مقالات مختارة >مقالات مختارة
بكثير من الحبّ لكِ أمّاه - لينا وهب
بكثير من الحبّ لكِ أمّاه - لينا وهب ‎السبت 20 03 2021 14:57
بكثير من الحبّ لكِ أمّاه - لينا وهب

لينا وهب

كتبَ كُثر عن الأم وعظمتها ومع ذلك كلّه لاتنفد كلمات الحبّ والتقدير في محضر الأم وعظمتها وقدسيتها بين جميع خلق الله. لهذا يتجدد نبض أقلامنا في كلّ عام في معايدة الأمهات الذين لولاهن ما كان هناك مجتمع ولا كان هناك  قلمُ يكتب ولا قارئ يقرأ .

تعاقب الشعراء على مرّ العصور في مدح الأم وشكرها وتقديرها بأروع الصور البيانية،  وكذا فعل المثقفون والأدباء وأصحاب الأقلام والكلمة. ومن أشهر ما قيل في الأم :

"الأم هي كل شيء في هذه الحياة , هي التعزية في الحزن والرجاء في اليأس والقوة في الضعف"(جبران خليل جبران). 
"إن أرق الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأم" (بيتهوفن).

"أمي : لن أسميكِ امرأة سأسميكِ كلَّ شيء" (محمود درويش).

الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراق (حافظ إبراهيم).

ولقد كرّم الله تعالى الأمهات فأوصى بها في الكتب السماوية.

 حيث تم ذكرها في الإنجيل "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ". (سفر الخروج 20: 12).

 وفي القرآن الكريم حيث قال الله  تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [ سورة لقمان، آية: 14]. وقال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).[ سورة الأحقاف، آية: 15]. وقال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [سورة الإسراء، آية: 23-24].

كما ورد عن الأحاديث النبوية المأثورة بأن النبي محمد (ص) وصى ببر الأمّ حين سأله رجل " يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال:أباك ".(الكافي ج ٢: ١٥٩). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "الجنّة تحت أقدام الأمّهات" (مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 180.) 

وفي في رسالة الحقوق للإمام السجّاد عليه السلام أنّه قال: "وأمّا حقُّ أمّك، فأن تعلم أنّها حملتك حيثُ لا يحتمل أحد أحدًا،  وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يُعطي أحدٌ أحدًا، ووقتك بجميع جوارحها، ولن تبالِ أن تجوع وتطعمك، وتعطشَ وتسقيك وتعرى وتكسوك، وتظلّك وتضحى، وتهجر النوم لأجلك، ووقَتْكَ الحرَّ والبردَ لتكون لها، وأنّك لا تطيق شكرها إلّا بعون الله وتوفيقه".( الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 453 – 454).

في عيد الأم، وكل الأيام بوجود الأم عيد، أقول لأمي وأمهات العالم " لن تفيكِ أمي هدايا الكون كلّه حقك ولو كانت ملئ الأرض ذهبًا، فأنتِ يا أمّي النعمة التي تفضل بها الربّ عليّ، رضاكِ يا أمي". أنا أعلم بأن أمي كما الأمهات جميعاً، وأنا منهن، سعادتهن وهديتهن الحقيقية أن يكون أولادهن بخير، إلا أن وردة جميلة وهدية لطيفة تُقدم بكثير من الحبّ تبهج قلب كل أم بلا ريب، والأم تستحق البهجة.

المصدر : جنوبيات