لبنانيات >أخبار لبنانية
بشور من طرابلس بذكرى رحيل عبدالناصر:المشروع النهضوي العربي هو الوحيد القادر على مواجهة المشاريع الأخرى في المنطقة
الأحد 29 09 2019 19:10جنوبيات
استضافت "الندوة الشمالية" في طرابلس بالشراكة مع "المنتدى القومي العربي"، الرئيس المؤسس للمنتدى معن بشور، بلقاء حول "الحركة القومية العربية المعاصرة: تحديات الحاضر وآفاق المستقبل"، بمناسبة الذكرى 49 لرحيل الرئيس جمال عبد الناصر، و37 لانطلاق المقاومة الوطنية اللبنانية، و19 لانطلاق انتفاضة الأقصى في فلسطين.
حضر اللقاء عبد الرزاق قرجاني ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، مصطفى الحلوة ممثلا الوزيرة فيوليت خير الله الصفدي، عبد الله ضناوي ممثلا النائب فيصل كرامي، إيليا عبيد ممثلا النائب جان عبيد، الوزير السابق محمد الصفدي، ماجد عيد ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، ممثل سفارة فلسطين أحمد أبو شاهين.
ومن الأحزاب والجمعيات والنقابات حضر: مسؤول "المؤتمر الشعبي اللبناني" عبد الناصر المصري، عضو القيادة القطرية لحزب "طليعة لبنان العربي الاشتراكي" رضوان ياسين، ممثل حركة "التوحيد الإسلامي" النقيب منذر كبارة، رئيس حزب "الخضر" توفيق سوق، عن الفصائل الفلسطينية: أبو جهاد فياض وجمال كيالي، عن "المنتدى القومي العربي" الدكتورة مها خير بك وأعضاء الهيئة الإدارية في الشمال: يقظان قاووقجي، الشيخ نبيل حمزة، محمد سلطان، بهية الحسن، شكري طالب، بسام مرحبا، إياد قدورة، سهيل بلطجي، مروان اليسير، نبيل ستتي، ليلى الحاد، جمال جابر وبسام مراد، وفد "الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة": الدكتور سمير صباغ، مهدي مصطفى، الدكتور أحمد علوان، محمد زين، محمد بكري، أبو جمال وهبة وسوزان مصطفى، عن "تجمع اللجان والروابط": مأمون مكحل، يحيى المعلم، ديب حجازي، صالح صالح وأحمد يونس، نقيب السائقين العموميين شادي السيد، نقيب تجار المفروشات عبد الله حرب، نقيب تجار البناء طارق طراد، نقيب النجارين محمد سلطان، وفد "لجنة الأسواق الداخلية" طلال اللبابيدي، رئيسة جمعية "مكافحة المخدرات" رويدا دندش، رئيس "الاتحاد الوطني العربي" عبد الحميد بولاد، عن "اللجان الشعبية" في طرابلس وفد ضم: سمير مطرجي، بدر شحادة، عاصم الحسيني، مصطفى الشامي، أمين الشامي، سليم حمزة وعبد القادر جبخنجي، رئيس جمعية "جبل محسن" سليمان سليمان، رئيس "لجنة الأسير يحيى سكاف" جمال سكاف، المختاران عبد القادر قبوط ورياض عكاري، رئيس تحرير جريدة بناء الإنسان ربيع مينا.
افتتح اللقاء بالنشيد الوطني، ثم تحدث مسؤول الإعلام في المنتدى وفي الندوة جمال جمال الدين شقيق الشهيد خليل جمال الدين فعرض "إنجازات الرئيس الخالد الذكر جمال عبد الناصر، والحروب والمؤامرات، التي واجهته"، واصفا إياه ب"الرجل الاستثنائي"، مذكرا بمقولته الشهيرة "المقاومة وجدت لتبقى وستبقى".
بشور
واستهل بشور حديثه بالسؤال عما "إذا كان ممكنا الحديث عن الحركة القومية العربية، من دون الحديث عن رائدها في هذا العصر، وعن التجربة الوحدوية الأولى التي تم اغتيالها، وعن انطلاق المقاومة الوطنية، التي كانت طرابلس من قلاع انطلاقتها مقدمة الشهيد تلو الشهيد على أرض فلسطين وجنوب لبنان"، مذكرا ب"محطات العطاء النضالي الطرابلسي على طريق المقاومة وفلسطين والعروبة".
