عام >عام
إنتحاريو القاع جاؤوا من جرود عرسال ومكثوا بغرفة مهجورة قبل التحرك
الأربعاء 29 06 2016 14:57ماهر الخطيب
على ضوء المتابعة، تتضح في كل لحظة معلومات جديدة حول ملف التفجيرات المزدوجة التي ضربت بلدة القاع البقاعية في الأيام الأخيرة، لا سيما بالنسبة إلى خط سير الإنتحاريين والمكان الذي مكثوا فيه بانتظار إنتقالهم نحو تنفيذ الهدف المطلوب منهم، من قبل قيادة تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث أثبتت التحقيقات أنهم ينتمون إلى هذا التنظيم، بالإضافة إلى السؤال الجوهري الذي يطرح حول إن كانت البلدة مستهدفة فعلياً أم أن إنكشاف أمر الإنتحاريين جعلها تفدي لبنان واللبنانيين.
في هذا السياق، علمت "النشرة" أن مسار الإنتحاريين نحو بلدة القاع بات شبه محسوم، لناحية قدومهم من منطقة جرد عرسال عبر طرقات وعرة، في حين هم مكثوا داخل غرفة مهجورة تقع بين البلدة والبساتين، أي على أطراف القاع، حيث كان في إنتظارهم شخص آخر متوار عن الأنظار في الوقت الراهن، لكن البحث عنه لا يزال قائماً من قبل الأجهزة المعنية، وتضيف: "أن الكشف على هذه الغرفة أثبت أن هناك من كان متواجداً في داخلها قبل وقوع التفجيرات".
وتكشف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن الشخص المذكور هو سوري الجنسية من أبناء منطقة القصير، وتلفت إلى أن شبهات أمنية عديدة كانت تحوم حوله في الفترة السابقة، لا بل تشير إلى توقيفه أكثر من مرة قبل أن يعاد إطلاق سراحه لعدم توفر أي دليل حوله يسمح باعتقاله.
بالنسبة إلى هذه المصادر، هذا الرجل قد يكون يملك "السر" أو "بنك المعلومات"، خصوصاً بالنسبة إلى الأهداف التي كان يسعى الإنتحاريون إلى تنفيذ عملياتهم ضدها، أو على الأقل هو يملك مجموعة من المعلومات القيمة على هذا الصعيد، وتوضح أنه حتى الساعة المعطيات تؤكد بأن الدفعة الأولى من الإنتحاريين كانت تنتظر نقلها إلى خارج القاع، أي أن الهدف الأساس لم يكن فيها، لكن بعد إكتشاف أمرها لجأت إلى تفجير نفسها في المكان، نظراً إلى أنها تفضل الموت على إعتقالها من قبل الأجهزة الأمنية، وهذه في العادة تكون التعليمات المزودة بها من قبل المشغلين.
بالنسية إلى الدفعة الثانية من الإنتحاريين، التي عمدت إلى تنفيذ هجماتها في ساعات المساء، فترجح المصادر أن تكون أقدمت على التحرك سريعاً خشية إنكشاف أمرها، لا سيما بعد أن أصبح أمر خروجها من القاع إلى أي مكان آخر بالغ الخطورة، في ظل الإجراءات التي نفذت على ضوء التفجيرات الأولى من قبل الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى أن هذه الإجراءات كانت لتقود إلى توقيفها، وبالتالي بات المطلوب مهاجمة أي هدف قادر على إيصال رسالة إلى من يعنيهم الأمر.
في المحصلة، هذه مجموعة جديدة من المعلومات حول ما حصل في بلدة القاع، حيث التحقيقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية لا تزال قائمة من أجل كشف كل الملابسات.