عام >عام
الوزير بو صعب من عبرا: فلتكن عبرة لكل إرهابي ولا عفو عمن قتل أو أطلق الرصاص على الجيش ولا مساومة في هذا الموضوع
السبت 17 08 2019 19:34جنوبيات
أكد وزير الدفاع الوطني إلياس بو صعب أنه "ليس هناك عفو عمن قتل، أو أطلق الرصاص على الجيش اللبناني، ولا مساومة، لأن المساومة في هذا الموضوع، تعني المساومة على كل الوطن"، وقال: " نحن لا نساوم على الوطن، ولا المؤسسة العسكرية تساوم على الوطن".
موقف بو صعب، جاء خلال رعايته، حفل افتتاح ساحة شهداء الجيش، في بلدة عبرا في قضاء صيدا، الذي أقيم في ساحة كنيسة سيدة الانتقال في البلدة، ونظمته البلدية وحركة "لبنان الشباب"، تكريما للمؤسسة العسكرية وشهدائها في ذكرى عيدها ال74.
شارك في الحفل النواب: ميشال موسى، زياد أسود، سليم خوري، بهية الحريري، ممثل النائب أسامة سعد طلال أرقدان، ممثل النائب علي عسيران غازي أيوب، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون اللواء إلياس الشامية، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم رئيس المكتب الإقليمي للأمن العام في الجنوب المقدم علي قطيش، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا مدير مكتب صيدا الرائد إيلي وهبي، قائد المنطقة العسكرية في الجنوب العميد جميل سيقلي، مدير فرع المخابرات في الجنوب العميد فوزي حمادة، ممثل الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري الدكتور ناصر حمود، ممثل راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار الأب إلياس الأسمر، رئيس بلدية عبرا إيلي مشنتف، رئيس حركة "لبنان الشباب" وديع حنا، رؤساء بلديات وشخصيات عسكرية واجتماعية وأهالي الشهداء.
فرسان
استهل الحفل، بتقدم بو صعب والحريري ومشنتف وحنا لإزاحة الستار، عن مشهد الساحة التي تتوسطها دبابة والنصب التذكاري، ثم إضاءة الشعلة، بعدها عزف النشيد الوطني، وألقى رئيس قطاع الشباب في حركة "لبنان الشباب" طوني فرسان كلمة، شدد فيها على "الالتفاف حول الدولة والعهد وسيده- بي الكل- فخامة الرئيس العماد ميشال عون، بما له وما عليه من شرعية ودستورية، وقوات مسلحة وما لها من تاريخ عسكري وسياسي ونضالي، وتجاوز كل الحساسيات، لأن لبنان المهدد يفرض التضحية من الجميع".
مشنتف
من جهته، أكد مشنتف في كلمته أن "وجودنا اليوم، هو تعبير عن المحبة والتضامن، لأن بلدتنا، الفاتحة يديها لكل الناس، لا يمكن أن تكون إلا حامية للجيش اللبناني البطل، الذي لا يتردد في أية لحظة لمقاتلة العدو، وحماية لبنان من الإرهاب، بدءا من الشمال، وصولا إلى الجنوب والبقاع".
وقال: "شهداء الجيش أولادنا، وأهاليهم أمانة في أعناقنا جميعا، وتضحيات الجيش تعني أمرا واحدا فقط، هو أنه طالما الجيش موجود، لبنان وكل واحد فينا في أمان".
وختم موجها التحية من "أهالي عبرا إلى كل فرد في المؤسسة العسكرية، ولشهدائها الذين قاتلوا، ليبقى كل لبنان في أمان"، ناقلا "شكر فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، لمبادرة عبرا ونشاطاتها وجهودها".
بو صعب
بدوره، استهل بو صعب كلمته ب"تحية كل الشهداء والجرحى، الذين سقطوا في معركة عبرا، وفاء لتضحياتكم، 126 جريحا، وفاء لشهداء الجيش اللبناني على سائر أراضي الوطن، وكل جرحاه، وفاء لتضحياته وتضحيات ضباطه وقيادته".
وقال: "اليوم نحتفل في عبرا، وهذه المناسبة ليست مثل كل المناسبات، هذه المناسبة وفاء لكل من سقط على أرض هذا الوطن، ليبقى الوطن، ومن عبرا بالتحديد، أريد أن أقول لكم يا أبناء الشرف والتضحية والوفاء: لبنان كله معكم، ولبنان كله يحبكم، من صيدا بالتحديد، ومن عبرا بالتحديد، صيدا مدينة الحوار والعلم والثقافة، هذه المدينة الوطنية، التي فيها رجال كبار مثل نزيه البزري والشهيد معروف سعد ودولة رئيس مجلس الوزراء الشهيد رفيق الحريري، أسماء نتذكرها، ونتذكر مواقفهم الوطنية الجامعة، ولا مرة كانت مواقف فيها تفرقة".
أضاف: "من صيدا وعبرا بالتحديد، أقول هذا الكلام، لأن لهذا الاحتفال معنى كبيرا، ومن الجنوب، ومن صيدا بوابة الجنوب، من الجنوب المقاوم بوجه العدو الإسرائيلي، من الجنوب الذي انتصر، ونحن الآن في ذكرى انتصار تموز، الجنوب الذي اجتمع فيه، واجتمع على محبته كل اللبنانيين، وكانت مقاومة الشعب اللبناني، والمقاومة بوجه الإسرائيليين، إضافة إلى الجيش اللبناني، واحتضان كافة اللبنانيين، هذا الذي أدى إلى الانتصار، الذي جرى في حرب تموز".
