فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
مسيرةٌ حاشدةٌ تجوب مخيّم البداوي في جمعة الغضب الرابعة "جمعة الشهيد حسين علاء الدين"
مسيرةٌ حاشدةٌ تجوب مخيّم البداوي في جمعة الغضب الرابعة "جمعة الشهيد حسين علاء الدين" ‎الجمعة 9 08 2019 18:51
مسيرةٌ حاشدةٌ تجوب مخيّم البداوي في جمعة الغضب الرابعة "جمعة الشهيد حسين علاء الدين"

جنوبيات

نظَّمت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وشباب مخيّم البداوي مسيرةً جماهيريةً حاشدةً رفضًا لقرار وزير العمل اللبناني معاملةَ أبناء شعبنا كأجانب، ضمن حراك جمعة الغضب الرابعة "جمعة الشهيد حسين علاء الدين"، بعد صلاة الجمعة اليوم.

وانطلقت المسيرةُ من أمام محطة سرحان يتقدَّمها أمين سر فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" وحركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة الشمال أبو عماد الوني، ومسؤول حركة "حماس" في لبنان د.أحمد عبدالهادي، والمسؤول الإعلامي لحركة "حماس" رأفت مرة، وحشدٌ من أبناء شعبنا من مخيّمَي البداوي ونهر البارد ومدينة طرابلس والجوار اللبناني.

 وجالت المسيرة في شوارع المخيّم وصولاً إلى خيمة الاعتصام حيثُ تحوّلت إلى وقفة تضامنية تخللها إلقاء كلمات.

كلمة شباب مخيّم البداوي ألقاها الشاب حمزة هريش، فتحدّث عن مسيرات الغضب في المخيّمات، ونوّه إلى أنَّ جمعة الغضب الرابعة حملت اسم الشهيد الشاب المظلوم حسين علاء الدين الذي اغتيل في جمعة الغضب الثالثة في عين الحلوة.

ونوّه بالعلاقة الفلسطينية اللبنانية ووحدة الموقف بين الشعبين في صد هذا القرار العنصري. وأكَّد أنَّ أمن المخيّمات من أمن لبنان، لافتًا إلى أنَّ التحركات السلمية المحقّة والعادلة مستمرة إلى حين تراجع الوزير عن قراره. 

وشدَّد هريش على رفض شعبنا لمشاريع الهجرة والتوطين، وقال: "نحنُ ضيوف في لبنان إلى حين عودتنا إلى بلادنا فلسطين".

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، ممّا جاء فيها: "نلتقي في هذه الأيام المباركة في ظلِّ استمرار التحركات الشعبية التي بدأت منذ قرار وزير العمل الجائر والتعسفي بحق عمالنا ومؤسساتنا.

بدايةً اسمحوا لي أن أوجه تحية إكبار إلى شهيد الغدر الشاب حسين الخميني الذي سقط الجمعة الماضية في مخيّم عين الحلوة على يد المجرم بلال العرقوب، فكان دم حسين شرارةً وحّدت القوى والفصائل وجماهير شعبنا لاستئصال هذه المجموعة الإرهابية من المخيّم، وأزالت الحواجز بين أحيائه فلروح حسين الرحمة ولأهله العزاء".

ولفت إلى أنَّ الفعاليات الجماهيرية مستمرة يواكبها حراك سياسي متصاعد على أمل الوصول بهذه القضية إلى الخواتيم التي تريح أبناء شعبنا وتجعله يعيش بكرامة لحين عودته إلى فلسطين.

وأضاف فيّاض: "قضيتنا ليست مع وزير أو وزارة، بل قضيتنا باتت مع الحكومة التي يجب أن تُقرّ باستثناء الفلسطيني من أي قرارات تتعامل بها مع الأجانب، لأنَّ الفلسطيني لاجئ في لبنان منذ ٧١ عامًا، ونحنُ وإياكم بانتظار انعقاد جلسة الحكومة لنخرج من هذه الأزمة التي وضعنا فيها وزير العمل".

وأشار إلى أنَّ الاتصالات مستمرة بين القيادة الفلسطينية والقيادة اللبنانية، وبشكل خاص مع دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودولة الرئيس سعد الدين الحريري، وكلَّ المعنيين بإيجاد حلٍّ يؤمن للعامل الفلسطيني الحق بالعمل كلاجئ مقيم على الأرض اللبنانية ويحترم القوانين لهذا البلد الذي يستضيفنا.

وقال: "علاقتنا مع وزارة العمل اللبنانية يجب أن تكون بالتنسيق مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني من أجل الحصول على حقوقنا الإنسانية في لبنان، وخاصةً حق العمل وحق التملك، والعيش بكرامة إلى حين عودتنا الى فلسطين.

نحنُ مع تشريع القوانين في لبنان، ولكن باستثناء الفلسطيني من المعاملة بالمثل على أساس المادة (٥٩) وإعطائنا حقّ الاستفادة من الضمان الاجتماعي ونهاية الخدمة".

وحيَّا فيّاض لبنان الرسمي والشعبي الرافض لصفقة القرن وورشة البحرين ولكلِّ المشاريع التي تستهدف قضيتنا وحقوقنا، وشكر كلَّ القوى والأحزاب اللبنانية التي وقفت إلى جانب مطالبنا بمنحنا حقي العمل والتملك للعيش بكرامة.

وذكّر لبنان بأنه قد وقع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وشارك في صياغته، ووقع على بروتوكول الدار البيضاء العام ١٩٦٤، والذي بموجبه يعامل اللاجئون الفلسطينيون معاملةَ الرعايا العرب لجهة السفر والإقامة وإيجاد فرص العمل بما يحقّق لهم العيش بكرامة مع الاحتفاظ بجنسيتهم منعًا للتوطين وحفاظًا على حق العودة.

وأردف فيّاض: "من هنا نطالب دولة الرئيس سعد الحريري في جلسة الحكومة بالإسراع في إنهاء هذه الأزمة التي عصفت بمخيَّمات لبنان بسبب قرار وزير العمل اللبناني الذي لم يستثنِ الفلسطيني من إجراءات وزارته. وفي الوقت نفسه، نُطمئن الإخوة اللبنانيين إلى أنَّنا نرفضُ كلَّ مشاريع التوطين في لبنان، كما نرفض مشاريع التهجير الجماعي، وسنبقى متمسكين بعودتنا إلى ديارنا في فلسطين. أمّا التحركات الشعبية في المخيّمات فهي مستمرة بشكل حضاري، وسنرفع من وتيرتها بإصرار وصمود أهلنا المشاركين فيها بشكل يومي، من أجل لقمة العيش والحفاظ على كرامة شعبنا البطل إلى حين عودتنا إلى وطننا الغالي فلسطين".

وبعدها ألقى د.أحمد عبد الهادي كلمةً أكَّد فيها أنّ هذه الحراكات تأتي تأكيدًا لتمسُّك شعبنا بحقِّه في العودة ورفضًا لقرار وزير العمل اللبناني وللعنصرية بحقِّ أهلنا. 

وأضاف: "نحنُ في لبنان ضيوف، وأي قانون يصدر من هنا أو هناك  يجب أن يكون مع حقِّ شعبنا في العيش بكرامة. فمشروع التوطين أو التهجير المطروح اليوم تقف وراءه الإدارة الأمريكية لتنفيذ صفقة القرن".

ورأى عبد الهادي أنَّ قرار وزير العمل اللبناني ليس للتنفيذ، بل لتوتير الوضع في لبنان، وأكّد ثبات الموقف الفلسطيني المستمَد من الإرادة الشعبية.

وفي الختام توجّه الجميع إلى خيمة الاعتصام.