مقالات مختارة >مقالات مختارة
مسؤول رفيع المستوى في التيار الوطني الحرّ يكشف الستارة عن كواليس الأزمة اللبنانية اليوم
مسؤول رفيع المستوى في التيار الوطني الحرّ يكشف الستارة عن كواليس الأزمة اللبنانية اليوم ‎السبت 10 04 2021 11:37
مسؤول رفيع المستوى في التيار الوطني الحرّ يكشف الستارة عن كواليس الأزمة اللبنانية اليوم

لينا وهب

في مقابلة مع موقع "جنوبيات" يكشف أحد المسؤولين في التيار الوطني الحرّ بأن الأزمة اللبنانية الاقتصادية ستطول ما لم يأتي الضوء الأخضر من الخارج لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري (المسافر خارج البلاد) بتشكيل الجكومة. ويتابع قائلاً بأن سعد الحريري ينتظر الضوء الأخضر من السعودية ولهذا السبب لم تنجح المبادرة الفرنسية في بادئ الأمر لتشكيل الحكومة.  ويردف، من الإجحاف تحميل مسؤولية الأزمة الإقتصادية اليوم وانهيار سعر الصرف للعهد والتيار الوطني الحرّ، فالأزمة اليوم ليست وليدة الساعة فهي نتيجة حكم بنيّ على الفساد و النظام الريعي منذ التسعيتات وحتى الأمس القريب، وهي أيضًا نتيجة مؤامرة خطط لها منذ مدّة من الزمن. ونتيجة الفساد الناتج عن الطائفية السياسية التي خلقها اتفاق الطائف المهترئ. 

وما قانون قيصر إلا شاهد من الشواهد الكثيرة، التي خطط لها كل من الدول الممتعضين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، من هذا العهد الرئاسي القوي الداعم للمقاومة ولاستقلالية وسيادة لبنان بعيدًا عن التبعية السياسية الخارجية، ولهذا جاء الحصار بهذا الوقت بالتحديد (منذ استلام الرئيس عون سدّة الرئاسة).

وبالحديث عن فرض العقوبات الأميركية على التيار الوطني الحرّ وعلى شخص رئيس التيار جبران باسيل، أفاد بأن هذه العقوبات هي نوع من العقاب على مواقف رئيس الجمهورية ورئيس التيار الداعمة للمقاومة  باسم لبنان في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية وفي اللقاءات المتلفزة وغير المتلفزة والمحافل الدولية. تمعن الإدارة الأميركية عبر سفيرتها في لبنان في انتهاك حرية وسيادة واستقلال لبنان ومكوناته السياسية ولا يخفى على أحد مساومة التيار الوطني الحرّ برفع العقوبات عنه مقابل فك تحالفه مع حزب الله اللبناني بحيث أنّه من أهم الأحزاب اللبنانية وأكبرها في تمثيل المقاومة اللبنانية والشعبية المدافعة عن لبنان وحريته واستقلاله وسيادته.

وأمّا بخصوص وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، أكدّ بأن التحالف مع حزب الله انبثق عن قناعةٍ وثابتة وراسخة لدى التيار الوطني الحرّ بأهمية هذا التحالف في حماية لبنان ومصلحته ودرئ الفتن وخاصةً في الصراع مع العدو الإسرائيلي وخصوصًا أنه ممنوع على الجيش اللبناني أن يتسلح بالسلاح النوعي. وتابع مخطئ من يظن أن التحالف يقتصر على توزيع الحصص في الحكم. ولفت في هذا السياق، تمّ تأليف لجنة مشتركة بين التيار والحزب لتطوير وثيقة التفاهم لتتلائم مع متغيرات اليوم وخصوصًا في ظل الأزمة الحالية لإيجاد الحلول والخروج من الأزمة، فالوثيقة اليوم بين التيار والحزب أصبحت تكامل وجودي. وبدوره التيار يمد يده لكل المكونات اللبنانية من أجل التفاهم على بنود اصلاحية لمكافحة الفساد. 

وفي موضوع صلاحيات رئيس الجمهورية واتفاق الطائف يوضح بأن صلاحيات الرئيس بعد اتفاق الطائف أصبحت محدودة جداً وتم توزيع كثير من صلاحياته على رئاسة مجلس الوزراء مجتمعةً. ويصح القول بأن رئيس الجمهورية اليوم "كملكة انكلترا يملك ولا يحكم" ولا يملك صلاحية لسحب التكليف من رئيس الوزراء في حال تأخر أو عرقل تأليف الحكومة كما يحصل اليوم. ويسهب قائلاً "إن اتفاق الطائف أوالدستور اللبناني ليس كتابًا منزلاً ولا بد من تطويره ليتلائم مع ظروف اليوم".

وبالنسبة لتفعيل حكومة الرئيس حسان دياب، فإن التيار الوطني الحرّ كان على استعداد ولا يزال لدعم تفعيل حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، إلاّ أن الرئيس دياب رغم أنه رئيس مستقيم وبعيد عن قضايا الفساد لا يريد تفعيل الحكومة لأنه لا يريد أن يسبب إحراج له مع الطائفة السنية ونادي الرؤوساء السابقين، وفي هذا تقصير كبير ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق الرئيس دياب في هذه الأوقات العصيبة التي يمرّ بها وهذا خطأ كبير يرتكبه الرئيس دياب في ظل الأزمة.

أمّا عن سبب انهيار سعر صرف الليرة فيحمّل التيار كامل المسؤولية لحاكم مصرف لبنان والبنك المركزي وتحالف ميليشيات المال والسلطة والدولة العميقة. وأكدّ بأن التجديد لرياض سلامة قبل بدئ هذه الأزمة ما كان إلا بطلب من البطريرك الراعي وهذا ما كشف عنه أصلاً المونسنيور كميل مبارك في تصريح سابق، إضافةً إلى رفض الطبقة السياسية المستفيدة من رياض سلامة أمر إقالته ومنهم بيت الحريري، القوات اللبنانية، الحزب الاشتراكي، وحركة أمل ومعلوم للجميع أنهم يرفضون لليوم إقالته.  أما التيار لو كان يعلم بأن الأمور ستؤول إلى ما آلت إليه اليوم ما كان ليجدد له.

وفي موضوع الفساد، فإن التدقيق الجنائي الذي طالب به رئيس الجمهورية في خطاب أول من أمس هو نفسه مطلب أساسي للتيار الوطني الحرّ  من رأس الهرم إلى أصغر ناشط فيه، في سائر الوزارات بدءًا من وزارة الطاقة المحسوبة على التيار وصولاً لوزارة المالية وجميع الوزارات دون استثناء. وأكدّ بأنهم في التيار مع رفع الغطاء عن أي متورط في الفساد حتى لو كان من التيار إن أثبتت الأدّلة والشواهد على ذلك.

وعن انجازات التيار أسهب بأن التيار دوماً كان يدعو للذهاب نحو الدولة المدنية وتنفيذ المشاريع ومحاربة الفساد والتحرر من الطائفية السياسية واستردار الأموال المنهوبة ورفع السرية المصرفية وتنفيذ الكابتل كونترول ولكن ما يجب أن يسأل عنه المواطن من هو المعرقل اليوم في وحه تحقيق كل ما سبق؟!!!! ومن يحمي القضاة الفاسدين؟!! ومن كان وراء النظام الريعي غير المنتج منذ التسعينات ولغاية عام 2005؟!

المصدر : جنوبيات