عام >عام
تركيا… سقط الانقلاب وأردوغان باقٍ
السبت 16 07 2016 11:04
شهدت تركيا في العديد من مدنها محاولة انقلاب من داخل المؤسسة العسكرية قام بها ما سمّاه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ”الكيان الموازي”، متهماً حركة منافسه عبد الله غولن بالوقوف وراء الانقلاب، من خلال بعض الضباط والعناصر المناصرين له، فيما أعلن غولن رفضه ومنددا بشدة بالانقلاب، ومؤكدا ان اتهام حركته بالوقوف وراء الانقلاب أمر غير مسؤول.
هذا الواقع أدى إلى هبوط الليرة التركية لأدنى مستوى منذ 8 سنوات.
أما رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم فأكد أن محاولة الانقلاب على الحكومة قام بها متمردون من أتباع رجل الدين فتح الله كولن. واعلن صباح السبت 16 تموز 2016 فشل الانقلاب وشكر الشعب.
مصادر عسكرية، أكدت أن المخطط للانقلاب العسكري في تركيا، هو المستشار القانوني لرئيس الأركان التركية، العقيد “محرم كوسا”، وأن ضباطًا عسكريين، وقفوا إلى جانب “كوسا” في تمرده، مثل العقيد “محمد أوغوز أققوش”، والرائد “أركان أغين”، والمقدم “دوغان أويصال”.
وشددت المصادر على أن القوات التركية، أوقفت عددًا من العسكريين الضالعين في التمرد. وتحدثت معلومات عن اعتقال رئيس أركان الجيش الثالث اللواء جاغلر.
وفصلت الداخلية التركية نحو 34 ضابطا من بينهم 5 جنرالات بتهمة الضلوع في الانقلاب.
وفيما أعلنت مجموعة الضباط الانقلابيين في تركيا التي تطلق على نفسها اسم “حركة السلام”، استمرارها بالقتال ودعوا المواطنين الى البقاء في منازلهم، ذكرت المعلومات أن قائد الانقلاب العسكري استسلم لقوات الأمن التركية.
في المقابل، يؤكد مسؤولون أتراك أن الوضع في تركيا عاد الى سيطرة الحكومة بشكل كبير، بعد ان أعلن الجيش التركي توليه السلطة في البلاد وفرض حظر التجول والأحكام العرفية في كافة أنحاء البلاد، وإغلاق جميع مطارات تركيا. وسيطر الجيش التركي على المرافق الحيوية في إسطنبول كافة، وحاصرت الدبابات مبنى البرلمان التركي في أنقرة، ومطار العاصمة اللذين تعرضا للقصف والاقتحام من قبل الانقلابيين.
وقال الجيش في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني وأذاعته قنوات تلفزيونية تركية إنه تولى السلطة من أجل حماية النظام الديموقراطي وحقوق الإنسان، وأنه سيحافظ على جميع العلاقات الخارجية للبلاد، وأن الأولوية ستكون لسيادة القانون.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مركبات عسكرية تغلق الجسرين الرئيسيين فوق مضيق البوسفور في اسطنبول وانتشار دبابات في المطار الرئيسي بالمدينة. وفي العاصمة أنقرة حلقت طائرات حربية وطائرات هليكوبتر في سماء المدينة.
ودعا البرلمان التركي إلى جلسة استثنائية اليوم السبت 16 تموز 2016 لبحث المحاولة الانقلابية، التي أدت إلى وقوع نحو 90 قتيلا و1154 جريحا، واعتقال نحو 1563 شخصا، والتي سيشارك فيها الأحزاب الثلاثة الكبرى بحسب ما اكد رئيس البرلمان.
وتحدثت معلومات عن مقتل 17 شرطيا في مقر القوات الخاصة في أنقرة.
وبحسب الهلال الاحمر التركي هناك 1000 مصاب في تركيا، 800 في أنقرة و200 في اسطنبول.
وفي وقت، كان ضباط الانقلاب يتحدثون باسم الجيش ويعلنون البيان الرقم واحد، فيما مقاتلاتهم الجوية تحلق في سماء البلاد، وقواتهم تقطع جسري اسطنبول، وتهاجم مقار للمخابرات، وتحاول فرض حظر التجول في المدن الكبرى، وتخوض اشتباكات مع عناصر حكومية مسلحة، نزل الملايين في الشوارع رفضا للمحاولة الانقلابية، حيث خرجت تظاهرة ضخمة في الساحة الرئيسية في العاصمة أنقرة رفضا لمحاولة الانقلاب ودعما للرئيس أردوغان.
كما خرجت تظاهرة حاشدة في منطقة سلطان غازي وشارع وطن في إسطنبول.
