حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
الفاعليات الروحية الإسلامية والمسيحية اللبنانية تنوه بمُبادرة الرئيس عباس بتدشين شارع القديس مار شربل في بيت لحم
الفاعليات الروحية الإسلامية والمسيحية اللبنانية تنوه بمُبادرة الرئيس عباس بتدشين شارع القديس مار شربل في بيت لحم ‎الثلاثاء 1 01 2019 15:58
الفاعليات الروحية الإسلامية والمسيحية اللبنانية تنوه بمُبادرة الرئيس عباس بتدشين شارع القديس مار شربل في بيت لحم

جنوبيات

نوهت الفاعليات الروحية الإسلامية والمسيحية اللبنانية بمُبادرة السيد الرئيس محمود عباس بتدشين شارع يحمل إسم القديس مار شربل وترميم الكنيسة والدير في بيت لحم.
وأشادت الفاعليات خلال برنامج "من بيروت" على شاشة تلفزيون فلسطين من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بخطوة السيد الرئيس، واصفةً إياها بأنها "تعبير عن العلاقات الأخوية الفلسطينية - اللبنانية المليئة بالتضحيات، وتأكيداً لرسالة العيش الواحد بين أتباع الديانات على أرض فلسطين، البيئة الحاضنة للرسالات السماوية، على الرغم من مُمارسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، ومُحاولات التهويد المدعومة من الإدارة الأميركية، وهو ما يستوجب التصدي لمُخطط المُواجهة بكل السبل، بوحدة فلسطينية، ودعم عربي وإسلامي ومسيحي ومن المُجتمع الدولي، لتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
البطريرك الراعي
فقد شكر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، السيد الرئيس محمود عباس على افتتاح شارع وترميم كنيسة القديس مار شربل في بيت لحم.
ووصف البطريرك الراعي الرئيس محمود عباس بأنه "رجل السلام بامتياز" و"الصديق العزيز".
وتوجه إلى السيد الرئيس قائلاً: "ندعو الله أن يكون معك، وكنت جميلاً جداً بتدشين دير مار شربل وافتتاح شارع باسمه في بيت لحم، رغم كل همومك وهموم ومشاكل شعبكم، وأن تصرفوا الأموال اللازمة لهذا الموضوع، وكان جميلاً حضورك قداس احتفالي بعيد الميلاد، فلكم ولشعب فلسطين تحية سلام وبركة وخير".
وأضاف البطريرك الراعي: "على أرض بيت لحم ولد المسيح، ومن هذه الأرض انطلقت البشرية، وأعلن إنجيل السلام، وانطلقت الكنيسة والبشرية الجديدة بالاخوة والسلام، إنها جريمة ضد الله أن يحولوا هذه الأرض إلى أرض حرب ودمار، وهذا تعد على الله، لكننا نهنئ هذا الشعب على مقاومته، ونشكره لحفاظه على قدسية بيت لحم وعلى الأرض المقدسة في فلسطين، حيث جميع تراثاتنا الإسلامية والمسيحية، فبصموده ومُقاومته لا يُحافظ على وجوده فقط، وإنما أيضاً على التدبير الإلهي والإرادة الإلهية التي تجلت في بيت لحم".
وتابع: "لا أنسى على الإطلاق زيارتنا للرئيس عباس، والتكريم الذي شرفني به من خلال الوسام، والقداس الذي رفعناه في بيت لحم، فبتأثر كبير زرنا المدينة وكانت عودة إلى جذورنا، تحية للسيد الرئيس الذي كان ضنينا على ترميم دير مار شربل وتحقيق هذا المشروع، كما أنه افتتح شارعاً باسم القديس شربل"، وقال: "إن هذا الشارع هو للمُسلمين وللمسيحيين"، وأشكره على الكلمة التي وجهها لأخوته الموارنة ولفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولي شخصياً في خلال هذه المناسبة".
وختم البطريرك الراعي: "نحن مع الشعب الفلسطيني وندعمه، فقضيته مُحقة، وهو يهرق الدماء ويقدم الشهداء من أجل الحفاظ على الأرض، نصلي دائماً لعودة السلام إلى أرض السلام، أرض بيت لحم، حيث أنشدت السماء المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام".
