لبنانيات >أخبار لبنانية
علي فضل الله حاضر في مكة عن دور الحج في الإصلاح: أخشى أننا مقبلون على وضع خطير وأشد صعوبة
علي فضل الله حاضر في مكة عن دور الحج في الإصلاح: أخشى أننا مقبلون على وضع خطير وأشد صعوبة ‎الخميس 8 08 2019 15:34
علي فضل الله حاضر في مكة عن دور الحج في الإصلاح: أخشى أننا مقبلون على وضع خطير وأشد صعوبة

جنوبيات

ألقى العلامة السيد علي فضل الله محاضرة حول دور الحج في عملية الإصلاح الفردي والاجتماعي، في إطار نشاطات بعثة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله في مكة المكرمة، وذلك في مقر حملة "باب الريان" في مكة.

ولفت فضل الله إلى أن "قيمة هذه العبادة أنها تعمل على إصلاح الذات، من خلال إحساس الحاج بكل أجواء الرحمة والخير والاستقامة التي تكلل كل مناسك الحج، بما يكون مدخلا لتعزيز التواصل بين المسلمين، وتقريب الأمة خطوات نحو الإصلاح الفردي والاجتماعي".

وقال: "إننا على مستوى واقعنا العربي والإسلامي نعيش مشكلة كبرى تتمثل في إقفال السلطات السياسية والاجتماعية وحتى الدينية، الأبواب أمام التوجهات الإصلاحية الساعية إلى بناء المؤسسات التي تقوم على العمل الجماعي وآليات المحاسبة والرقابة، لتكون البديل من العقل الفردي الإقصائي، والعامل الأساسي في مواجهة الفساد على كل الصعد".

أضاف: "نسمع كلاما جميلا عن نيات بمباشرة الإصلاح، ولكننا لا نرى إلا مزيدا من استشراء الفساد، ما يؤكد في أغلب الأحيان أن من هم على قمة الهرم في مجتمعاتنا مستفيدون من هذا الفساد، ويعتبرون الإصلاح مضرا بمصالحهم".

ورأى أن "عدم وجود قرار سياسي فعلي لمواجهة الفساد هو الذي يفسر تفاقم كل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، من أزمة الكهرباء والنفايات، مرورا بتلوث الأنهار والبحار والأجواء وغير ذلك".

وقال: "نخشى من أننا مقبلون على أوضاع أصعب وأخطر، لأن كل فريق سياسي في السلطة يفكر في مصالحه الخاصة، ولو على حساب المصالح العامة، الأمر الذي يفسح المجال للجهات الخارجية لكي تتدخل أكثر وتوسع مساحة الخلاف الداخلي إلى الحدود التي يمكن أن تهدد مستقبل البلد ومصيره".

ولفت الى أن "أبرز التحديات أمام الإصلاح هي العقلية الطائفية العصبوية التي تحمي الفاسد إذا كان من طائفتها، وتدفع إلى تقسيم الوزارات والمؤسسات والمشاريع على قاعدة المحاصصة، وتستدرج الخارج للتدخل لحماية مصالحها".

واعتبر أن "الإصلاح الفعلي في لبنان ينبغي أن يبدأ عندما يتخفف الناس من ثقل الانتماء الطائفي العصبوي لحساب الانتماء القيمي الوطني، ومن ثم إيمانهم، وخصوصا أولئك الذين يعيشون المعاناة والفقر والمأساة، بأن في مقدورهم لعب دور أساسي في تغيير هذا الواقع، وبعد ذلك العمل على توفير الأطر والوسائل التي يشكل تفعيلها قوة ضاغطة، يمكنها إذا تآزرت مع القيادات الصادقة والقوى الحريصة على الإصلاح، أن تنقل البلاد نحو أوضاع أفضل".