عام >عام
الحريري: للوقوف وراء الدولة ولا للسرايا في صيدا
سلام يجدّد رفض الأمن الذاتي وسط "مزايدات وزارية"
الحريري: للوقوف وراء الدولة ولا للسرايا في صيدا ‎الجمعة 1 07 2016 11:57
الحريري: للوقوف وراء الدولة ولا للسرايا في صيدا
الرئيس الحريري وسط الجموع المرحّبة به في مجدليون غروب أمس


تجزم معلومات أمنية على صلة بالتحقيقات الجارية، أن الأيام والليالي بين 27 و30 حزيران الذي كان يوم أمس الخميس آخرها، كانت مرشحة بأن تشهد سلسلة من التفجيرات الكبرى تهزّ لبنان وتقلب الوضع رأساً على عقب.
والمسألة هنا، وفقاً للمصادر عينها لا تقبل الاجتهاد أو سجالات النفي أو التأكيد بين جهاز أمني من هنا وجهاز أمني من هناك، فالوقائع أصدق أنباء من وثائق الاتصال أو بيانات المصادر التي لا تكشف عن هويتها أو حتى البيانات الرسمية.
وخارج النفي الذي حدث من خلال بيان «كازينو لبنان» والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بوصف ما تسرّب عن مخططات محددة، بأنها تهدف إلى البلبلة ولا أساس لها من الصحة، جاءت بيانات مديرية التوجيه في قيادة الجيش لتؤكد أن «مديرية المخابرات أحبطت عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة كان تنظيم «داعش» الإرهابي قد خطّط لتنفيذهما». وخارج النفي والتأكيد هذا حدثت الوقائع التالية:
1- ألغى «حزب الله» وحركة «أمل» إحتفالات ليلة القدر في إجراء وقائي غداة تفجيرات القاع الانتحارية، أي بدءاً من ليلة الثلاثاء، لكن «حزب الله» في اليوم نفسه أكد أن «احتفال القدس» لا يزال قائماً في موعده عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم في مجمّع سيّد الشهداء، حيث كان من المقرّر أن يطلّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، لإلقاء الخطاب الذي دأب عليه الحزب منذ 23 عاماً دون انقطاع.
2- إلا أن «حزب الله» إستبق يوم الأول من تموز موعد إحياء المناسبة التي تأتي في الجمعة الأخيرة من رمضان على ما درجت العادة سنوياً، بتنظيم إحتفال في مركز معروف سعد بالمشاركة مع الفصائل الفلسطينية للمناسبة عينها في مدينة صيدا، وكان الخطيب الأبرز في هذا الاحتفال الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، الذي شنّ حملة حادّة على «عرب الاعتدال» وعلى تركيا بعد تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، مما كان يعني إشارة إلى أن قيادة «حزب الله» إقتنعت بجدّية المخاطر، وأنه من غير الممكن التمسّك بإقامة الاحتفال المركزي في الضاحية الجنوبية.
3- في هذا الوقت، وفيما كانت قناة «المنار» تنقل وقائع الاحتفال في صيدا، صدر عن «حزب الله» بيان أعلن فيه الحزب أنه «نظراً للأوضاع الأمنية قرّر حزب الله إلغاء الاحتفال الجماهيري لمناسبة يوم القدس العالمي، والذي كان مقرراً اليوم في الرويس».
4- وفي البيان نفسه، قال الحزب أن السيّد نصر الله سيوجّه عند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم، الأول من تموز كلمته متلفزة.
ولم يُشر البيان إلى طبيعة الكلمة، أو ما يمكن أن تتضمّنه، لكنها، في تقدير أوساط متابعة، مرتبطة «بيوم القدس» وبالأوضاع الأمنية المستجدة، وبالظروف السياسية الناشئة في ضوء تفجيرات القاع، والمتغيّرات الإقليمية، سواء إنهاء أزمة سفينة «مرمرة» بين تركيا وإسرائيل، أو إعادة تطبيع العلاقات الروسية - التركية، والتحضيرات الجارية لعقد قمّة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيّب أردوغان.
5- وفي الوقائع أيضاً، أن إجراءات اتخذت بعيداً عن الإعلام، في الأماكن التي كانت مستهدفة، سواء في «السيتي سنتر» عند المداخل الشرقية للضاحية الجنوبية التي تشهد تجمعات بشرية كبيرة، لا سيّما على أبواب عيد الفطر السعيد، وفي «كازينو لبنان» الذي يرتاده أثرياء وروّاد لبنانيون وأجانب، فضلاً عن بعض الشوارع التجارية والسياحية في منطقة الحمراء في بيروت، وهذه المراكز هي ما أشارت إليه بيانات قيادة الجيش، والتي حسمت بعضاً من النقاش حول حدود ما توصلت إليه التحقيقات في ما خصّ المجموعة الموقوفة، والتي قوامها خمسة من «داعش»، بقيادة سوري يقود المجموعة ومتحدّر من تدمر.
