عام >عام
تعرفوا الى "مهووس" ألمانيا في لبنان... اليد على القلب قبل المنازلة مع الطليان
تعرفوا الى "مهووس" ألمانيا في لبنان... اليد على القلب قبل المنازلة مع الطليان ‎الأحد 3 07 2016 13:06
تعرفوا الى "مهووس" ألمانيا في لبنان... اليد على القلب قبل المنازلة مع الطليان


 

مهووسٌ بـ "المانشافت"، عشقه للفريق الالماني تخطى الحدود، هو المشجّع الاول لـ "الماكينات" في لبنان، لا أحد يضاهيه من حيث الزينة سواء تعلق الامر بالاعلام أو الأكسسوارات التي تفوق كل التوقعات في أية مناسبة كروية دولية وعالمية، هو عبود الداموري أو كما يلقب عبود الألماني أو سفير الألمان.

في منطقة برج حمود مبنى يلفت الانظار، كيف لا وشرفة الطبقة الاولى منه مثقلة بالالوان الثلاثة، اصفر، احمر واسود، دراجة هوائية رشت بالالوان الالمانية مع تزيينها بما تيسر، مظلة تتدلى في الهواء ومعها اعلام صغيرة، ناهيك بأعلام من أحجام عدة ترفع في كل شبر من المكان.
عبود فخورٌ بما صنعت يداه، ويشعر أن ما يقوم به قليل بالنسبة إلى فريق منح الكرة الكثير، متحدثاًلـ"النهار" عن بداية تعلّقه بالمنتخب الألماني وعشقه لطريقة لعبه وكيف وصل به الامر حدّ ان يصبح مهووساً به.يقول: "لم اصل الى هذه الحالة من فراغ، فحبي للكرة الالمانية بدأ منذ سنوات واخذ يكبر مع الايام، ليتحول الامر الى هوس في مونديال عام 2010، حينها تخطيت بتشجيعي الحدود، مكبّرات صوت معلقة في كل مكان عند كل مباراة للالمان، اعلام غطت الساحة أمام منزلي، التي يقصدها مئات الاشخاص للاستمتاع بالمشاهدة، عدا عن الشرفة التي كلفني تزيينها مئات الدولارات، ومنذ ذلكالوقت بدأ ابناء منطقتي يلقبوني بالالماني وسفير الالمان، و بات منزلي مكانا يستدل إليه الجميع ومعروفا بالسفارة الالمانية، لا بل ان البعض يتهمني باني اتلقى دعماً من السفارة الالمانية لكثرة ولعي بفريق بلادهم".

تكلفة بالآلآف
عبود الخمسيني الذي كان يعمل منسّقاً للموسيقى"دي جاي" واليوم تاجراً، كلفته زينة كأس العالم الماضية نحو 2000 دولار اميركي و في "يورو" 2016 نحو 500 دولار. وفي هذا السياق، يلفت إلى انني "أشتري الاقمشة وأخيطها لأوفر الاموال، واتمكن من اقتناء اكبر عدد من الاعلام، وعند كل ربح اقوم بزيادة الزينة، أما حين يخسر الفريق فلا أخرج من غرفتي ليومين. أشعر بالضيق والمرارة". حب الألمان يجري في عروق عبود، ولهذا السبب يرفض كل العروض لبيع الدراجة الهوائية التي اشتراها منذ 35 عاماً لكونها صناعة المانية، إذ يشير إلى أنهم "عرضوا عليّ الفي دولار ثمناً لها، طبعاً رفضت، فهي قطعة من بلاد الفريق الحبيب".

توقعات "مريرة"
وعن مباراة اليوم بين الالمان والايطاليين في ربع نهائي بطولة أمم أوروبا، قال: " لا اتوقع شيئاً ولا اعلم أي كفة ترجح المراهنات، لكن في حال فوزنا سأقوم بجولة على الدراجة الهوائية لاثبت للجميع أن الألمان على الارضلديهم افضل لاعبين، لكن ان خسرنا سأتقبل الخسارة لكون كأس العالم معنا، واتوقع مرور المواكب لإغاظتي، سواء ممن له علاقة بكرة القدم أو ليس ذا علاقة. كل مشجعي المنتخبات يريدون ان يحرقوا قلبي كما افعل بهم اذ لا احد يتجرأ على رفع علم غير الماني في شارع منزلي (نو واي)، ومع ذلك أقول انني لا افتعل اي اشكال ... اعلم ان الامر في النهاية يتعلق بالرياضة".

أحلام كبيرة
عبود الوالد لثلاثة أولاد يتحضر لمونديال 2018، " كل تفكيري ينصب على تطوير الزينة وكيفية تكريم هذا الفريق بفكرة تهز الكرة الارضية، يخطر ببالي ان اطوف في البحر بأطول علم في العالم أو أن أرفعه في السماء".

لكن ما هو تعليق عائلته وهل يتضايقون من ذلك؟ ابنته ميريام (23 سنة) صحافية رياضية أكدت لـ "النهار" أن الأمر "لم يشكل اي ازعاج أو عائق أمامي بل على العكس حبي وتشجيعي للفريق الالماني سببه والدي، فقد ترعرعت على ذلك، واخترت مهنة لها علاقة بالرياضة، عندها تأكدت أن المانيا أقوى منتخب في العالم ما شكل حافزاً لي كي استمر بتشجيعه".

"ليتقبل الواقع"
شقيقة ميريام ماري جو (28 عاماً) لا علاقة لها بالرياضة كما والدتها، على عكس شقيقها ايلي (19 عاماً) الذي يشجع كوالده الالمان. وعما اذا كان تزعجها التكلفة المادية التي ينفقها والدها على الزينة، تجيب ميريام " كلا، الحدث الكروي لا يتكرر الا مرة كل سنتين، واربع سنوات، قد يعتبر البعض أن الامر لا حاجة له، لكن عاشق الكرة يتفهمه". وعما اذا كانت تخشى من خسارة الفريق الالماني اليوم وحزن والدها، أجابت "الى الآن يبدو ان المنتخب الايطالي جهز نفسه جيداً وهذا ما ظهر خلال مباراته مع الفريق الاسباني، وفي حال خسرنا، عليه ان يتقبل الخسارة كما يفرح عند الربح".
لا تزال هذه الساحرة المستديرة في كامل رونقها وألقها، لا يخفت لها بريقٌ مع تقادم السنين. ينتظرها كبار وصغار، نساء ورجال، تستنفر لها دول وشعوب وتستلبُ الأنظار والقلوب، ولا شكّ أن قلب عبود هو واحد منها.