بأقلامهم >بأقلامهم
في الزمن العصيب: لم يبق من عيد العمال .. إلا اسمه :بقلم الصحافي احمد الغربي
المستشار الصحافي أحمد الغربي
في الزمن العصيب: لم يبق من عيد العمال .. إلا اسمه - بقلم المستشار الصحافي أحمد الغربي
يأتي الأول من أيار، عيد العمال، في ظل ظروف صعبة وقاسية جداً على أصحاب العيد في لبنان .. فعمال لبنان يرزحون تحت وطأة فقر مدقع وعوز وجوع، ومعه استحال رغيف الخبز عزيزاً .. هذا في حال توفر.
وقد فقد كثيرون عملهم، والتحقوا بصفوف إخوانهم في جيش العاطلين عن العمل، إذ صرفوا من عملهم نتيجة إقفال آلاف المؤسسات التجارية والاقتصادية والصناعية والزراعية أبوابها .. وقد سجل آخر إحصاء عن عدد العمال العاطلين عن العمل رقماً مهولاً، إذ تجاوز نسبة الخمسين بالمائة من إجمالي عدد العمال في لبنان، وهذا الرقم مرشح للارتفاع في ظل غياب المعالجة الجدية لهذا التدهور .. لا بل هذا الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي تتحمل مسؤوليته السلطة اللبنانية التي تتآمر على العمال والبلد .. فلا هم لهذه الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة سوى تأمين مصالحها على حساب مصالح العمال والوطن، منشغلة في تحصين مواقعها وحصتها في الحكومة التي لم تبصر النور حتى الآن على الرغم من المخاطر المحدقة التي تعصف بالعباد والبلاد.
يا عمال لبنان .. انتفضوا على الظلم والظالمين، على الطبقة السياسية التي دمرت ونهبت كل شيء في الوطن .. فها هي ودائع وجنى عمر العمال الفقراء لم تسلم من أيدي اللصوص المتمثلين بحاكم مصرف لبنان وأصحاب المصارف المحميين من شركائهم في الطبقة السياسية الفاسدة التي هرّبت أموالها وأموال حاشيتها إلى الخارج.
ماذا نقول للموظف والحرفي. والمدرس والأستاذ الجامعي والطالب؟ ولأصحاب الدخول المحدودة والأيادي العاملة والمنتجة؟ وللساعين إلى رزق حلال ولقمة شريفة؟ ماذا نقول للفلاح والعامل وصغار الكسبة؟ وقد سُرِقَ الرزق منهم، ونُهب الشعب وذُبح الوطن .. لا نجد ما نقوله إلا بإطلاق صرخة ودعوة إلى الانتفاض على واقع مأساوي كارثي للتخلص من استبداد المتسلطين، ورفض الذل والهوان، ومن أجل حقنا في العيش وبالحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، وفي لقمة عيش وطبابة وتعليم وأمن واستقرار ..
في عيد العمال الذي لم يبق منه إلا اسمه .. ألف تحية إلى جميع عمال لبنان الذين يصلون نهارهم بليلهم لتأمين خبزهم كفاف يومهم .. وتحية مماثلة للعمال الذين فقدوا مورد رزقهم الحلال، على أمل أن تشرق شمس الحق والعدل التي تحفظ كرامة العمال وعملهم . فلولا هذه السواعد البانية، سواعد العمال الشرفاء، لما بني لبنان وازدهر.