وتابع: "في هذه الذكرى، أريد أن أهنئ كل اللبنانيين، وأحيي الجيش، وشهداء الجيش بالتحديد الذين سقطوا في حرب تموز، في هذه المنطقة التي لا تعرف مذهبية وطائفية، كما البعض جرب أن يخطف قرارها، وكما قال رئيس البلدية إيلي مشنتف، هذه المنطقة كلما نتذكرها نعرف أنه ما احتضن أهل هذه المنطقة، إلا هم احتضنوا بعضهم، هذه هي عبرا، وهذه هي صيدا، وهذه هي المنطقة، ولا أحد يستطيع أن يغير لها لا شكلها، ولا هويتها، ولا تاريخها".
وأردف: "وللشهداء الذين سقطوا أقول لهم: ما حدا يساوم على دمائكم، لا اليوم، ولا غدا، مؤسستكم هي ضمانتكم، المؤسسة العسكرية ورفاقكم حاملي السلاح، هم ضمانتكم، وهم من يأخذ حقكم، وهم يحمون القانون، حتى القانون هو الذي يأخذ حق كل من ضحى وأصيب واستشهد من هذه المؤسسة العسكرية، ليبقى الوطن، وليس هناك عفو عمن قتل الجيش اللبناني، أو أطلق الرصاص على الجيش اللبناني، ولا مساومة، لأن المساومة بهذا الموضوع يعني مساومة على كل الوطن، ونحن لا نساوم على الوطن، ولا المؤسسة تساوم على الوطن".
واستطرد: "وللبعض الذي يشكك بدور المؤسسة العسكرية بالمباشر، أو بطريقة غير مباشرة، نقول لهم: هذا الرهان لن يعطي نتيجة، لأن محبة الشعب اللبناني، أكبر من أي تشكيك، محبة الشعب اللبناني لهذه المؤسسة العسكرية، هي الضمانة".
وقال: "سمعت قبل يومين، بعض التشكيك بعمل الجيش اللبناني، وبدوره، خاصة في ما يتعلق بالتضحيات، التي يقدمها لحماية الحدود، هذا المكان ليس المكان المناسب للرد والتوضيح، وأنا سأرد وأحكي كل شي أعرفه وشاهدته، حين زرت الحدود الشمالية والشرقية، وكذلك حين زرت الحدود الجنوبية، مستغربا أنه "رغم كل هذا المجهود الذي يبذل، من قبل هذه المؤسسة العسكرية، ورغم موجود عدد كبير من جنودنا الأبطال وضباطنا في المراكز لحماية الحدود، ما زال البعض يشكك ويقول: نحن لا نحكي عن الجيش نحكي عن حدا تاني، يبدو أنهم لا يعرفون أن الجيش المنتشر على الحدود، ومعه قرار واضح وصريح، يعمل كل جهد مطلوب لحماية الوطن، فلا نشكك فيه بطريقة مباشرة، وإن شاء الله نوضح هذا الأمر من وزارة الدفاع بالوقت القريب".
وأثنى على "عمل رئيس البلدية وعلى بطولاته ومواقفه، ولا سيما في كرة السلة"، وخاطبه قائلا: "أنت رفعت اسم لبنان عاليا، داخل لبنان وخارجه، هذا موضع فخر لنا، والذي مثلك يأتي على البلدية، لأنه يملك قناعة لخدمة وطنه وشعبه، وأنت بهذا الموقع لتعمل هذا الشيء، وإصرارك مع جميع أعضاء المجلس، على تخصيص ساحة للجيش اللبناني، ليس غريبا على هذه المنطقة بالتحديد، وجوارها، فهي غنية بضباط الجيش وأبطال الجيش من اللواء شامية وللضباط الموجودين هنا، الذين يؤكدون أن هذه المنطقة هي بقلب الجيش والجيش بقلبها".
وتوجه إلى نواب المنطقة بالقول: "تضامنكم هو ضمانة لأهل هذه المنطقة، ونحن نعرف أن عملكم نابع من هذا التعاون القائم دائما، ونحن تربينا عليه، هذه المنطقة لا أحد يجرب أن يضعها في خانة طائفية مذهبية معينة، لأن الإرهاب ليس له دين، الإسلام هو دين المحبة والتسامح والسلام، كما المسيحية، وكل إرهابي اسمه إرهابي فقط، ولا نرضى أن ننسبه إلى دين معين، ولكن تبقى الحقيقة، أن الإرهابي الذي يمد يده على الجيش اللبناني، يأخذ عقابه، كما الذين سبقوه، ومثل الذين سجنوا من قبل، كل فار، كان قد مد يده على الجيش اللبناني، سيقدم للعدالة عاجلا أم آجلا".
وختم "فلتكن عبرا، عبرة لهؤلاء، عبرة لكل واحد تجرأ ومد يده على الجيش اللبناني، لأن مد اليد على الجيش، هي ضربة وطن، ولا الشعب، ولا المؤسسة العسكرية، سيسمحان بضرب الوطن".
دروع تكريمية
وفي الختام، قدم بو صعب ومشنتف لضباط الجيش وعوائل الشهداء دروعا تكريمية، كما قدم مشنتف وحنا درعين تكريميتين لبو صعب، الذي كرم بدوره، العميد المتقاعد يوسف روكز بدرع تكريمية، ثم ختمت فرقة الجيش اللبناني الحفل، بعزف الأناشيد والأغاني الوطنية.