ما زالت صورة الفتيات المُعتدى عليهنّ في وسط بيروت من قبل مناصري "حزب الله" الحدث الأوّل الذي أحدث ضجّة كبيرة لدى الرأي العام اللبناني.
الحادثة لم تمرّ مرور الكرام، خصوصاً أنّ الإعتداء ترك بالتأكيد آثاره السلبيّة على المتظاهرات اللواتي نزلن إلى الساحة للتعبير عن رأيهنّ بشكل سلميّ.
يلفت المعالج النفسي الدكتور فادي الحلبي، في حديث لموقع mtv، إلى أنّ "الفتيات اللواتي تمّ التعرّض إليهنّ بادرن للنزول إلى الشارع بشكل سلميّ ولم يتوقّعن أيّ نوع من الإعتداء الهمجيّ وغير المُبرَّر عليهنّ"، شارحاً أنّ "الشخص في هذه الحالة يشعر أنّه فقد الحماية من قبل الدولة، ما يُعرّضه لصدمة نفسيّة تستمرّ لأسابيع وأشهر وتُحدث لديه قلقاً وخوفاً وصعوبة لعيش حياة طبيعيّة".
أمّا عن سبل المعالجة، فيرى أنّه "من الضروريّ إحاطة الإعتداء الجسدي بمساحة نفسيّة آمنة تسمح للفتاة التعبير عمّا حصل معها، وإلاّ قد يطول أمد آثار الأزمة"، مُشيراً إلى أنّ "الجامعة الأميركيّة في بيروت بادرت إلى نصب خيمة للإسعافات النفسيّة الأوليّة في وسط العاصمة للأشخاص الذين يحتاجون للإصغاء والمرافقة ويشعرون بالإرهاق والضغط".
وبالنسبة إلى انتشار صور المتظاهرات، يقول الحلبيّ إنّ "كشف الصورة بهذا الشكل يجعل المعتدى عليها تعيش نوعاً من التناقض النفسي، بين مَن دافع عنها من جهة، وبين وجهها الذي بات مكشوفاً لشريحة واسعة من الناس، الأمر الذي قد يُعرّضها للاستهداف مرّة ثانية".