وعشية الكلمة المتلفزة للسيّد نصر الله، جرت مشاورات بين قيادتي «أمل» و«حزب الله»، شارك فيها المعاونان السياسيان لكل من الرئيس نبيه برّي، الذي كشف في مقابلة مع مجلة «الشراع» بأن هناك تباينات إزاء عدد من الملفات مع «حزب الله»، وهو وزير المال علي حسن خليل والحاج حسين الخليل عن حزب الله.
وتأتي مشاورات القيادتين في ضوء المستجدات الأمنية، إن على صعيد التفجيرات والتحقيقات، وما ترتّب عليها من مواقف سياسية سبقت وأعقبت جلستي مجلس الوزراء، فضلاً عن إعلان الحكومة اللبنانية، على لسان رئيسها تمام سلام والوزراء عن رفض غير قابل للنقاش في ما خصّ الأمن الذاتي، والتأكيد على أن الأمن الشرعي وحده، عبر الجيش وقوى الأمن، يحمي المواطنين ويحفظ الحدود.
وهذا ما أكد عليه الرئيس سعد الحريري في كلمته في الإفطار الذي أقيم غروب أمس في مجدليون على شرف عائلات وفعاليات صيدا والجنوب والعرقوب، في حضور نائبي المدينة الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري، معلناً أن «الدولة والجيش والقوى الأمنية الشرعية هي التي تحمي لبنان واللبنانيين»، مشيراً إلى أن تيّار «المستقبل» هو تيّار الاعتدال «ونحن الحصن المنيع في وجه التطرّف والإرهاب، ولا أحد يحمي لبنان وكل اللبنانيين غير الدولة، ونحن خلف الدولة»، مديناً الهجمات الإرهابية المجنونة والجبانة والتي أصابت الأردن قبل لبنان وتركيا، وأحدثت هزة في الأمن الإقليمي، داعياً الدولة لتحمّل مسؤولية التصدّي للإرهاب واقتلاعه من أرضنا، وعدم التردد حيال مسؤولية كهذه، داعياً إياها أيضاً إلى أن تستنفر كل الإمكانات لحماية سيادتها على أرضها وسلامة لبناتها وضرب أي مخطط هدفه ضرب الأمن والفتنة.
ولم يتطرق الحريري إلى «حزب الله» لكنه أعلن أن «صيدا لن تقبل أن تصبح السرايا المسلحة»، في إشارة إلى «سرايا المقاومة» جزءاً من نسيجها الاجتماعي، وأن مجرّد لفظ كلمة «سرايا» يستفز أهل صيدا.
وكان الرئيس الحريري دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع إلى «سحور رمضاني في بيت الوسط» الذي رافقه رئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات ملحم رياشي، وفي حضور مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري.
وأوضح المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أنه تم التطرق خلال السحور إلى أربعة مواضيع فصّلها على النحو التالي:
١-الهجوم الارهابي على بلدة القاع وإدانته بشدة والوقوف خلف الجيش والاجهزة الامنية لمحاربة الارهاب وحماية الوطن ورفض مبدأ الامن الذاتي على ان يقتصر دور الاهالي مساعدة ومؤازرة القوى الامنية.
 ٢-بحث انهاء الفراغ الرئاسي والتأكيد على ان الطرفين مستعدان للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس وتأمين النصاب، وفي هذا الاطار فُتح المجال للمزيد من التشاور مع كل القوى السياسية.
 ٣-التأكيد على قانون الانتخاب المقدم من قبل الطرفين مع الحزب الاشتراكي والتشاور مع القوى الاخرى بغية الاتفاق على قانون جديد.
 ٤-الاتفاق على اعادة تفعيل التنسيق في القضايا كافة بما فيها الانتخابات الطالبية والنقابية.
أما رياشي، فلفت من جانبه، أن الاختلاف بقي في وجهات النظر بين الرجلين حول رئاسة الجمهورية، لافتاً إلى أن الرئيس الحريري لم يعط جعجع جواباً حول طلبه تسويق النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، إلا أنهما اتفقا على أن أي اختلاف لا يمكن أن يؤدي إلى خلاف بين الفريقين.
مجلس الوزراء
والشق الأمني بكل تفاصيله حضر للمرة الثانية على طاولة مجلس الوزراء، بالإضافة إلى جدول أعمال من 46 بنداً أقرّ منه 23 بنداً أبرزها مشروع توسيع أوتوستراد جونية.
