فلسطينيات >داخل فلسطين
هآرتس: رئيس الموساد القادم دافيد برنياع سيعيد الجهاز الى الظلال
هآرتس: رئيس الموساد القادم دافيد برنياع سيعيد الجهاز الى الظلال ‎الأربعاء 26 05 2021 10:41
هآرتس: رئيس الموساد القادم دافيد برنياع سيعيد الجهاز الى الظلال


هآرتس – بقلم  يوسي ميلمان 
"دافيد برنياع خشي من سابقة موتي كوهين الذي شغل منصب القائم بأعمال المفتش العام للشرطة مدة سنتين على خلفية الشلل السياسي، ورفض أن يتولى منصب رئيس الموساد كقائم بالاعمال عند ترك يوسي كوهين للمنصب ".
رئيس الموساد القادم الـ 13 هو دافيد (دادي) برنياع – هكذا سمح أمس بنشر اسم رئيس الموساد في اعقاب منقاشات ومشاورات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والمستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت ورئيس الموساد التارك يوسي كوهين. قرار نشر الاسم صدر في اعقاب التماس قدمته أنا بمساعدة المحامي العاد مين ضد الرقابة، وجاء فيه أنه لا يوجد أي ذريعة أمنية لمنع نشر اسم برنياع وأن المنع يخرق تقليد تم اتباعه منذ 1996 والذي بحسبه يتم نشر اسم رئيس الموساد عند تعيينه. وبرنياع سيتسلم منصبه في الاول من شهر حزيران عند ترك كوهين للمنصب.
في 15 كانون الاول اعلن نتنياهو عن تعيين برنياع. وبعد فترة قصيرة اجتاز التعيين لجنة المصادقة على تعيين كبار الموظفين في خدمة الدولة برئاسة قاضي المحكمة العليا المتقاعد، اليعيزر غولدبرغ. ورغم ذلك، اسم برنياع الذي تولى في السنوات الاخيرة منصب نائب رئيس الموساد، بقي سري لمدة خمسة اشهر ونصف. في شهر شباط تعقد الوضع القانوني حول هذا الامر لأن مندلبليت منع نتنياهو من تعيين برنياع بشكل دائم، بذريعة أنه ممنوع على الحكومات الانتقالية اجراء تعيينات دائمة لكبار الموظفين.
برنياع رفض اقتراحات بأن يتولى منصبه كقائم بأعمال رئيس الموساد عند ترك كوهين لمنصبه. فقد خشي من سابقة المفتش موتي كوهين الذي شغل مدة سنتين منصب القائم بأعمال المفتش العام للشرطة حتى تم تعيين كوبي شبتاي في هذا المنصب. وكالعادة، رئيس الحكومة يقوم بتعيين رئيس الموساد ويوقع على كتاب التعيين. التعيين لا يحتاج الى مصادقة الحكومة، بل يحتاج الى ابلاغ رئيس الحكومة للوزراء بذلك. في هذه الحالة نتنياهو لم يسمح له بالتوقيع حتى الآن على كتاب التعيين. الامر الذي غير موقف مندلبليت هو الادراك بأن الظروف قد تغيرت وأنه لن تقوم حكومة مستقرة قريبا وأن جهاز مهم مثل الموساد للاستخبارات والوظائف الخاصة يحتاج الى الاستقرار والى تعيين دائم. 

برنياع عمره 56 سنة ويعيش في الشارون. خدمته العسكرية قضاها في دورية هيئة الاركان. قبل 25 سنة تم تجنيده للموساد في وظيفة ضابط لجمع المعلومات. وفي نهاية مسار التدريب انضم الى تسومت، وهو القسم المسؤول عن تجنيد وتشغيل العملاء. وقد قضى فيه كل سنوات خدمته باستثناء فترة قصيرة مدتها سنتين تولى فيها منصب نائب قائد “كيشت”، القسم المسؤول عن الملاحقة والاقتحام. في تسومت عمل برنياع على تجنيد العملاء في ارجاء العالم، حيث كانت ايران وحزب الله على رأس سلم اولويات الموساد. 
ضباط كبار في الموساد يعتبرون برنياع شخص اصلاحي، غير ثابت وغير محافظ، “نزيه ومستقيم”، منفتح على افكار التغييرات الهيكلية والتنظيمية والمهنية. رؤساء موساد قدامى وضباط آخرين في الموساد باركوا قرار تعيين برنياع وقالوا إن هذا “تعيين ممتاز”. لأن عدد غير قليل من العمليات في السنوات الاخيرة تنسب له. برنياع من المتوقع أن يقوم بتعيين ه. قريبا في منصب نائبه. وهـ. هو مهندس سيارات قضى معظم نشاطه العملياتي في “كيشت” . 
اعادة الامر الى نصابه
المسار الذي سار فيه برنياع في الموساد يشبه بدرجة كبيرة مسار كوهين. ايضا رئيس الموساد التارك بدأ طريقه كضابط لجمع المعلومات، وبعد ذلك اصبح رئيس تسومت. احد النجاحات الكبرى المنسوبة للموساد في السنة الاخيرة، الذي شغل فيه برنياع دور نائب رئيس الموساد هي التصفية الجريئة للدكتور محسن فخري زادة، الأب المؤسس لمشروع ايران النووي العسكري، في 27 تشرين الثاني الماضي. 
جهات كبيرة في الموساد وخارجه يقدرون أن برنياع سيعيد الموساد الى طبيعته المعروفة، جهاز يتصرف بتواضع ويقلل من الانكشاف والنشر الشخصي. احدى مهماته الكبرى هي أن يعرض على نتنياهو، على فرض أنه سيستمر في شغل منصب رئيس الحكومة، صورة استخبارية دقيقة، وأن يعرض الواقع كما هو، حتى لو كان الامر لا يروق لرئيس الحكومة. هدف آخر هو أن يعمل على تحسين العلاقات بين اسرائيل وادارة بايدن بشكل عام، ومع الـ سي.آي.ايه بشكل خاص. 
الامر الذي لا يتوقع أن يتغير عند تسلم برنياع لمنصبه هو جدول اعمال الموساد: الجهود لجمع المعلومات عن المشروع النووي الايراني واحباط العوامل العسكرية، اذا كانت حاجة الى ذلك، ستستمر في الوقوف على رأس اهدافه؛ جمع المعلومات وعمليات تصفية وعمليات خاصة ضد خطط حزب الله لتنفيذ عمليات في ارجاء العالم؛ جمع المعلومات عن نية تنفيذ عمليات من قبل الجهاد العالمي ضد اهداف اسرائيلية ويهودية؛ حماية مؤسسات يهودية في العالم؛ تعزيز اضافي لعلاقة الموساد مع وكالات استخبارية اخرى وايضا مع دول ومنظمات لا توجد لاسرائيل علاقات دبلوماسية معها. توجد للموساد الآن علاقات مع 150 جهة كهذه.
ورغم أن الموساد هو منظمة استخبارية اساس انشغالها هو جمع المعلومات بواسطة العملاء (يومنت)، إلا أنه في الـ 15 سنة الاخيرة اصبح أكثر فأكثر منظمة مشبعة بالتكنولوجيا والسايبر. يبدو أن هذا التوجه الذي يسمى “يوغنت” (اسلوب يدمج بين العامل البشري والتكنولوجيا المتقدمة) سيستمر. حفل توديع كوهين يمكن أن يجري في 31 الشهر الحالي في مقر الموساد في غليلوت بمشاركة بضع مئات من الضيوف.

المصدر : وكالات