فلسطينيات >داخل فلسطين
حي الشيخ جراح يصبح رمزاً لكفاح الفلسطينيين
حي الشيخ جراح يصبح رمزاً لكفاح الفلسطينيين ‎الاثنين 10 05 2021 21:53
حي الشيخ جراح يصبح رمزاً لكفاح الفلسطينيين

جنوبيات

تعلق رائحة كريهة في الهواء في حي الشيخ جراح الصغير في القدس الشرقية حيث يحاول مقدسيون منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من طرد 8 عائلات فلسطينية والسماح ليهود بالانتقال إليه.
فقد أطلقت الشرطة الاحتلال مراراً الأسبوع الماضي سائلاً كريه الرائحة يعرف باسم "ماء الظربان" تظل رائحته عالقة خلال الليل في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وشهدت المواجهة اشتباكات عنيفة حول البلدة القديمة المسورة وأدت اليوم (الاثنين) إلى إطلاق المقاومة في قطاع غزة صواريخ على المُستوطنات الإسرائيلية، في وقت شنت فيه طائرات الاحتلال غارات جوية على القطاع.
 وقال مسؤولون في مجال الصحة: "أنها أدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين".
يدافع الفلسطينيون في الشيخ جراح ضد حملة الاحتلال الإسرائيلي لطردهم من القدس الشرقية.

حي الشيخ جراح منطقة تصطف حولها الأشجار ومنازلها من الحجر الرملي وتضم قنصليات أجنبية وفنادق فاخرة وتبعد نحو 500 متر عن باب العامود، أو باب دمشق، في البلدة القديمة.
أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الطبيب الشخصي لصلاح الدين الايوبي الذي حرر القدس من الصليبيين في عام 1187.
واستولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على البلدة القديمة وباقي أنحاء القدس الشرقية والضفة الغربية المتاخمة لها في حرب عام 1967. وتعتبر القدس بأكملها عاصمة لها بما في ذلك حي الشيخ جراح حيث يزعمون أنه يضم موقعاً مقدساً لدى اليهود المتدنيين هو قبر كبير كهنة قديم.
ويعيش فلسطينيون في معظم منازل حي الشيخ جراح لكن مستوطنين إسرائيليين انتقلوا إلى بعض مساكنه بزعم إنها كانت ملكا ليهود قبل الصراع العربي - الإسرائيلي في عام 1948 الذي أعقب انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.
نبيل الكرد الذي يبلغ من العمر 77 عاما من الفلسطينيين المعرضين للطرد من شارع عثمان بن عفان في الحي بعد معركة قضائية طويلة، قال: "لن ترضى سلطات الاحتلال الإسرائيلي حتى تطردني من المنزل الذي عشت حياتي كلها تقريبا فيه".
واستولى مستوطنون إسرائيليون على نصف منزله بعد معركة قضائية في عام 2009. ويفصله جدار هو وأسرته عن المستوطنين وباتت آماله في البقاء في المنزل معلقة بقرار "المحكمة العليا" الإسرائيلية.
وتحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي الإيحاء بأن هناك نزاع عقاري بين أطراف خاصة.
وشارك نواب من فلسطينيي الأراضي المحتلة في العام 1948 في احتجاجات اليوم (الاثنين)، وردد بعضهم هتافات: "مستوطنين بره" وواجههم عدد من الساسة الإسرائيليين القوميين المتطرفين في شارع عثمان بن عفان. وأبقت الشرطة الطرفين منفصلين.
يعيش الفلسطينيون في الشيخ جراح منذ أعاد الأردن تسكينهم هناك في الخمسينيات بعدما فروا أو أُجبروا على ترك منازلهم في القدس الغربية وحيفا بعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في العام 1948.
وقضت محكمة أدنى درجة لصالح المستوطنين بموجب قانون إسرائيلي يسمح لليهود بالمطالبة بملكية منازل خسروها في 1948.
ولا يوجد قانون كهذا يسمح للفلسطينيين بفعل الشيء نفسه في القدس الغربية أو أي أجزاء أخرى من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال خالد حمد (30 عاماً) وهو من سكان الشيخ جراح: "أتت عائلاتنا إلى هنا كلاجئين، الأمر يحصل من جديد".
والولايات المتحدة من بين منتقدي الطرد، مما يثير احتمال أن يصبح عائقا دبلوماسيا أمام سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
كما نظم الفلسطينيون في الأراضي المحتلة منذ العام 1948 احتجاجات.
وعبَّر النائب العربي أحمد الطيبي عن دعمه بالذهاب إلى شارع عثمان بن عفان. كما انتشر التأييد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال سالم براهمة عضو حركة جيل التجديد الديمقراطي الشبابية: "إن حي الشيخ جراح يحشد الفلسطينيين الشبان في فلسطين وكل أنحاء العالم".

المصدر : رويترز