بعدها، انتقل للحديث عن "التحديات التي تواجهها الحركة القومية العربية، والتي حددها المشروع النهضوي العربي، وهي:
1- تحدي التجزئة والتفتيت والرد عليه بالوحدة العربية على مستوى الأمة، والوحدة الوطنية على مستوى الأقطار.
2- تحدي الاستبداد والقمع والتكفير باسم الدين، والتخوين باسم الوطنية، والرد عليه بالديمقراطية واحترام الآخر، رأيا أو شخصا أو جماعة.
3- تحدي التبعية والاحتلال، والرد عليه بالاستقلال الوطني والقومي، وعنوانه في هذه المرحلة تحرير فلسطين.
4- تحدي التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي، والرد عليه بالتنمية المستقلة، التي من شروطها الاستقلال الاقتصادي، وبناء تشبيك تكاملي بين الأقطار العربية، التي يشكو الغني منها من التخمة والفقير منها من الجوع.
5- تحدي الظلم الاجتماعي والاستغلال والتمييز الطبقي، والرد عليه بالعدالة الاجتماعية ومجتمع الكفاية والعدل.
6- تحدي الفهم الخاطئ للحضارة عبر ثناية القطيعة مع التراث أو السجن فيه، فيما التجدد الحضاري الموصول بالتراث دون تزمت، والمنفتح على العصر دون انبهار، بل تجديد الحضارة العربية الإسلامية، التي ساهم في صنعها عرب مسلمون وغير مسلمين ومسلمون عرب وغير عرب".
وقال: "إن للمشروع العربي القادر وحده على التكافؤ مع المشاريع الأخرى في المنطقة، ومواجهته أي محاولة لإلحاق العرب بها، هو المشروع النهضوي العربي، على مستوى القوى الحية في المجتمع على قاعدة التلاقي حوله، أيا تكن الخلفيات العقائدية، بل على قاعدة الالتزام به، وعدم اللتنازل عن أي من عناوينه الست، في إطار "كتلة تاريخية"، أشار إليها المشروع النهضوي، الذي أكد أن ما من حزب أو تيار أو قطر يستطيع أن ينهض وحده بمهام مواجهة التحديات، التي تواجهها الأمة".
ورأى أن هناك ثلاثة سبل لمواجهة هذه التحديات:
"أولها: مقاومة المشروع الصهيو - استعماري بكل مخرجاته وتفاصيله، وآخرها صفقة القرن، واعتبار المقاومة طريقنا لتحرير الأرض من الاحتلال والإرادة من الارتهان.
ثانيهما: التشبيك التكاملي الاقتصادي، الذي تحدث عنه التقرير السياسي والاقتصادي المقدم للدورة الثلاثين للمؤتمر القومي العربي في مطلع تموز/يوليو الماضي، والمقدم من قبل الأمين العام السابق والمحلل السياسي والاقتصادي اللامع الدكتور زياد حافظ، وهو تشبيك يقوم اليوم على مشاريع مشتركة وسوق واحدة، تضم تجمعات إقليمية عربية وتبدأ بلبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر، وتشكل الجواب الحقيقي على الأزمات التي نعيشها، والأمر نفسه ينطبق على دول المغرب العربي ودول الخليج والجزيرة العربية، لا سيما بعد وقف الحرب على اليمن والنزاعات الثنائية بينها.
ثالثها: تعزيز ثقافة الوحدة، التي هي الضمانة، لا لفتح الطريق أمام وحدة الأمة كلها، بل أيضا لتحصين الوحدات الوطنية داخل كل قطر".
