بأقلامهم >بأقلامهم
القدس اليوم والأمس والغد
جمال خليل (أبو أحمد)*
هل حقا ان معركة القدس هي ام المعارك؟
سؤال مطروح منذ العام ١٠٩٩ حتى اليوم وايضا على ما يبدو في المستقبل ،اليوم تبرز وبشكل مأساوي قضية حي (الشيخ جراح)وقد استمر الاعداد لهذه المعركه منذ العام ١٩٤٨ حيث قدمت ٢٨ عائله مقتلعه من ديارها نتيجة النكبه وجرائم العصابات الصهيونيه بغطاء بريطاني وغض نظر رسمي عربي وفي العام ١٩٥٦ تم الاتفاق ما بين الحكومة الاردنيه ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين العمل على تمليك هذه العائلات اماكن سكناهم بعد ثلاث سنوات من انشاء المنازل اي كان المفترض ان يتملكوه في العام ١٩٥٩ .وخلال ستة سنوات لم تنجز هذه الاوراق وكانت النكسه حيث احتلت (دولة الاحتلال)كامل الضفه والقدس وغزه. وبدأت مسيرة التهويد ومحاولات اقتلاع المقدسيين من بيوتهم بهجمه استيطانيه ممنهجه تزويرا وتسريبا واكراه وفرض ضرائب باهظه توصل في الختام الى المحاكم حيث الخصم والقاضي واحد واستفراد باهل القدس.
والان اصبحت قضية حي الشيخ جراح وقبلها الخان الاحمر ومعها البوابات الحديديه على طريق باب العامود وغيرها كل شبر من القدس والضفه وكل المستوطنين واليمين الصهيوني يسيرون تحت شعار (الموت للعرب -الموت للمسلمين وايضا المسيحين ) -الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت -والجهر دوما بان القدس عاصمه موحده (لأسرائيل) و-ويهوذا والسامره-ويوما بعد يوم ينحاز المجتمع الصهيوني نحو اليمينيه والمزيد من ارهاب الدوله والقمع والقتل والتهجير.
الان حانت لحظة الحق والحقيقه يحاول العابرون الاستفاده من تداعيات صفقة ترامب ويعشش في وجدانهم المريض بان هذه الوقائع المزوره ممكن باستعمال كل فائض القوة والغطرسه والارهاب الفردي وارهاب الدوله الذي تمارسه دولة الاحتلال ان يتحول الى حقائق ويهزموا ارادة وايمان المقدسيين والفلسطينين.
ولكن وبكل إباء وشهامه (العين تقاوم المخرز )وتصمد بالصدور العاريه العامره بالايمان والحق وتسجل اروع مظاهر الصمود والتصدي والثبات وتراكم انجازات واخر طريق هذا النضال هو الحريه والانتصار .
ولكن لتعزيز عوامل قوة التصدي ليس فقط بالدعوات الصالحات وكثرة البيانات فاهل القدس يستحقون اكثر من وقفات التضامن والمزيد من البيانات.
من رأس الهرم وبكلام صريح وواضح ناشد السيد الرئيس وبحلفان ان انطلقوا بالمقاومه الشعبيه عززوا التحركات الشعبيه .وبالتأكيد الذي سيعزز صمود اهل الشيخ الجراح والمقدسيين ليس الخطب والبيانات .واطلاق التهديدات (ومع الاحترام الشديد ) للصواريخ في المناطق المفتوحه ومستغربه هذه الصواريخ التي لا تسقط الا في مناطق مفتوحه وخاليه .
المطلوب ارباك الاحتلال والمطلوب العمل على ان يشعر الاحتلال بكلفة الاحتلال .ومن خلال تطوير المقاومه الشعبيه (ما دام هذا المتفق عليه ما بين كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني )وهذا ليس عنف مقابل عنف بل حق للرازحين تحت الاحتلال وقد كفلته الشرعيه الدوليه فمن حق الشعب الفلسطيني استعمال كل اشكال النضال وصولا الى حقه في تقرير المصير وكنس الاحتلال .
اهل حي الشيخ جراح والقدس يستحقون اكثر من بيانات التأييد والتضامن .يستحقون ان يهب الكل الفلسطيني بمقاومة شعبيه عارفه في كل ارجاء الوطن،فمزيد من الشباب والصبايا والنساء والرجال ،قادة وكوادر ونخب في كل نقاط التماس مع الاحتلال.
*عضو الَمكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني