لبنانيات >أخبار لبنانية
البطريرك لحام: معايدة فصحية قياميّة
البطريرك لحام: معايدة فصحية قياميّة ‎الجمعة 2 04 2021 11:16
البطريرك لحام: معايدة فصحية قياميّة

البطريرك غريغوريوس الثالث لحام*

بهذه الكلمات "القياميّة" أتوجَّه إلى أصدقائي في كلِّ مكان، داعياً إيّاكم بأجمل إسمٍ وأجملِ لقبٍ: "يا أبناء القيامة"!

نحن أبناءُ القيامة مع كوْنِنا لا سيّما اليوم، نحمل أنواعاً مؤلمة من الصلبان، يحملها أبناء أوطاننا، هنا وفي كل مكان! يحملها: مرضى الكورونا – المعوَّقون – المشَوَّهون – الأسرى – المساجين – اليتامى – المشرَّدون – النازحون – الجائعون – الذين بلا بيت – المعذَّبون بالارواح النجسة... اليائسون!...

مع ذلك نحن كلُّنا أبناء القيامة! أبناء الرجاء! أبناء الأمل! أبناء الفرح! وسنبقى نؤمن بالقيامة، وبالخلاص الذي في المسيح يسوع، القائم من بين الاموات.

هذه المعطيات اللاهوتية والواقعية، تشير إليها الآية الكتابية: "خلاصاً صنعْتَ في وسَط الارض". (مزمور 73 : 12) وأحبّ أن أربط هذه الآية وهذه الحقيقة بالأرض المقدّسة وبالقدس وبكنيسة القيامة، حيث أتمّ السيّد المسيح، تدبيره الخلاصي، "لأجلنا ولأجل خلاصنا"، كما نصلّي كلَّ يوم في قانون الإيمان المقدّس. 

هذا ما نراه في إيقونة الصليب أمامنا: المسيح على شجرة الصليب (وترمز إلى شجرة الفردوس في جنّة عدن) وتحت الصليب مغارة، هي رمز إلى كل الآلام والأمراض. وفي المغارة جُمْجُمة آدم الذى تعدّى وصية الرب إلهه. من هنا العبارة : جبل الجُلجُلة أو الجُمجُمة.

وهذا يرمز إلى حقيقة لاهوتية أشارت إليها كُل الخرائط القديمة:

القدس في وسط الدنيا

وجنة الفردوس الأرضي في وسط القُدس

والخطيئة في وسط الأرض

في قلب الانسان

في صُلب حياته

والصليب في وسط القُدس

في وسط حياة الناس

في وسط الأرض

والخلاص بالمسيح المصلوب عليه، وهو

في وسط القُدس

في كنيسة القبر والقيامة

في وسط حياة الناس

والخلاص في الوسط، وهذا يعني أن الخلاص يطال الجميع بالتساوي وبدون تمييز، وهو للجميع، كما قال يسوع: وأنا إذا ارتفعتُ عن الارض جذبْتُ إليَّ الجميع.

إلى هذا الخلاص نحن مدعوّون! وإلى هذا يدعونا عيد القيامة المجيدة.

يسوع من عود الصليب ينادينا... إنه يجُذبنا إليه... يدْعونا إلى التوبة، إلى العودة إليه، إلى الندامة على خطايانا... إلى الإيمان والرجاء والمحبّة... إلى الخلاص بالفداء، في وسط حياتنا... في لُجّةِ آثامنا... في داخلنا... أدْخُلوا إلى نفوسِكُم تجدوا هذا الخلاص!

خلاصاً صنعتَ في وسط الارض أيّها المسيح إلهنا وعلى الصليب بَسَطْتَ يديك الطاهرتين، فجمعت كلَّ الأممِ صارِخة: يا رب المجد لك.
إليكم أجْمَلُ وأَحَبُّ التعبير عن معايدتي، وأمانيَّ ومحبتي لكم، أنتم إخوتي وأخواتي الاحباء، أبناء وبنات الحياة، أبناء وبنات القيامة!...

المسيح قام! حقاً قام!

 

*غبطة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك سابقاً 

المصدر : جنوبيات