وفي مستهل الجلسة، جدد الرئيس سلام الدعوة لانتخاب رئيس الجمهورية، موجهاً تحية إلى أهالي القاع، مؤكداً أن لا ضمانات أمنية مائة في المائة في أي بلد في العالم، داعياً للإقلاع عن المبارزة والمزايدات السياسية، كذلك رفض ظاهرة الأمن الذاتي في أي مكان.
وجرى نقاش بين الوزراء حول الأمن الذاتي وقضية النازحين السوريين وكيفية ضمان الأمن لأهالي المناطق الحدودية.
وفي هذا السياق، كرّر وزير الاتصالات بطرس حرب مطالبته بإنشاء فرقة تسمّى «أنصار الجيش» من الإحتياطيين، فردّ عليه الرئيس سلام بأن الموضوع طرح في الاجتماع الأمني وأن قيادة الجيش تدرس هذا الاقتراح، مشيراً إلى أن قوى الأمن كانت لديها تجربة في الموضوع لم تكن مشجعة.
وأبدى وزير الخارجية جبران باسيل تخوّفه من أن تتحوّل مشاريع القاع إلى ما هو حاصل في عرسال وجرودها، مشيراً على أن يضع الجيش خطة لحماية منطقة القاع ككل. فيما لفت الوزير محمّد فنيش إلى ان الهدف من العملية الانتحارية في القاع هو تهجير أهل البلدة، ورفض وزير العمل سجعان قزي «شيطنة» النازحين السوريين، رافضاً الأمن الذاتي، وهو ما أكد عليه أيضاً الوزير روني عريجي، في حين أشار الوزير رشيد درباس إلى انه لا يمكن تحقيق هدف «داعش» جر النازحين السوريين إلى صراع مع اللبنانيين، وشدّد الوزير حسين الحاج حسن على ضرورة القيام بعملية عسكرية، متسائلاً هل بالإمكان القيام بذلك؟ وأعلن الوزير عبد المطلب حناوي تأييده مما أعلنه الرئيس سلام، مشدداً على ان قيادة الجيش هي صاحبة الصلاحية ما إذا كان الأمر يحتاج إلى عملية أمنية، فيما ركز وزير الدفاع سمير مقبل في مداخلته بأن التغطية السياسية للجيش موجودة، وهو لم يطلبها من أحد.
ووصفت الجلسة التي استغرقت ثلاث ساعات، بالهادئة، باستثناء سجال حصل بين الوزيرين باسيل وغازي زعيتر يتعلق بموضوع سفر.
أما جدول الأعمال، فلم تصل مناقشات الوزراء إلى البند 32 المتعلق بتمديد عقدي إدارة الهاتف الخليوي، في حين تأجل البت بالبند الأول المتعلق بالتصميم التوجيهي لمنطقة الدبية العقارية لاعتبارات وصفت بالطائفية.
وتقرر أن يعقد مجلس الوزراء جلستين بعد عطلة عيد الفطر، الأولى قبل ظهر الثلاثاء في 12 تموز مخصصة للوضع المالي، والثانية عادية الخميس في 14 منه بجدول أعمال عادي.
مداهمات
في هذا الوقت، بقيت وحدات الجيش والأجهزة الأمنية في ذروة الاستنفار الأمني، حيث أعلنت قيادة الجيش أنها نفذت سلسلة عمليات دهم شملت أماكن ومخيمات يقطنها نازحون سوريون في مناطق الجنوب والبقاع والشمال وكسروان والضاحية الجنوبية، أوقفت خلالها 412 شخصاً من التابعية السورية، لدخولهم خلسة، وألحقت هذا البيان بآخر أعلنت فيه أنها أوقفت في مناطق مجدل عنجر، القماطية، حارة حريك، مجدليا، عشاش في الشمال 213 شخصاً من التابعية السورية لتجوّلهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية.
وأفيد أن قوة من الجيش تمكنت من العثور على أسلحة ومواد متفجرة خلال مداهمة نفذتها لمنازل في وادي عطا في جرود عرسال، وآزرت هذه القوة مجموعة من الأمن العام في مداهمة الوادي المذكور، في عملية وصفت بالإستباقية، حيث عثرت القوة على حزام ناسف وأسلحة وأعتدة حربية مختلفة.
ودهمت قوة أمنية أماكن محددة في الدكوانة حيث يقطن سوريون وأوقفت عشرة منهم، كما دهمت قوة أخرى مجمعاً للنازحين السوريين قبالة بلدية الحدث قرب مستشفى السان تريز وأوقفت ثلاثة سوريين.
وفي جزّين، نفذت مخابرات الجيش عمليات دهم لأماكن لعمال سوريين ونازحين، وأوقف الجيش في عرسال لبنانياً بعد تجاوزه الحاجز، وعثر بداخل الشاحنة التي يقودها على 5 رمانات يدوية ومنظارين.