديق الاقتراع. لماذا ترفض حركة حماس أن نعود لانتخابات مثل التي نجحت بها في انتخابات عامة ولماذا لا يتم تطبيق ما وقعتم عليه بالقاهرة في 12 أكتوبر 2017 برعاية كريمة من الأشقاء في مصر لماذا لا نقوك بتنفيذه معا وبإشراف مصري.
إلى أي مدى يمكن إجراء انتخابات فلسطينية وسط هذا الانقسام الكبير؟
إذا اتفقت الأحزاب السياسية كما اتفقنا في 2006 تجري انتخابات. وتستطيع حماس أن تجلس معنا ونتفق على من هي الأطراف الدولية التي ستشارك في الانتخابات. لأن الانتخابات الفلسطينية يستحيل فيها التزوير والدليل على ذلك أنهم فازوا في انتخابات 2006.
الانتخابات الإسرائيلية الجديدة سوف تحل بعد شهرين فقط… فماذا تتوقعون لها؟ وهل يمكن أن تسفر عن حكومة يمكن التفاوض معها من جديد؟
هذا شأن إسرائيلي داخلي وبالتالي إسرائيل تعرف من يريد السلام في إسرائيل عليه أن يدرك أنه يبدأ بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل على حدود 67 وحل قضايا الوضع النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين والإفراج عن الأسرى استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.

المصدر : معا