عام >عام
مهرجاناتٌ من نوع آخر تجتاح لبنان
مهرجاناتٌ من نوع آخر تجتاح لبنان ‎السبت 9 07 2016 10:01
مهرجاناتٌ من نوع آخر تجتاح لبنان


 

هي حباتٌ ملونة، سكرية، تنتظرها من عامٍ إلى عام. هي الفاكهة التي تشتهر بها البلدات اللبنانية وتشكل افتتاحيات مهرجاناتها الصيفية. من الدراق إلى الكرز مروراً بالتفاح ووصولاً إلى التين، تسود المناطق أجواء رائعة، وتتباهى خشبات مسارح مهرجاناتها ببطلتها: الفاكهة. لكل من المهرجانات طابعها الخاص، حرصت البلديات على إضفاء أجواء قروية عليها. كل منها على طريقتها، أطلقت العنان لمخيلتها فجعلتها تبحث عن ابتكارات لتزين الحدث. جولة على بعض القرى اللبنانية، نتذوق فاكهتها، ونعود بصورة عن مهرجاناتها.

تحتضنها النسمات الحمّانية، إنها شجيرات تظهر بأجمل حلتها بداية فصل الصيف، فتنمو عليها تجمعات الكرز التي ترتوي من نبع الشاغور. مهرجان الكرز الحماني، تراث يعود إلى الخمسينات، انقطع إبان الحرب ليعود بصفة خجولة بعد إنتهائها. في هذا السياق، أشار رئيس بلدية حمانا بشير فرحات في اتصالٍ لـ "النهار" إلى أننا "عملنا على تطوير الحدث هذه السنة ولاقى أصداء إيجابية". يُنشط المهرجان الدورة الإقتصادية بحيث يشجع على الزراعة، ويشكّل ملتقى لأبناء البلدة ويقوّي الرابط بين الحمانيّ وأرضه، وأخيراً يساعد في اختلاط النسيج الإجتماعي لمنطقة المتن الأعلى. ويتابع فرحات: "المهرجان إيجابي بإمتياز بحيث يصرف المزارعون في حمانا كل إنتاجهم، ويباع نحو 20 طناً من الكرز". ويؤكد " تخطى عدد زوار المهرجان الـ 8000 شخص هذه السنة". أما اللافت، فكان حضور عدد من الشخصيات المعروفة في الوسط الإجتماعي كملكة جمال لبنان فاليري أبو شقرا. "لنستطيع إستقطاب فئات عدة في المجتمع علينا إبراز التنوع في النشاطات المقدمة. فأتينا على سبيل المثال بالـ Rallye Club والـ Harley Davidson لنخلق جواً إيجابياً للشباب، وهو الأمر عينه الذي فعلناه للأولاد إذ وفرنا لهم ألعاباً بصورة مجانية"، وفق فرحات.

كذلك يرى أنه " غالباً ما استفاد الحمّانيون من وجود السياح العرب الذين قلّ قدومهم إلى لبنان، لذلك علينا القيام بنشاطات سياحية وترفيهية ليستطيع المواطن في البلدة أن يحصل على حد أدنى من الإيرادات ليؤمن بها قوته بخاصة في فصل الشتاء". ماذا عن السنوات القادمة؟، يجيب: "سنحاول أن نمدد فترة المهرجان لعدة أيام". الفاصولياء، العدس، والمنتوجات الحمانية الأخرى، كالمونة التقليدية، لاقت نصيبها من مهرجان الكرز. ضمن المنزل الواحد، هناك إهتمامات وميول متعددة، ويجب أن نرضي جميع الأذواق في مهرجان كهذا، والتنوع الذي قدّمناه في النشاطات والأصناف يساعدنا في إقامة حركة نوعية". أوجد المهرجان الحماسة لدى البعض لإعادة غرس أشجار الكرز، ويؤكد فرحات أن "هناك مغتربين في الولايات المتحدة الأميركية أتوا خصيصاً من أجل الوجود في مهرجان الكرز. يمتلك ذووهم بساتين، فأسسوا شركة أطلق عليها اسم " Good Cherry" وباعوا أجود حبات الكرز الحمانية في الأسواق".

المصدر : النهار