عام >عام
إحباط مخطط تكفيري للإستيلاء على "عين الحلوة" و"المية ومية"
الثلاثاء 12 07 2016 09:35علي داود
أكّدت مصادر فلسطينية في صيدا أنّ ما تشهده المخيّمات «ليس وليد صدفة إنما يندرج في إطار مخطّط مرسوم هدفه جرّ النار السورية الى لبنان لإحداث فتنة تطاول محيط المخيّمات»، مشيرة إلى أنّ «محاولة اغتيال القيادي الفتحاوي عبد سلطان في مخيّم المية ومية والاشتباكات التي أعقبتها في مخيّم عين الحلوة إنّما هدفها ربط المخيّمين بعضهما ببعض وإغراقهما في برك من الدماء خدمة لأجندات خارجية تودي بهما وتشرّد الشعب الفلسطيني منهما وتحولّهما الى نهر بارد جديد ويرموك آخر».
كشفت المصادر لـ«الجمهورية» أنّ «التعاون والتنسيق بين القوة الأمنية الفلسطينية وحركة «فتح» والأمن الفلسطيني والجيش اللبناني أفشلا مجدداً هذا السيناريو الذي كان مرسوماً في شهر رمضان على أن تتخلّله تصفيات واغتيالات متبادلة بين «فتح» والتكفيريين، مهّدت لها إشاعات غزت المخيمين عن دخول غرباء إليهما من «جبهة النصرة» و«داعش» والتنسيق مع جماعات «جند الشام» و«فتح الاسلام» بإمرة بلال بدر وأسامة الشهابي للإطاحة أولاً بمخيم عين الحلوة وجعله مركزاً تكفيرياً، ومن ثمّ انتقال المخطط الى مخيم المية ومية».
وأكدت المصادر أنّ «الجيش اللبناني أحبَط هذا السيناريو وأفشله وحمى مع القوة الامنية الفلسطينية المخيمين ومنعهما من السقوط في أيدي المؤامرة التكفيرية التي تتحيّن الفرصة لإعادة التموضع واحتلال أحياء ومربعات وتجمعات من خلال خلاياها الامنية النائمة ولا سيما في مخيم عين الحلوة الذي يبدو أنّه مستهدف في المرحلة الاولى».
ولفتت المصادر الى أنّ «الفلسطيني السوري أحمد. ع الذي اعتقلته مخابرات الجيش في مخيم المية ومية على خلفية تحضيره عبوة في حي حطين في عين الحلوة انفجرت به مع شخص آخر متوار، اعترف بمعلومات عن السيناريو المرسوم والمخطط الموعود للمخيمات، والذي في حال نجاحه قد يمتد الى مخيمات صور، ولا سيما الرشيدية والبرج الشمالي والبص».
ولاحظت أنّ «الجماعات الارهابية التكفيرية تُخطّط للاستيلاء على مخيم عين الحلوة أو توسيع رقعة نفوذها منذ اغتيال القائد الفتحاوي فتحي زيدان وأنّ خطة امنية أعدّتها القوة الامنية الفلسطينية بالتنسيق والتعاون مع الامن اللبناني ساهمت في ردّ المخطط التكفيري وردع معدّيه الذين يحاولون في كلّ مرة إشغال القوة الامنية الفلسطينية بإشكالات وإلقاء قنابل متفرّقة لتشتيت دورها وإضعافها».
الى ذلك، تمكنت القوى الإسلامية من تطويق الإشكال الذي وقع في الشارع التحتاني في مخيم عين الحلوة بين رامي ورد وقريبه محمود ورد الملقب بـ«محمود جورج» وتطوّر إلى إطلاق نار، حيث عقد اجتماع طارئ في مسجد النور لمعالجته، وسُحب المسلّحون الذين انتشروا في المنطقة.
وقد أوقع الإشكال المسلّح وهو الثاني في المخيم خلال 24 ساعة ثلاثة جرحى هم، (محمود ورد.) و(أسامة س.) نُقلا إلى مستشفى النداء الإنساني، و(عبيدة و.) ونقل إلى مستشفى «الراعي» في صيدا لخطورة إصابته، بعدما كان سقط قبلهم 3 جرحى آخرين في حي البركسات.
من جهتها، نفّذت «عصبة الأنصار الإسلامية» انتشاراً أمنياً كبيراً في الشارع الفوقاني وفي عدد من أحياء وأزقّة مخيم عين الحلوة في إطار حفظ الأمن والاستقرار. وأوضح مصدر فيها لـ«الجمهورية» أنّ «الانتشار هو بمثابة ليل أمني لضبط الوضع وطمأنة الناس بعد الخوف والقلق الذي ساد بينهم من كثرة سماع إطلاق النار وإلقاء القنابل بسبب الإشكالات المتنقلة».
وفي السياق، عرض الشيخ ماهر حمود مع مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمود ومدير مكتب مخابرات الجيش في صيدا العميد ممدوح صعب للأوضاع الأمنية في المدينة والمخيمات، مؤكداً أنّ جهود مخابرات الجيش وسائر الأجهزة الأمنية حالت دون تنفيذ إعتداءات إرهابية كثيرة، وأن هذه الجهود يقدرها المواطنون من كلّ الإنتماءات.
وأشاد حمود بتعاون كلّ الجهات الفلسطينية مع الأجهزة الأمنية مما يؤمّن استقراراً نسبياً ومقبولاً تم من خلاله تجاوز أزمات كثيرة، ومن شأن هذا التعاون المثمر أن يقطع الطريق على أي تضخيم إعلامي أو تهاون أمني.