عام >عام
غانتس يعمل لاستمالة أحزاب يمينية ... ونتنياهو يُراهن على فشل تشكيل الحكومة
غانتس يعمل لاستمالة أحزاب يمينية ... ونتنياهو يُراهن على فشل تشكيل الحكومة ‎الأربعاء 30 10 2019 09:09
غانتس يعمل لاستمالة أحزاب يمينية ... ونتنياهو يُراهن على فشل تشكيل الحكومة

هيثم زعيتر

ما زال رئيس حكومة تصريف الأعمال في الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُراهِن على فشل الرئيس المُكلّف تشكيل الحكومة بيني غانتس، ما يجعل لديه أمل بالتوجّه إلى انتخابات عامّة جديدة، مُوحياً بأنّه لم يكن السبب في عرقلة تشكيل الحكومة.
وحاول نتنياهو تحسين صورته لدى الفلسطينيين في الأراضي المُحتلّة منذ العام 1948، بإعلانه تشكيل فريق لمُكافحة العنف والجريمة في المُجتمع العربي داخل فلسطين عام 48.
جاء هذا القرار على خلفية الاحتجاجات المُتواصِلة على تفشّي الجريمة والعنف داخل المُدُن الفلسطينية، التي سقط فيها أكثر من 100 ضحيّة منذ بداية العام الحالي.
وقال نتنياهو: "لقد أصدرتُ تعليمات بإنشاء فريق برئاسة المدير العام لرئيس الوزراء رونين بيريتس، لصياغة برنامج للقضاء على العُنف والجريمة في المُجتمع العربي خلال 90 يوماً، وذلك من خلال الاتفاق مع رؤساء السلطات المحلية العربية".
وكانت رئاسة "القائمة العربية المُشتركة" قد عقدت الأربعاء الماضي، اجتماع عمل في وزارة مالية الاحتلال، مع رئيس قسم الميزانيات شاؤول مريدور وكبار مسؤولي الوزارة، لبحث سُبُل دفع إقرار خطّة تطوير اقتصادية جديدة للمُجتمع العربي بعد انتهاء مُدّة خطّة 922 عام 2020 ومُحاربة الجريمة بالداخل.
وطالبت "المُشتركة" بزيادة المبلغ، الذي سيُخصّص لهذه الخطّة، وكذلك أنْ تشمل الخطّة الاقتصادية مجالات لم تشملها الخطّة 922.
وقال رئيس "القائمة المُشتركة" أيمن عودة: "من أجل خطّة حكومية لمُواجهة الجريمة، اجتمعنا مع مسؤول الميزانيات في وزارة المالية مريدور وطواقم العمل المهنية".
وأضاف: "كان الاجتماع جيداً، نحو اتخاذ قرار حكومي شامل، لكن علينا ألا نُوقف النضال الشعبي، بل نُواصله بكل قوّة حتى اتخاذ القرار رسمياً".
من جهته، أكد مريدور مُوافقته على "مطلب "القائمة المُشتركة" واللجنة القطرية لرؤساء السُلطات المحلية، على أنْ تكون خطّة تطوير أخرى استكمالاً وتوسيعاً لخطّة 922 وسيتم ذلك بالتعاون والتشاور مع "القائمة المُشتركة" ورؤساء السلطات المحلية العربية".
في غضون ذلك، واصل غانتس مُشاوراته لتشكيل الحكومة، وأوضح خلال جلسة لكتلة "أزرق أبيض" أنّ "الاجتماع مع نتنياهو، لم يُسفِر عن تحقيق أي تقدّم حقيقي، كان اجتماعاً موضوعياً، لكن للأسف، لم نُحقّق أي تقدّم حقيقي".
وقال: "إنّ حزب السلطة ليس على استعداد لإجراء مُباحثات موضوعية حول الخطوط الأساس، لكن سنُواصل الاجتماع مع الجميع، والإصغاء إلى الأحزاب الصغيرة، دون السماح لها بفرض جدول الأعمال اليومي العام".
من جهته، قال نائب رئيس "أزرق أبيض" يائير لبيد: "بالإمكان تشكيل حكومة خلال 48 ساعة، وما يجب على نتنياهو فعله، هو أنْ يكون الثاني في التناوب على رئاسة الحكومة"، مُشيراً إلى أنّ "إسرائيل ليست بحاجة إلى انتخابات أخرى، إنّما بحاجة إلى التحدّث بمُصطلحات الوحدة والأهداف المُشتركة والقيم، لكن نتنياهو يريد انتخابات أخرى، ولم يضع أي برنامج سياسي على الطاولة، وإنّما أصرَّ على "التناوب والتمسُّك بـ"ليتسمان" (رئيس حزب "يهوديت هتوراه" المُتديِّن)".
وعقّب نتنياهو على تصريحات لبيد بالقول: "يجب على غانتس أنْ يتغلّب عليه".

فيما اعتبر "الليكود" أنّ "لبيد يُحاول، مرّة أخرى، إفشال تشكيل حكومة وحدة قومية، التي هي الأمر الصائب والضرورة لإسرائيل في هذا الوقت".
وأضاف: "إنّ "أزرق أبيض" يكرّرون رفضهم الانشغال بالقضايا الجوهرية، ويجرّون إسرائيل إلى حكومة أقليّة خطيرة مع الأحزاب العربية".
كما التقى غانتس برئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، حيث أوضح الأخير أنّ "اللقاء مع غانتس كان إيجابياً، وجرى التركيز على القضايا الأمنية، خاصة ما يتّصل منها بقطاع غزّة والقضية الفلسطينية والاستيطان في الضفّة الغربية وإيران".
إلى ذلك، أبدى مسؤولون في الأحزاب الإسرائيلية المُتديّنة، دعمهم للمُبادرة المُقترحة من جانب تحالف "أزرق أبيض" على حزب "الليكود"، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، و"انضمام الأحزاب المُتديّنة إلى حكومة الوحدة الوطنية الإسرائيلية، التي من المُمكن تشكيلها فقط من "أزرق أبيض" و"الليكود"، هي العائق الوحيد أمام تشكيل الحكومة، إذ يرفض "أزرق أبيض" ضم هؤلاء الأحزاب، فيما يُصر "الليكود" على ضمها.
وتنصُّ مُبادرة "أزرق أبيض" على تشكيل حكومة فقط مع "الليكود" في البداية، ليتسنّى سن قوانين عديدة في مجال الدين والدولة، وإسدال الستار على سن القوانين في هذا المجال، ومن ثم ضم الأحزاب المُتديّنة.
ووفقًا لمسؤول من أحزاب اليمين، فإنّ المُبادرة تُعتبر "تقدُّماً كبيراً" من جانب "أزرق أبيض". 
كما عبّر مسؤولو حزب "شاس" عن تفاؤلهم من المُبادرة، فيما أبدى حزب "يهوديت هتوراه" أقل إيجابية إزاء المُقترح، ولم يتقبّلوا فكرة وجودهم خارج الحكومة في المرحلة الأولى، حتى ولو كان الحديث يدور عن بضعة أشهر فقط.
إلى ذلك، أعلن "أزرق أبيض" عن أنّه سيعقد لقاء، يوم غدٍ (الخميس) بين غانتس ورئيس "القائمة العربية المُشتركة" أيمن عودة.

المصدر : اللواء