بأقلامهم >بأقلامهم
القيادة الذهب
سعد الدين حسن خالد
يا شهيدنا .. في يومك أكتب إليك..
بحبر الجوع أكتب إليك.. فما وجدت في غيره الأمان لتصل رسالتي إليك .. أمان صدق عما الناس تعيشه..
في زمن أبدا لا يشبه الزمان يا سيدي..
أتسألني أين هم من يُفترض أنهم هنا!.. الكل هنا لكن وحده الوجع يتحرك..
فمن منهم تظنه سيتحرك!
أيتحرك من عن الوجع ملام؟!
لا نستثني واحداً منهم ..هي الحقيقة وما عودتنا يا سيدي الرياء ..
جدا أيتام نحن في غيابك ..
ولا يغرنَّك من يدعي الأبوة ..
قفر هي السياسة في المكان يا سيدي ... قفر يا من حطمت في السياسة أوثان ..
ماذا أخبرك بعد ؟
فكل وجودهم خواء ..
وعودهم للناس هباء .. فالفقر أكل خير القوم كله .. هي السياسة البلاء ..
هم لطالما حذرتنا منهم .. هم حجبوا شمس السماء ..
دموع الناس تمطر من المآسي .. لا يكترثوا وكأن الدموع ماء ..
يتحلقوا فوق ولائم السياسة ويسجلوا على الشعب الحساب ..
حتى الصروح التي يفترض أنها في الملمات لها صوت .. صوتها يشتاقه الكلام ..
كثيرون أضحوا يا سيدي يفضلون على الحق مصلحة .. كثيرون أضحوا يقدمون للخطأ ولاء ..
هي السياسة وكل ما يتفرع عنها .. هي السياسة أغرقتنا في كل داء .. لا نعرف كيف نخرج منه .. فهم متفقون في الباطن علينا ويبدون في العلن جفاء ..
مؤسساتنا تبكي كأرامل حرب .. هي مثل الأرامل فقدت رجال .. لكنها ليست حرب للمدافع .. هي حرب مصالح جبهاتها المقايضة؛ خذ وهات.. ..
ودائع الناس في ليلة عتم ضاعت ..
وما ترك الجوع بمداهمته البيوت للناس ملاذ .. وحدها أبوابهم يا سيدي صامدة لكنها مثلهم تفتقد الثواب ..
ملايين بل مليارات يتحدثون أنها هُرِّبت ونُهبت وعن مصيرها لا يُقدِّم أحد جواب.. يثيرون الطوائف لكي تحمي مصالحهم بإشعارها أنها المستهدفة كذات .. كل منهم في الثراء أضحى لا يعد ولا يحصى وفي من حولهم بلغ الثراء سماء ..
قد أضحى الفاسد في غيابك يا سيدي قويا ويتحمل الشريف في غيابك العناء ..
يتقاسمون باسم الطوائف كل غلة والطوائف تشتهي اليوم روائح الشواء ..
حرموا البطون من كل ما كان يؤكل فكلفة الأكل أضحت فاحشة الغلاء ..
القطاعات في عدم حلهم مشكلاتها أضحت وكأنها لهم بقرة حلوب أو كأنها من الحلوب شاة .. حليبها من كل نوع حليبها للمنافع غذاء ..
مصالح الوطن ليست مصالحهم .. وبعضهم لها يناصب العداء ..
اتسأل أخيرا عن حل ؟
الموقف صعب يا سيد الرجولة ..
الموقف يحتاج رجال..