وسرت مظاهرات رافضة لمحاولة الانقلاب في مدينتي غازي عنتاب وأنطاكيا جنوب تركيا. وصدرت تكبيرات ودعوات من مآذن المساجد في إسطنبول، كما صدرت دعوات من مساجد منطقة مجيدي كوي للمواطنين بالخروج إلى الشوارع رفضا لمحاولة الانقلاب.
هذا، وسيطر الجيش على الأجواء التركية بعد قيام مقاتلة للانقلابيين بقصف محيط مقر الرئاسة في أنقرة بصاروخين وتعرض البرلمان التركي للقصف، وقصفت مقاتلات إف-16 دبابات للانقلابيين قرب القصر الرئاسي في أنقرة.
وأسقط سلاح الجو التركي طائرة هليكوبتر عسكرية كانت تطلق النار على مكاتب شركة “ترك سات” الحكومية للأقمار الصناعية.
وبعد أن تم اعتقال رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار من قبل الانقلابيين، وتعيين قائد الجيش التركي الأول رئيسا لهيئة الأركان بالوكالة، تم تحرير قائد اركان الجيش التركي من ايدي الانقلابيين ونقله الى مكان آمن.
والقى الجيش التركي القبض على عميد وضابطين برتية عقيد وسبعة عسكريين في إزمير على خلفية الإنقلاب. فيما سلّم عشرات من الجنود الانقلابيين أنفسهم في اسطنبول. وكان فرّ جميع الجنود الانقلابيين من ميدان تقسيم في اسطنبول وتم اعتقال بعضهم. وتم اعتقال اللواء حسن بولات قائد لواء المشاة المؤلل 39 في ولاية هطاي جنوبي تركيا.
وأعلن الجيش أنه تم إلقاء القبض على 200 جندي شاركوا في محاولة الانقلاب في مدينة إسطنبول وحدها.
وأعلنت السلطات التركية عن ارتفاع عدد المعتقلين العسكريين بعد محاولة الانقلاب إلى 1563 شخصا في أنحاء البلاد.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن عسكريين متورطون في محاولة الانقلاب غادروا قاعدة آكينجي الجوية في أنقرة ومصادر حذرت من انخراطهم بين المدنيين.
في هذا الوقت، عادت المرافق الحيوية إلى العمل، وخصوصاً مطار أتاتورك الذي استأنف رحلاته في السادسة صباحا، بعدما حاول عدد من الانقلابيين السيطرة عليه.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي وصول إلى مطار أتاتورك في اسطنبول، وعاد والتقى المتظاهرين ومناصريه في الشوارع، اعتبر أن جماعة فتح الله غولن كشف أمرها، وان مدبري المحاولة الانقلابية يتلقون أوامرهم من قادتهم في أميركا.
وإذ دعا هيئة أركان الجيش إلى تطهير الدخلاء على المؤسسة العسكرية، اكد ان تركيا لن تتحمل الخونة مرة أخرى، وهم سيحاكمون. وأشار إلى اعتقالات كثيرة لضباط جارية وستطال رتبا عليا.
إدانة حركة المعارض التركي فتح الله غولن لمحاولة الانقلاب في تركيا، لم تثن إردوغان على التاكيد مجددا أن المتورطين في الانقلاب سينالون الرد المناسب مهما كانت انتماءاتهم، وان محاولة الانقلاب عمل فاشي.
من جهته، أعلن الرئيس التركي السابق عبد الله غول رفضه للانقلاب، داعيا المواطنين للنزول إلى الشوارع “لإنقاذ الديمقراطية”، ومشددا على أنه لا يمكن قبول أي انقلاب عسكري في البلاد، وأنه سيتم محاكمة المشاركين في هذه “الجريمة”.
وأعلنت قيادات حزبية وعسكرية وبرلمانية تركية رفضها محاولة الانقلاب التي قامت بها مجموعة من ضباط الجيش. كما أعلن قادة معارضون رفضهم عودة البلاد إلى مرحلة الانقلابات العسكرية التي عانت منها مرارا.
وأكد قائد الجيش التركي الأول في إسطنبول الفريق أول أوميد دوندار أن الجيش لم يدخل في انقلاب عسكري ضد الحكومة. كما رفض قائد القوات البحرية التركية الأميرال بوسطان أوغلو كافة التحركات العسكرية في مدينتي أنقرة وإسطنبول.
وتوالت التصريحات من المسؤولين الأتراك تأكيدا على أن المحاولة الانقلابية التي تشهدها البلاد هذه الليلة لا تحظى بتأييد قطاع كبير داخل الجيش، وأن القائمين عليها لم يستطيعوا فرض سيطرتهم على كل المناطق.
وقال وزير الدفاع التركي إن من قام بمحاولة الانقلاب “عصابة داخل الجيش التركي”، بينما أكد وزير الدفاع أن الجيش “لا يأخذ أوامره من بنسلفانيا”، في إشارة إلى زعيم جماعة الخدمة فتح الله كولن المقيم هناك.