وتوقف أمام مفهومه لثقافة الوحدة، فقال: "لا نستطيع استنهاض الحركة القومية العربية المعاصرة، لا بل تفعيل دورها في مواجهة التحديات الضخمة، الداخلية والخارجية، إلا إذا أعدنا الاعتبار إلى ثقافة الوحدة في علاقاتنا وتحليلاتنا وممارساتنا، في مناهج التعليم في مدارسنا، وسبل التربية في أسرنا وعائلاتنا، وهي ثقافة لها جذور في تراثنا الروحي والإيماني، بما جاء في القرآن الكريم: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم". فثقافة الوحدة تدعو إلى البحث عن مشتركات تجمعنا أفرادا وجماعات، أقطارا وأفكارا، وهي كثيرة، وعدم الغرق في عناصر الاختلاف وهي قليلة، معتمدين القاعدة الذهبية التي تقول: "فلنعمل معا على ما نتفق عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما نختلف عليه".
وأكد أن "ثقافة الوحدة، هي التي تمكننا من التمييز بين الثانوي من الخلافات، والرئيسي من التناقضات، فنعيد ترتيب الأولويات في برامجنا وخطابنا وعلاقاتنا.
ثقافة الوحدة، هي التي تعلمنا أن الأحزاب والتنظيمات والأشخاص، أيا كانوا، هم في خدمة الأمة وقضاياها، وليست الأمة وقضاياها في خدمتهم.
ثقافة الوحدة، تجعلنا ندرك أننا نعيش في مجتمعات متعددة الأديان والمذاهب والأعراق والأيديولوجيات، لكنها موحدة في أهدافها ومصائرها، وفي آمالها وآلامها، بل في مواجهة أعداء مشتركين لا هم لهم إلا استغلال هذا التعدد لتمزيقنا وتفتيتنا وحرف أنظارنا وجهودنا عن مقاومتهم.
ثقافة الوحدة، تعلمنا كيف نحترم الرأي الآخر، والفكر الآخر، فردا كان أم جماعة أم أيدلوجية، وأن نتفاعل معه على قاعدة وحدة الأمة في مواجهة التحديات.
ثقافة الوحدة، تعلمنا كيف نتحلى بروح موضوعية في التعامل مع التحديات الكبرى والمستجدات الراهنة، فلا نقع في منطق التبرير لكل ما يقوم به من نواليه، حتى ولو كان مخطئا، ولا في منطق التشهير لكل ما يقوم به من نعاديه، حتى ولو كان على حق.
ثقافة الوحدة، هي ثقافة تعتمد التقييم النقدي لكل ما مر بنا من تجارب، فلا ننكر ما حملته من إيجابيات، ولا نغرق في التركيزعلى السلبيات، إنها ثقافة "الانتقاد والاتحاد معا،" بل ثقافة الانتقاد من أجل الاتحاد.
ثقافة الوحدة، هي التي تؤكد بناء الجسور بين أبناء الأمة ليتمكنوا من بناء المتاريس بوجه أعدائها.
ثقافة الوحدة، التي تنير لنا الطريق نحو القضايا الجامعة وتبعدنا عن الطرق، التي تمزقنا.
وهل من طريق جامع أكثر من طريق تحرير فلسطين وحمل راية النهوض العربي، فبوحدتنا وتحرير أرضنا لا نحرر أمتنا والإقليم فقط، بل نسهم في تحرير العالم كله، وهذا ما نراه اليوم من تحولات.
ثقافة الوحدة، هي التي تمكننا اليوم من قراءة التحولات الهامة في موازين القوى على مستوى الأمة والإقليم والعالم، وندرك أن صمود أمتنا والإقليم ومقاومتهما في هذه المفاصل التاريخية كانا، ولا يزالان، من أهم عوامل هذا التحول.
ثقافة الوحدة، هي الرافعة التي تخرجنا من حفر الانقسام والتشرذم والتفتت إلى رحاب العلو والنهوض والتقدم".
وختم "نحن أبناء هذه الثقافة، ولن نحيد عنها مهما واجهنا من صعوبات وعقبات وعوائق واتهامات...فأمتنا إما أن تكون موحدة وإما لا تكون".
وفي الختام، قدم بشور ورئيس المنتدى في الشمال فيصل درنيقة ونائبه يقظان قاووقجي درع وفاء وتقدير للراحل أحمد الصوفي وتسلمها نجلا شقيقه زياد وعمر الصوفي.