انعقد المؤتمر الدولي التاسع لعلوم المواد في جامعة اللورين في فرنسا ولأول مرة منذ تأسيسه عام 1996 برعاية معالي رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور عدنان السيد حسين ممثلاً برئيس المؤتمر ومدير مختبر الابحاث للموادوالتحفيز والبيئة في الجامعة اللبنانية العميد البروفسور تيسير حمية. وقد حط المؤتمر رحاله هذه المرة في كلية الهندسة للصناعات الكيميائية والنفطية في المعهد الوطني للبوليتكنيك في جامعة اللورين في فرنسا والتي استقبلته مع نخبة من الباحثين والعلماء المشهود لهم بالكفاءة على صعيد عالمي وبمشاركة فعَّالة من أكثر من ثلاثين جامعة قدموا من مختلف الدول الأوروبية والعربية والأميركية.
وقد نظمت الجامعة اللبنانية هذا المؤتمر الدولي التاسعبالتشارك مع نقابة المهندسين في بيروت وجامعة اللورين وجامعة الألزاس وجامعة تروا الفرنسية وجامعة ليون وجامعة بيار وماري كوري في باريس وجامعة تلمسان ووهران الجزائريتين وجامعة ولاية واشنطن الأميركية والمركز الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا ومختبر الأبحاث اللبناني MCEMA للمواد والتحفيز والبيئة ومختبر الأبحاث الفرنسي LRGP للتفاعلات وهندسة الإجراء.
وقد افتتح المؤتمر أعماله بحضور نائب رئيس جامعة اللورين المكلف بالعلاقات الخارجية والتطوير البروفسوركارل تومبرProf.Karl Tombre  ممثلاً رئيس جامعة اللورين البروفسور بيار ميتزونهاردProf. Pierre Mutzenhardt وعميد كلية الهندسة للصناعات الكيميائية والنفطية في المعهد الوطني للبوليتكنيك للورين البروفسور برنارد فيتو Prof. Bernard Vitouxونائب عميد معهد جون لامور في جامعة اللورين ومدير قسم المواد والأحياء البروفسور مصطفى نادي ممثلاً عميد معهد جون لامور البروفسور اريك كافيهProf. Eric Gaffet وممثل وفد دول المغرب العربي البروفسور بومدين بن يوسف مدير مركز الأبحاث حول الطاقة المتجددة في الجزائر  وممثل رئيس الجامعة اللبنانيةالعميد البروفسور تيسير حمية وحضور عدد كبير من الباحثين العالميين من أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول العربية مثل لبنان والسعودية والجزائر وتونس والمغرب ومشاركة فعَّالة من الباحثين الفرنسيين والجزائريين واللبنانيين إضافة إلى عدد كبير من طلابالدكتوراه اللبنانيين المسجلين في معهد الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية بالتشارك مع عدد كبير من الجامعات الفرنسية ضمن برامج الدكتوراه المشتركة (Doctorat de Cotutelle) وعدد من الأساتذة المهندسين اللبنانيين. وقد نظم هذا المؤتمر بالتعاون بين الجامعة اللبنانية ونقابة المهندسين في لبنان وجامعة اللورين وجامعة الألزاس وجامعة تروا الفرنسية وجامعة تلمسان الجزائرية إضافة إلى جامعة ولاية واشنطن الأميركية. ودعي إلى هذا المؤتمر كمحاضرين عدد من الباحثين العالميين يربو عددهم على 15 عالماً نذكر منهم العالم الكبير جان ماري باسيهJean-Marie Basset من جامعة ليون الفرنسية ومن جامعة الملك فهد للعلوم والتكنولوجيا والعالم دافيد كيريه David Quéréمن كلية البوليتكنيك في باريس والعالم جاك لالفيهJacques Lalevéeمن جامعة الألزاس والعالم جان فرانسوا غونغوفيرJean-FrançoisGanghoffer من كلية هندسة الميكانيك في جامعة اللورين والعالم بومدين بن يوسف من جامعة وهران في الجزائر والعالم جان جاك غوميهJean Jacques Gaumet من جامعة اللورينميتزوالعالم فريديريك فيلييراسFrédéric Villieras نائب رئيس جامعة اللورين لشؤون الأبحاث العلميةوالبروفسورجان لوك بيشوفJean-Luc Bischoff نائب رئيس جامعة الألزاس لشؤون الأبحاث العلميةوالباحثة آن دافيدسونAnne Davidson من جامعة بيار وماري كوري في باريس والبروفسور تيبو روك كرم Thibault Roque-Carme والباحثة حليمة عالم من كلية الهندسة للصناعات الكيميائية والنفطية في المعهد الوطني للبوليتكنيك والعالم حسين زبيب من جامعة ولاية واشنطن الأميركية بالإضافة إلى أكثر من مئة محاضرة بحثية علمية خلال الأيام الثلاثة للمؤتمر.
