بأقلامهم >بأقلامهم
في الذكرى الـ ٣٢ لاستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد لن نتحدث عنه بل سنتحدث اليه
سعد الدين حسن خالد
في الذكرى ال ٣٢ لاستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد لن نتحدث عنه بل سنتحدث اليه .. سنتحدث عن كل هذه المآسي في وطننا وكل هذا البلاء الذي انتجته
السياسات .. سنتحدث عن كل هذا اللاكتراث السياسي لأحوال الناس الذين هم اليوم في حالة من العوز الشديد والفقر الشديد مهددين بشبح المجاعة .. سنتحدث اليه عن كيف تآكلت العملة الوطنية وكيف تتآكل واجبات احترام الدستور والقوانين .. سنتحدث اليه عما يُحكى عن أموال مهربة وأموال منهوبة وعن الفساد وعن الهدر ..
في هذه الذكرى سنتحدث الى صاحب الذكرى شهيدنا الكبير لنخبره عن اتفاق الطائف ودستور الطائف الذي يعلن الكل عن تمسكه به وكل منهم يطبقه أو يفسره على هواه هذا عدا ما لم يستكمل منه من بنود بالغة الأهمية ومنها بند إلغاء الطائفية السياسية الذي تقاعست الطبقة السياسية لأكثر من ثلاث عقود في تطبيقه .. سنتحدث الى صاحب الذكرى عن ودائع الناس التي لم يعرف بعد مصيرها ولا ما تبقى لها من قيمة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار بهذا الشكل الجنوني .. سنتحدث عن لبنان الذي أصبح كثيرون في الخارج يتعاملون معنا من باب الانسانية وليس من الأبواب التي يفترض أن تكون بين الشعوب والدول ..سنتحدث عن الحكومة التي لا تصرِّف وعن الحكومة التي لا تتشكل ..
سنتحدث عن طريق بيروت في اتجاه العرب وطريق العرب في اتجاه بيروت كم علا العُشب على كل منها بسبب مغامرات واخطاء البعض منا .. سنتحدث عن مرفأ مدينة كيف دمِّر ودمِّرت معه أجزاء منها وآلاف سقطوا بين جريح وشهيد ولا أحد بعد يخبرنا ما الذي حصل .. سنتحدث عن مبادرة فرنسية أُجهضت ولم يهتز أحد لإجهاضها وكأن البلد يعيش أفضل أيامه .. سنتحدث عن عقوبات باتت تضعها الدول على سياسيينا ..
سنتحدث عن نظام مصرفي ما زال البعض يشيد به بالرغم من كل هذه الصورة المالية النقدية والاقتصادية السوداوية .. سنتحدث عن مؤسساتنا كيف بات أمرها وفي أي حال..
سنتحدث بكل هذا وهناك ما هو اكثر .. ولن ننسى التحدث عن كل من يُفترض بهم أن يتحركوا ويفعلوا شيئا ممن لا نرى أحدا منهم يتحرك لا رأفة بالناس ولا بالمجتمع ولا بالوطن ..
في ذكراك ال ٣٢ نقول لك : مظلمة جدا أوضاعنا يا صاحب السماحة الشهيد فالشعب متروك لمصير قاتم تسببت له به السياسة والسياسيين والشكوى لغير الله مذله ..
في ذكراك نوجه لك التحية ونعاهدك بحفظ الأمانة والعهد وأن نبقى مؤمنين بكل القيم والمبادىء وكل القضايا التي ناضلت من أجلها وسنبقى حريصون على هذا البلد وعلى شعبه
وسنفعل ما بمقدورنا مع كل من يشبهنا ويشبهك ليبقى سيدا حرا مستقلا وطنا خال من الفساد والرياء ..وطناً عربي الهوية والانتماء .. وطناً يحترم صداقاته مع الدول الصديقة ويحترم علاقته الأخوية مع الدول الشقيقة ..وطناً لجميع أبناءه ..في دولة قانون ومؤسسات يرضخ لها ويحترمها الجميع ..
أما دماءك الطاهرة والعدالة فهي من الأمانات عندنا التي لا ولن تعرف اهمالاً أو تهاوناً ..
وفي الختام نسأل الله أن ينعم على وطننا بفرج قريب ..