عام >عام
غانتس يُواجه 3 تحديات بتشكيل الحكومة قبل لقاء كوشنر
الاحتلال يُحذِّر من اقتراب الحرب من لبنان وسوريا وغزّة
غانتس يُواجه 3 تحديات بتشكيل الحكومة قبل لقاء كوشنر ‎السبت 26 10 2019 09:39
غانتس يُواجه 3 تحديات بتشكيل الحكومة قبل لقاء كوشنر
مُواجهات بين شُبّان فلسطينيين وجنود الاحتلال خلال مسيرة كفرقدوم الأسبوعية

هيثم زعيتر

لا تبدو مُهمّة رئيس تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس سهلة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، منذ أنْ كلّفه رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، رسمياً بذلك، بعد فشل رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو بالتشكيل.
وتُواجه غانتس 3 تحديات:
1- رفض "الليكود" تشكيل حكومة وحدة بينه و"أزرق أبيض"، مُؤكداً أنّ موقف أحزاب مُعسكر "اليمين - الحريديم"، المُتمثِّل بـ 55 نائباً، مُوحّداً.
2- إصرار رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، المُتمثّل بـ7 نوّاب، على تشكيل حكومة وحدة بمُشاركة حزبه و"أزرق أبيض" و"الليكود" دون أحزاب "الحريديم" و"القائمة المُشتركة"، وهو أمر صعب، لم يتجرّأ نتنياهو على السير به، وهو مُكلّف برئاسة الحكومة.
3- "القائمة المُشتركة"، التي تتمثّل بـ13 نائباً، سمّى 10 منهم غانتس لتشكيل الحكومة، وترفض استثناء "التجمّع" الذي لم يُسمِ غانتس، وأيضاً أنْ تكون هناك حكومة وحدة بينه و"الليكود، مع ضرورة الأخذ بمُلاحظاتها.
وتحدّث غانتس مع رؤساء جميع الأحزاب في "الكنيست" للاجتماع لبِدء المُفاوضات لوضع الخطوط الأساسية لتشكيل الحكومة.
وفي مُحادثة هاتفية أجراها مع نتنياهو، أكد رغبته في "تشكيل حكومة وحدة ليبرالية واسعة"، مُقترِحاً أنْ يجتمع وإيّاه، لكن نتنياهو ردَّ عليه: "سأعود إليكَ في الأيام المُقبِلة"، حيث أعلن حزب "الليكود" عن أنّهما "سيلتقيان في الأيام القريبة".
هذا في وقت، رفض فيه جميع رؤساء كتلة "اليمين - الحريديم" (البيت اليهودي، اليمين الجديد، شاس ويهوديت هتوراه) طلب غانتس، مُؤكدين أن "المُحادثات ستُجرى فقط من خلال فريق "الليكود" التفاوضي".
كما أجرى غانتس اتصالاً برؤساء "القائمة المُشتركة"، باستثناء "التجمّع".
وأكدت "القائمة المُشتركة" أنّه إذا كانت خُطوة استثناء "التجمُّع" مقصودة، فسيكون لذلك تأثير على قرارات "القائمة"، التي ترفض إقصاء أيٍّ من مُركّباتها"، مُشيرة إلى أنّها "لن تنضم إلى حكومة تجمع حزب "أزرق أبيض" مع "الليكود"، لأنّ مثل هذه الحكومة لا تُشكِّل تغييراً للسياسة المُنتهَجة في السنوات الأخيرة".
ويُعتبر تأثير "القائمة المُشتركة" مفصلياً في تمكين غانتس من تشكيل الحكومة من عدمها، لذلك ستتّخذ قراراً مُوحّداً، إذا ما كان هناك اتجاه لتشكيل حكومة وحدة وطنية يُشارك فيها "الليكود"، فستكون "القائمة المُشتركة" مُعارِضة، لكن إذا ذهبوا باتجاه انفراج وتحقيق مطالبها مثل: إلغاء "قانون القومية" العنصري، وقضايا المبنى والمسكن، فسيكونون شركاء كجسمٍ مانعٍ لحكومة غانتس من الخارج.
هذا وسيلتقي غانتس مع مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، الإثنين المُقبِل، في مبنى السفارة الأميركية في القدس.
في غضون ذلك، حذّر رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي من مغبّة الانزلاق إلى صراع في الفترة القريبة بسبب التغيّرات في الشرق الأوسط.