حميَّة: فخر للبنان أن يعقد مؤتمراً باسم الجامعة اللبنانية في جامعة اللورين إحدى أرقى الجامعات في العالم
بعد النشيديناللبناني والفرنسيألقى رئيس المؤتمر البروفسور حمية كلمة رئيس الجامعة البروفسور عدنان السيد حسين رحب فيها بالحضور مشيراً إلى أنها المرة الأولى الذي تنظم الجامعة اللبنانية مؤتمراً عالمياً خارج لبنان وفي جامعة اللورين إحدى أرقى الجامعات في العالم وفي كلية هندسة الصناعات الكيميائية والنفطية التي تعتبر من أهم كليات الهندسة في أوروبا، موضحاًأن الأبحاث المقدمة في هذا المؤتمر غطت مختلف مجالات علوم المواد والنانوتكنولوجيا والبيئة ومعالجة النفايات الصلبة والطاقة المتجددة والبيوماس والنمذجة الرياضية وهندسة الميكانيك والمواد وعلاقتها بالهندسة المدنية والصناعية والكهربائية والكيميائية والنفطية والصناعات الغذائية.
وقد أشاد حميَّة خلال كلمته بالدور الريادي الذي تلعبه نقابة المهندسين في بيروت لجهة دعم البحوث والمؤتمرات العلمية في لبنان والخارج وتوجه بالشكر الخاص للنقيب المهندسين الدكتور خالد شهاب ولمجلس النقابة الذي لم يألُ جهداً في دعم هذا المؤتمر وبشكل دائم منذ تأسيسه عام 1996.
وتوجه بالشكر الكبير للسفارة الفرنسية والوكالة الجامعية للفرنكوفونية على دعمها الدائم لإنجاح مؤتمرنا وللجامعات الفرنسية التي تشارك بشكل دوري ومستمر بأفضل باحثيها في تنظيم وإشعاع هذا المؤتمر كما وتساهم في دعم طلابنا في مختلف سنوات الدراسات العليا والدكتوراه عبر الإشراف المشترك وهذا منذ حوالي عشرين عاماً.
ثم أثنى بشكل خاص على جهود رئيس ونواب رئيس جامعة اللورين المشاركة في تنظيم مؤتمر علوم المواد منذ عام 2000 وحتى اليوم ونوَّه بالمشاركة الفعَّالة لباحثيها من مختلف كليات الهندسة وكليات العلوم وهنَّأ رئيس جامعة اللورين لحصولها على المرتبة الثالثة بين جميع جامعات فرنسا ومؤسساتها البحثية في دراسة أعدت ونشرت عبر الإعلام الفرنسي وخص بالذكر كلية الهندسة للصناعات الكيميائية والنفطية في المعهد الوطني للبوليتكنيك التي تعتبر من أهم كليات هندسة الصناعات الكيميائية والنفطية في العالم وأوضح أنه تخرج منها مهندساً عام 1982.
كما وأكد حميَّةأن المؤتمر الدولي لعلوم المواد مستمر في منحاه التصاعدي بشكل مشجع ليشمل جامعات يربو عددها على السبعين جامعة ومؤسسة بحثية كما ازداد عدد المشاركين فيه بشكل ملفت، مشيرا الى عدد كبير من خريجي الجامعة اللبنانية على الجوائز الأولى في هذا المؤتمر منذ العام 2000 وحتى تاريخه. وتركزت أبحاث الباحثين والطلاب اللبنانيين حول النانوتكنولوجيا والمواد المنخَّرة والمواد المستخدمة في المعالجات البيئية للنفايات الصلبة وللمياه وتلوث نهر الليطاني اللبناني والحلول اللازمة لمعالجة تربته ومياهه بوسائل علمية حديثة.
