يوم ٢٦نيسان ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان عام ٢٠٠٥ بعد  اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج تظاهرات تطالب بخروج الجيش السوري بعد اتهام سوريا بالوقوف وراء عملية الاغتيال وقد تبين لاحقا أن الاتهام غير صحيح ومبني على تحاليل سياسية ومنذ خروج الجيش السوري من لبنان والأوضاع تزداد صعوبة وتفاقما ولا تزال الطبقة السياسية تفشل في تشكيل الحكومة واستكمال تطبيق اتفاق الطائف وهناك مخاوف من تطورات أمنية وسياسية في شهر أيار المقبل ولذا بدأت بعض الأوساط السياسية والدبلوماسية تطرح إمكانية عودة سوريا إلى لبنان للمساهمة بمعالجة المشاكل وبدعم عربي روسي وفرنسي واميركي.

ونحن نعرف أنه عام ١٩٧٦ وبعد انتصارات الحركة الوطنية طالبت القيادات المسيحية بتدخل سوريا بدعم أميركي وغربي. 

وعام ١٩٨٥ وبعد أن كان الجيش السوري قد خرج من بيروت والجيل بسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عادت القوات السورية إلى بيروت بطلب من القيادات المسلمة والوطنية بسبب الأحداث والمشاكل في بيروت. 

وعام ١٩٩٠ قامت القوات السورية بإخراج العماد ميشال عون من قصر بعبدا بموافقة أميركية وعربية وذلك من أجل استكمال تطبيق الطائف وبعد أن شارك الجيش السوري في تحرير الكويت.

فهل يعيد التاريخ نفسه وتطالب القيادات اللبنانية كلها وبدعم روسي واميركي وفرنسي وفاتيكاني وعربي بعودة سوريا إلى لبنان. 

ونحن نسمع تصريحات لشخصيات لبنانية معروفة بعلاقتها المميزة مع سوريا وهي تطالب أما بانتخابات نيابية ورئاسية مبكرة أو باستلام الجيش اللبناني للسلطة ومعروف أن الجيش اللبناني لوحده لا يستطيع ادارة البلاد ويحتاج لدعم سوري وعربي ودولي. 

هذه أفكار وتوقعات وليست معلومات ولا امنيات ولا مطالب.

بل مجرد تحليل سياسي مبني على ما يجري في لبنان والمنطقة العربية والإسلامية والمفاوضات الدائرة في فيينا وبغداد بين إيران والدول الكبرى والسعودية والإمارات ومصر والأردن وكذلك تعاظم الدور الروسي في لبنان والمنطقة.

ملاحظة أخيرة : خلال لقاء لي مع الدكتور خير الدين حسيب المدير السابق لمركز دراسات الوحده العربيه وقبل رحيله بعام تحدث معي عن هذا الاحتمال وأرسل عبري وعبر مسؤولين حزبيين رسالة لقادة حزب فاعل مهم في لبنان بهذا التصور.