في مثل هذه الأيام عام 2010، كنّا ننتظر في الناقورة أخوتنا في البعثة اللبنانية في أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة العائدين من الأسر الصهيوني، وفي مقدمهم رئيس البعثة الجريح  بالرصاص الإسرائيلي على متن سفينة "مرمرة" الدكتور هاني سليمان، ومعه الأخوة نبيل حلاق وأبو الشهداء حسين شكر، والإعلامي عباس ناصر، جاءني مزارع  جنوبي  قائلاً: هل تعلم يا أستاذ لماذا سننتصر في صراعنا مع العدو؟، وحين سألته "لماذا"؟ قال: لأن زمام المعركة بات في يد الشعوب، وحين يصل قرار القتال إلى الشعوب فالنصر قادم حتماً..
 كم كانت هذه "الحكمة" معبّرة، وكم أتذكرها مع كل نصر تحققه المقاومة في لبنان أو فلسطين أو أي أرض عربية، وكم أتذكر حكمة أخرى كنت أسمعها دائماً من "حارس القدس" المطران كبوجي، أيقونة المقاومة العربية على طريق فلسطين ، إذ  كان يقول: كل بيت إذا انقسم على نفسه انتهى.
 حكمتان اعتمدهما في كل أحكامي على ما نمرّ به من أحداث: الاولى دور الشعوب في المقاومة والتحرير، والثانية دور الوحدة في تحصين الانتصارات.