كما وأصر حميَّة وأكّد على ضرورة أن تكون الأبحاث في صلب احتياجات المجتمع الصناعية والزراعية والإقتصادية والتجارية والسياحية والإجتماعية على أن تلبي تلك الأبحاث حاجات الوطن الآنية والمستقبلية ضمن خطة عمل تضع أولويات قابلة للتنفيذ على أن توفر الدولة مستلزمات هذه الأبحاث.
وأشاد حميَّة بالتعاون الوثيق بين الجامعة اللبنانية والجامعات الأوروبية والأميركية والعربية وقال إن هذا التعاون يجب أن يكون في سبيل مصلحة تطوير الأبحاث في كل هذه الجامعات وحدَّد مجموعة نقاط من أجل النهوض بالأبحاث العلمية في الجامعة اللبنانية التي تضم أكثر من 5000 أستاذ وباحث متخرجين من أهم وأرقى جامعات العالم، نذكر أهمها:
-    بما أن الموازنة المخصصة للبحث العلمي في لبنان هي الآن شبه معدومة، اقترح حمية في البداية تخصيص موازنة للبحث العلمي تبلغ في الحدّ الأدنى 1 بالمئة من موازنة الدولة نظراً للدور الأساس والفاعل للبحث العلمي في تطوير الإقتصاد والصناعة والزراعة والبيئة وعلوم النفط والجيولوجيا والتكنولوجيا والنانوتكنولوجيا.
-    على أن تشمل البحوث العلمية ليس فقط الجوانب التكنولوجية والتقنية والطبية والعلوم التجريبية بل كذلك الآداب والعلوم الإنسانية والإجتماعية والحقوق والعلوم السياسية والإدارية نظراً ما لهذه العلوم من أهمية بالغة في تسيير سياسة الوطن واقتصاده وهيكليته الإدارية والإجتماعية وتحديد أولوياته الصناعية والإقتصادية والسياسية والخطط التنموية. إن تطور أية أمّة في العالم إنما يقوم على مدى اهتمامها بالعلوم الإنسانية والإدارية والإقتصادية والسياسية والحقوق إضافة إلى العلوم والتكنولوجيا.
-    تحويل الجامعة إلى مركز استقطاب للبحث العلمي من خلال إنشاء وتفعيل مراكز الأبحاث في معاهد الدكتوراه وفي مختلف الكليات التابعة لها مع تخصيص موازنة فعلية مركزية لتسيير هذه المراكز مع توظيف مهندسين أخصائيين فيها يكون دورهم صيانة التجهيزات المخبرية الضرورية للقيام بالأبحاث العلمية المتميزة بشكل يسمح باستمرار الأعمال البحثيّة دون عوائق بالتعاون الجدي والوثيق مع الجامعات الفرنسية والأوروبية.
-    إنشاء مكتب مركزي يديره اخصائيون في الإدارة والمحاسبة ومختلف المجالات البحثية والمشهود لهم بالكفاءة والنزاهة تكون إحدى مهامه الإدارة المالية واللوجستية لمشاريع الأبحاث المموّلة من قبل الجامعة اللبنانية عبر تأمين كل مستلزمات البحث من مواد وأدوات وتجهيزات مخبرية وغيرها على أن يكون أحد الأدوار الأساسية لهذا المكتب العمل على تأمين مشاريع بحثية مدعومة من البرامج الدولية المفتوحة على لبنان من أوروبية وأميركية وغيرها وتساهم إلى حد بعيد في دعم وتطوير البحوث العلمية ليس فقط في الجامعة الوطنية بل في كل أنحاء الوطن.
-    إنشاء مكتب مركزي مؤلف من أساتذة وباحثين مشهود لهم بالكفاءة على صعيد عالمي لمراقبة حسن سير تقييم الأبحاث وترفيع الأساتذة بشكل يضمن حقوق كل الأساتذة الجامعيين دون تمييز. إن أحد أدوار هذا المكتب المركزي أعلاه، علاوة على ما تقدّم، هو العمل على صياغة اقتراح جديد وآلية عصرية جديدة لترفيع الأساتذة قائمة فعلاً على الأبحاث الأصيلة العالمية وعلى المستوى الأكاديمي والخبرة التعليمية المحلية منها والدولية.