وقال: "في المنطقة الشمالية (مع لبنان وسوريا) والجنوبية (مع غزّة) الأوضاع مُتوتّرة، ومن المُمكِن الانزلاق إلى مُواجهة، على الرغم من أنَّ أعداءنا غير معنيين بالحرب".
وأضاف: "إسرائيل تتعامل اليوم مع عدد كبير من ساحات الحرب والأعداء بنفس الوقت".
وفي تطرّقه إلى لبنان، قال كوخافي: "منذ سنوات عديدة "حزب الله" قام بأسر لبنان - وأقام فيها جيشاً خاصّاً به، وهو الذي يُحدِّد بالفعل سياسته الأمنية".
ويركّز كوخافي هذه الفترة على تطبيق خطّة لسنتين سيكون حيز التنفيذ في 1 كانون الثاني 2020، تهدف إلى مُواجهة مجموعة مُتنوّعة من التحديات الأمنية، حيث يعتبر أنّ التهديد الأساسي، موجود في الشمال، قائلاً "التحدي الاستراتيجي المركزي لجيش الاحتلال يكمن بالساحة الشمالية، بالتركيز - على تموضع القوّات الإيرانية وغيرها في سوريا، ومشاريع الصواريخ الدقيقة. في كلا الحالتين الحديث يدور عن جهود تقودها إيران، باستخدام أراضٍ لدول ذات سيادة محدودة للغاية".
وفي تناوله للدول ذات السيادة المحدودة، كان يقصد سوريا، لكنه أشار أيضاً إلى لبنان، وربما كذلك العراق.
ميدانياً، أُصيب 88 فلسطينياً بنيران جنود قُوّات الاحتلال في "جمعة الغضب" الـ80 لمسيرات العودة وكسر الحصار على طول الحدود الشرقية لقطاع غزّة، التي حملت عنوان "جمعة أسرانا... أقصانا قادمون".
وتوافد آلاف الفلسطينيين، أمس (الجمعة)، حيث أشعلوا الإطارات المطاطية في أكثر من نقطة على طول الحدود، خاصة في مُخيّم العودة - شرق خان يونس.
ونشرت قُوّات الاحتلال قُوّات إضافية مُقابل مُخيّمات العودة الخمسة، مع آليات عسكرية في مناطق مُتفرّقة.
ودعت "الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار" إلى المُشاركة الحاشدة والواسعة في الجمعة المُقبلة الـ81، تحت عنوان "يسقط وعد بلفور"، وذلك في ذكرى وعد بلفور المشؤوم، وأن "تكون المُشاركة في جميع أماكن تواجد الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ويوماً للمسيرات والاعتصامات الحاشدة والغاضبة في مدن وعواصم العالم، خاصة أمام السفارات الإسرائيلية والبريطانية، تأكيداً على "تمسّك الشعب الفلسطيني بحقّه في العودة إلى أرضه، ولتوجيه وبطلان هذا الوعد، مُحمّلين المسؤولية عنه لبريطانيا وكل دول الغرب المُنحازة إلى دولة الاحتلال، والمُتآمرة على شعبنا، والتي تسبّبت في نكبة الشعب الفلسطيني".
كما أُصيب عشرات المُواطنين والمُتضامنين الأجانب بالاختناق بالغاز المُسيّل للدموع، أمس، خلال قمع قُوّات الاحتلال، لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمُطالِبة بفتح شارع القرية المُغلق منذ 16 عاماً.
وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المُسيّل للدموع، باتجاه المُواطنين ومنازلهم، ما أدّى إلى إصابة العشرات بالاختناق، بينهم نساء وأطفال ومُتضامنين أجانب.
هذا في وقت، أعلن فيه جيش الاحتلال عن أنّ إحدى بطاريات القبة الحديدية المُنتشرة عند حدود قطاع غزّة، أطلقت "على نحو غير ضروري" صاروخين على الأقل، بعد إطلاق صافرات الإنذار بسبب الرصد الخاطئ لهجوم صاروخي من غزّة، ما دفع القبة الحديدية إلى إطلاق صواريخ عدّة من طراز "تمير" بغية اعتراض الأهداف المزعومة.
ورجّح أنّ تفعيل منظومة الإنذار الإسرائيلية، جاء على خلفية إطلاق فصائل غزّة صاروخين باتجاه البحر، ضمن إطار تجربة تهدف إلى تطوير قدراتها العسكرية.
إلى ذلك، أقدم المُستوطنون ظهر أمس، على خطِّ شعارات عنصرية، وأعطبوا إطارات عدد من المركبات في بلدة يتما - جنوب نابلس، وذلك تحت جنح الظلام.

المصدر : اللواء