القاضي عريمط
من جهته، رأى مُمثّل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس "المركز الإسلامي للدراسات والإعلام" القاضي الشيخ خلدون عريمط أن "ما قام به السيد الرئيس محمود عباس يُجسد قولاً وفعلاً المشروع الوطني الفلسطيني، وتأكيداً على الالتفاف الشعبي حول الرئيس "أبو مازن"، وايمانه برسالة العيش الواحد بين أتباع الديانات على أرض فلسطين، وأن الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه مُتمسك بفلسطين أرضاً وشعباً ومُؤسسات ومساجد وكنائس، وأن فلسطين لا يُمكن أن تبنى إلا بالروحية الوطنية التي يجتمع فيها أتباع أكبر ديانتين في العالم الإسلام والمسيحية، وكذلك رسالة سلام ومحبة ورحمة للمجتمع الدولي، ورسالة هامة للعرب والمُسلمين والأمم المُتحدة، والمنظمات الدولية، بأن فلسطين التي نريدها هي أرض العيش الواحد بين أتباع الديانات".
وشدد القاضي عريمط على أن "تاريخ العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، مليء بالتضحيات والتآزر والتعاون، والشعب اللبناني من أكثر الشعوب العربية التي احتضنت القضية الفلسطينية وساهمت بالنضال ضد الإحتلال الإسرائيلي، والرئيس عباس دائماً يحمل الود والاحترام ويقدر التضحيات التي قام بها الشعب اللبناني لنصرة القضية الفلسطينية، وفي لبنان نعتبر أننا والشعب الفلسطيني، شعب واحد، ننطلق من أرضية واحدة، وثقافة العيش المُشترك الواحد، وتوجيه الرئيس محمود عباس التحية للرئيس اللبناني العماد ميشال عون، هي تحية إلى كل لبناني، وتوجيهه التحية إلى البطريرك الراعي هي تحية إلى كل المراجع الروحية في لبنان، وما قاله البطريرك الراعي: "إن الرئيس عباس رجل السلام والمحبة"، يُمثل اللبنانيين جميعاً".
وأشار إلى أن "المراجع الدينية الإسلامية والمسيحية لها موقف واحد من القضية الفلسطينية، وهي عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه، وإقامة دولته المُستقلة وعاصمتها القدس، واليوم التاريخي هو عندما نجد أن الشعب الفلسطيني في الشتات عاد إلى وطنه، وكل فلسطيني في بلاد الأرض يسعى لأن يعود إلى فلسطين".
واعتبر القاضي عريمط أن "الوحدة الفلسطينية، هي الخطوة الأولى على طريق تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وثوابت الرئيس هي الأصل الذي يُمكن أن يبني وطناَ، والرئيس كان دائماً ضد الإرهاب والعنصرية والتطرف والغلو، ومع إقامة السلام على أرض السلام في فلسطين، ومن المهم اقتناع المُجتمع الدولي، وصناع القرار في العالم، وضع حد للصلف والإجرام والعنصرية الصهيونية التي تُمارس في فلسطين، لأن الشعب الفلسطيني لديه مشروع سلام، وإقامة الدولة المُستقلة بكل مكوناتها، لكن الفريق الآخر ليس لديه مشروع سلام، والرئيس "أبو مازن" يبحث عن رجل يحمل مشروع سلام في الطرف الآخر، لكنه لا يجده، وسيبقى رجل السلام، ونحن أمة السلام، ولا يعني ذلك التخلي عن حقوقنا وأرضنا وشعبنا".
ورأى أن "القضية الفلسطينية مُستمرة ومُتجذرة في نفوس وقلوب المُسلمين والمسيحيين معاً، وفلسطين الآن أسيرة مُحاصرة تنتهك ويعتدى على الشعب الفلسطيني بكل طوائفه، وعلى الجميع أن يعلم أن سلام الأمُم وحق الإنسان والشعوب في تقرير مصيرها، ينطلق من الأرض المُباركة فلسطين".
