بأقلامهم >بأقلامهم
في ذكرى استشهاده (32) مفتي فلسطين من لبنان
معن بشور
حين كانت بيروت تواجه الحصار والقصف الجوي والبري والبحري عام 1982...تماما كما هو حال غزّة العزّة اليوم...كان في قلب الحصار رموز وقادة ومراجع لبنانية وفلسطينية عدة..في مقدمهم سماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد الذي كنّا نزوره بين يوم وأخر لنستمّد منه إيماناً بقدرتنا على الصمود وبثقتنا أن عين بيروت بمقاوميها اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والمتطوعين العرب ستكون أقوى من المخرز الصهيوني....
في إحدى تلك الجلسات الصباحية الجميلة، رغم بشاعة الحرب من حولنا..قلت لسماحته"لقد كان لفلسطين مفتٍ فلسطيني كبير من القدس هو الشيخ الراحل أمين الحسيني..واليوم أصبح لفلسطين مفتٍ آخر من بيروت الصمود والوفاء لفلسطين هو الشيخ حسن خالد" ضحك سماحته وقال:"أنا لست أكثر من جندي صغير في معركة الدفاع عن بيت المقدس وأكناف بيت المقدس"...
كم كنت أتمنى لو أن المفتي الشيخ حسن خالد، الذي اغتالته يد الغدر في مثل هذا اليوم (16ايار/مايو 1989) قبل 32عاما، بيننا اليوم ،ومعه كبار من لبنان ، ليشهد ملحمة في فلسطين خاتمتها التحرير مثلما كانت خاتمة ملحمة لبنان هي التحرير أيضا...
رحمك الله أيها المفتي الشهيد..والاوفياء لك يوم اغتيالك هم ألاوفياء لنهجك وبوصلتهم فلسطين...نعم فلسطين...التي نقترب من كل من يقترب منها.. ونبتعد عن كل من يبتعد عنها..