عام >عام
محمد شمَّا إرادة لا تنكسر ... وإصرار يصنعُ النَّجاح
محمد شمَّا إرادة لا تنكسر ... وإصرار يصنعُ النَّجاح ‎الأحد 14 07 2019 11:20
محمد شمَّا إرادة لا تنكسر ... وإصرار يصنعُ النَّجاح

جنوبيات

محمد علي شمَّا فلسطيني من ذوي الإحتياجات الخاصة ناجحٌ في الثانوية العامة "البكالوريا" طالبٌ في ثانوية بيسان في مخيم عين الحلوة /صيدا ، يسكنُ في منطقة البركسات ويبلغُ من العمرِ ٢١ عاماً، يُعاني منذ ولادتهِ من ضُمورٍ بالعضلات ما تجعلهُ قَعيداً على كرسيٍ مُتحرك رغماً عنه، لِيكون إلى جانبهِ أحدٌ يُقدِّمَ لهُ المُساعدة في كثيرٍ من الإحتياجات، وهو الذي إن رأيته ترى في وجههِ وعيناه اللَّذان يعكِسان ما بداخلهِ من قوةٍ وإرادة لا تنكسِر تجعلانهِ مُتفوِّقاً على من حولهِ.
لا شكَّ أنَّ عائلة محمد سعتْ جاهدةً بكلِّ ما توفَّر لديها من إمكانياتٍ وعرضته على دكاترةٌ أخصائيِّين وأجريت له العديد من العمليات، إلا أنَّ حالتهُ لم تجِد عِلاجاً حتى الآن ، وهذا لم يُثنيه عن إكمالِ طريقه في الحياة، وهو يخضع لجلستين من العلاج الفيزيائي في منزله أسبوعياً، رغم ضِيق الوضع المادِّي لوالده. 
محمد شمّا ناجحٌ بتقديرٍ جيّد ، وهو معروفٌ بتفوقهِ منذُ طُفولتِه في المدرسة، ولم تكُن حالتهُ حاجِزاً يمنعهُ من شقِّ طريقهِ في مِشوار حياته، بل كانت دافعاً بقوّة فولاذٍ لا ينصهٌر، والتي لم تمضي هذه السُنون عليه سَهلةً منذُ صِغَره ، لأنه يحتاجُ إلى رِعايةٍ خاصة خلال يومه كتنقلهِ بين بيته والمدرسة وذهابه إلى أي مكانٍ مع الأهلِ والأصحاب ، ليتحدّث محمد عن الخدمة المميَّزة والإنسانية التي كان يحظى بها من إدارة المدرسة ومعلِّميها والمتابعة له في الدراسة، والذي كان أهله أيضاً جميعهم إلى جنبه، فكانوا يغرِسون في روحه بذور  الأمل وقوَّة الإصرار ، والقدرة على المواجهة لأن حياته مليئة بتحدّيات كثيرة وغصَّات مريرة إلا أنَّها مكلَّلة بنجاحاتٍ كبيرة.
محمد الذي لم تسع فرحة النجاح قلبه ، التي شاركه فيها أهلهُ ومحبيه وجيرانه بعرسٍ فلسطينيٍ بجوار منزله بأجواء تغمرُها السَّعادة، إذ يستعد محمد بعد نجاحه في البكالوريا بالبحث مع أهله عن جامعة واختصاصٍ تتناسبان مع وضعهِ ومستقبله، كي يكون قادراً على تعلُّمها والعمل بها لاحقا، بأقل مشقَّةٍ وتكاليف ليختار الإدارة المعلوماتية في الجامعة اللبنانية فرع صيدا، لسهولة التنقل إليها وتقديم إدارتها بعض التسهيلات بإقامة اختصاصه بمكان لا يكبده العناء ، فهذا محمد علي شمّا الذي استطاع بكل إراداته أن يثبت لنفسه ولغيره، أنه مهما كانت الظروف صعبة والطَّريق أصعب فالقوة التي بداخلنا تمكِّننا من تخطِّي كل الصُّعوبات.