هذه دولة تدفعك الى أن تشتمها. يحصل الشتم مع زيادة التقنين في الكهرباء صيفاً. ويتكرّر في زحمة السير التي تحوّل مساراً يستغرق ثلث ساعة الى ساعة ونصف. تجلس أمام التلفزيون فتشتم الدولة عند متابعة الجلسات النيابيّة حيث يتساجل النوّاب ويتحدثون عن فساد من صنع معظمهم.
قد يقول القارئ: اعتدنا على ذلك كلّه، وما عاد ينفع الشتم، ولا الندم. ربما، يصحّ ذلك. إلا أنّ هذه الدولة الفاشلة أعطت أحد مواطنيها حجّةً لشتمها وحتى لهجرها.
فهذا المواطن عاد الى لبنان، عبر المطار، من رحلةٍ خارجيّة، ولكنّه فوجئ بتوقيفه وتكبيل يديه ووضعه في نظارة مع آخرين لا يعرف التهم الموجّهة إليهم.
أما الجرم الذي ارتكبه المواطن فهو حصوله على محضر سرعة زائدة لم يسدّد رسمه، علماً أنّ لا علم له به!
وهكذا استدعت هذه المخالفة البسيطة توقيف مواطن في المطار لمدة ١٧ ساعة، تماماً مثل المجرمين، ما أرغمه على التوسّط لدى أكثر من شخص للإفراج عنه.
هكذا دولة، نحاول يوميّاً أن نقنع أنفسنا بأنّ الانتماء إليها أعظم من المصاعب التي نعاني منها والأزمات السياسيّة التي نواجهها، تستحقّ أن نشتمها كلّ يوم. وإن كنّا لا نعرف سبب الشتم، فإنّ بعض المسؤولين يدركون ذلك جيّداً...