-    يُلحق بالجامعة اللبنانية جهاز إداري أكاديمي تكون مهمّته العمل على تأسيس مجلات دورية محّكمة ذات توأمة مع مجلات دولية محكمة مع دور نشر عالمية مثل Elsevier, Springer, etc.، تحتسب في تصنيف أبحاث أساتذة الجامعة وترفيعهم إلى رتب أعلى لأن ذلك هو أحد وجوه منعة ورفعة جامعتنا اللبنانية وتألقها وتميزها عالمياً.
-    تشجيع انتقال الباحثين والدكاترة بشكل دوريإلى مختبرات وجامعات عالمية ذائعة الصيت لتبادل الخبرات وتعميم الفائدة لتشمل مختلف الاختصاصات الجامعية.
-    تعاقد وتفريغ أساتذة باحثين في معاهد الدكتوراه الثلاثة في العلوم والتكنولوجيا والآداب والعلوم الإنسانية والحقوق والعلوم السياسية والإقتصادية والإدارية، يكون دورهم الأساس القيام بالأبحاث العلمية حول مواضيع تحددها المعاهد نفسها وإلقاء محاضرات لطلاب الدكتوراه المسجلين في الجامعة اللبنانية. وتفعيل التعاون بين المعاهد الثلاث والكليات المعنية عبر إنشاء لجان مشتركة يتم تشكليها بالتنسيق بين المعاهد والكليات من أجل تنظيم المشاريع البحثية المشتركة وتنظيم وقبول طلبات طلاب الدكتوراه الذين يريدون التسجيل في الجامعة اللبنانية والموافقة على مواضيع أبحاث طلاب الدكتوراه وتوجيهها باتجاه احتياجات الوطن.
-    فرض نسبة مئوية قد تصل إلى 30 بالمئة مما يجنيه الأساتذة المتفرغون من مهندسين وأصحاب ورش من أرباح، يعود ريعها لدعم شراء تجهيزات مخبرية تحتاجها الكليات التطبيقية.
ثم توجه بالشكر الكبير لرئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر البروفسور Thibault Roque-Carme  ونائبة الرئيس الباحثة حليمة عالم ولمنسقة المؤتمر البروفسورة جمانة الطفيلي ولأمانة سر المؤتمر المتمثلة بالبروفسور بشار قبيسي والبروفسور حسام عبيد اللذين بذلا مجهودات كبيرة لإنجاح أعمال هذا المؤتمر.
وأثنى حميًّة على الدور الفاعل والدائم منذ تأسيس هذا المؤتمر للباحثين الجزائريين وتفانيهم في إنجاح هذه التظاهرة العلمية ولرئيس وفد باحثي المغرب العربي العالم بومدين بن يوسف وللباحثين الفرنسيين الذين يشكلون العامل المساعد والأساس في تنظيم ونجاح المؤتمر وشكر رئيس جامعة اللورين ونوابه وعميد كلية الهندسة الفرنسية للصناعات الكيميائية والنفطية في المعهد الوطني للبوليتكنيك للورين وباقي العمداء الذي حضروا الجلسة الإفتتاحية.
وأخيراً توجه العميد حميَّة بتشكراته لمعالي رئيس الجامعة اللبنانية للثقة التي أولاها إياه عبر تمثيله له ولسعادة نقيب المهندسين الدكتور خالد شهاب ولمجلس النقابة الذين يدعمون دوماً مادياً ومعنوياً هذا المؤتمر.
وأوضح حمية أن المؤتمر العاشر سوف يكون العام المقبل في جامعة الألزاس الفرنسية في أيار 2017.
بعد الافتتاح توزع المشاركون على ثلاث قاعات موازية حسب الاختصاص حيث انعقدت جلسات علمية تخللتها محاضرات رئيسيه لاكثر من 15 باحثا في مجالات علوم المواد والنانوتكنولوجيا والبيئة ومعالجة النفايات الصلبة والطاقة المتجددة والبيوماس والنمذجة الرياضية وهندسة الميكانيك والمواد وعلاقتها بالهندسة المدنية والصناعية والكهربائية والكيميائية والنفطية والصناعات الغذائية.