وأكد أن "فلسطين تعيش في عقل ووجدان وضمير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أطلق "قمة القدس" على "القمة العربية" التي عُقدت في المملكة العربية السعودية".
وختم القاضي عريمط قائلاً: "يجب أن تشعر "إسرائيل" بأن الشعب العربي مُتضامن، ولا يُمكن أن تدخل إلى أي بلد، لا عربي ولا إسلامي، لا بشكل علاقات دبلوماسية ولا من خلال الإقتصاد أو الرياضة، وتطبيع العلاقات معها، قبل حل عادل للقضية الفلسطينية، وعندما تشعر دول العالم بأن العرب والمُسلمين والمسيحيين، يأخذون موقفاً مُوحداً، سيكون ذلك رادعاً للجنوح والإجرام الإسرائيلي".
الأب بوكسم
ممثل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس "المركز الكاثوليكي للإعلام" الأب عبدو بوكسم، وجه التحية إلى "الرئيس محمود عباس على هذه الخطوة المُباركة، بعناية الأب بكل أبنائه، وموقفه قمة الإنسانية والوطنية وروح المسؤول، وقمة الانفتاح من الرئيس الفلسطيني ليقول بأنني كرئيس دولة إسلامية رسالتي بأن الإسلام هو إسلام الانفتاح والشراكة، وليس رديف الإرهاب والأصولية".
وأضاف: "كلام الرئيس محمود عباس عن الكاردينال الراعي، نابع من القلب، ويكن له مكانة خاصة، عبر عنها في أكثر من مناسبة، وزيارة البطريرك الراعي إلى فلسطين كانت ليُؤكد أنها أرض عربية، ورسالة دعم للشعب والرئيس الفلسطيني، وليقول أنا هنا لأقاوم مع الفلسطيني ضد الاحتلال، وفي كل مرة يكون هناك مجال للدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية يرفع البطريرك الراعي الصوت عالياً".
وتابع: "نحن مع إقامة السلام في كل العالم، لكن ليس على حساب الحقوق، بل يجب أن نأخذ حقوقنا وليأخذ العالم السلام، ومن أجل تحقيق ذلك، يجب أن يكون هناك تضامن عربي مع الشعب الفلسطيني، ولا عجباً بأن تناضل الكنيسة من أجل المُستضعفين في العالم، والكنيسة مُقتنعة تماماً بالقضية الفلسطينية وتناضل من أجلها، واعتراف البابا فرنسيس بالدولة الفلسطينية، ودعم الفاتيكان للقضية الفلسطينية، ليس بمعناه الحصري كدولة صغيرة، بل بدعم معنوي كبير بما تُمثله لدى المسيحيين في العالم، ونحن نُؤكد على ضرورة الحفاظ على فلسطين وتحرير ما تبقى من الأرض المُقدسة، لأنها تمثل لنا الكثير، فهي مهد السيد المسيح، ونحن نعمل من أجل تثبيت المسيحيين الموارنة في فلسطين".
وختم الأب بوكسم: "إن القديس مار شربل نهج نهج قداسة غريب، لكنه غير مستحيل، وكانت له طريقته بعبادة الله، وهو قديس عابر للطوائف والبلدان".

من هو القديس مار شربل؟
الجدير ذكره، أن القديس مار شربل، قديس لبناني، مواليد 8 أيار/مايو 1828، في بلدة بقاع كفرا في مُحافظة لبنان الشمالي، وهي أعلى قرية في لبنان.
تمرّس بفضيلتي التواضع والطاعة، وطلب من رؤسائه الاحتباس في محبسه بدير عنايا - قضاء جبيل، حيث قضى فيه 23 عاماً، مُضاعفاً التأمّل والصلاة كثيراً.
توفي بتاريخ 24 كانون الأول/ديسمبر 1898، ودُفِنَ في مقبرة دير عنايا، وأعلنه قداسة البابا بولس السادس، قديساً بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 1977.
يوجد مزار يحمل القديس مار شربل في دير مار مارون في بلدة عنايا، يقصده آلاف المواطنين، بعدما ضجَّ لبنان والعالم بأخبار ما يحدث هناك.