أطلع سفير دولة فلسطين لدى بولندا محمود خليفة، نائب وزير الخارجية البولندي للشؤون الاقتصادية والتنمية والسياسات الافريقية والشرق أوسطية بافو يابونسكي، على صورة الحراك السياسي في المنطقة بعد وقف إطلاق النار، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة.

وأكد السفير خليفة، خلال لقائه يابونسكي، اليوم الأربعاء، في مقر وزارة الخارجية البولندية، رغبة القيادة الفلسطينية في الوصول لحل شامل للصراع يضمن الأمن والاستقرار للجميع وبشكل خاص لشعبنا الفلسطيني الصامد؛ مشيرا إلى ضرورة الوقف الشامل للممارسات العدوانية التي تقوم بها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد شعبنا في القدس والضفة وقطاع غزة.

وأوضح أن إسرائيل تحاول فرض الوقائع على الأرض، من خلال تنفيذها لعمليات تطهير عرقي بحق شعبنا في القدس، وما يجري في الشيخ جراح واحد من أمثلة كثيرة، ما يحتاج لموقف دولي فاعل، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية عندما أرادت التدخل في المنطقة، أوقفت العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة.

وأضاف ان حالة الاحتقان بفعل سياسات اسرائيل التعسفية بلغت مستويات خطيرة، ما يستدعي تدخلا فاعلا لإنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من الانخراط في عمليات تنمية مستدامة في ظل السلام والاستقرار.

وردا على سؤال الوزير يابونسكي حول الانتخابات الفلسطينية، أكد خليفة استعداد فلسطين لعقدها فور ضمان إجرائها في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعلى رأسها القدس، وقال: "قد كنا جاهزين لإجرائها مؤخرا وقامت لجنة الانتخابات الفلسطينية بإجراء كافة الترتيبات المتعلقة بذلك"، مشيرا في هذا السياق إلى أن سفارة فلسطين سلمت البرلمان البولندي دعوة للمشاركة في هذه العملية الديمقراطية من أجل ضمان سير هذه العملية الديمقراطية.

وتابع: "كنا نتابع ذلك مع البرلمان البولندي حتى اللحظات الأخيرة، غير أن رفض الاحتلال الموافقة على إجرائها في القدس حال دون استمرارية السير في التحضيرات، رغم وجود ضمانات مسبقة من المجتمع الدولي يَضمَنُ إجراءها في القدس"، مشيرا إلى مشاركة المقدسيين في كافة الانتخابات السابقة.

وأضاف ان دولة فلسطين تريد ان تكون جزءا من المجتمع الدولي بالتزاماتها وحقوقها، وهذا بحد ذاته رسالة هامة للمجتمع الدولي من أجل ضرورة تحويل البيانات والخطابات إلى خطوات فاعلة ضاغطة لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، انسجاما مع قرارات المجتمع الدولي؛ داعيا بولندا للانخراط في الجهد السياسي الذي تشهده المنطقة، و"الذي نأمل أن ينهي هيمنة إسرائيل على مقدرات الشعب الفلسطيني".

بدوره، أكد يابونسكي موقف بلاده الثابت تجاه الحل السياسي المستند على مبدأ حل الدولتين، مضيفا ان بولندا تتابع ما يحدث في فلسطين عن قرب، متمنية نجاح الجهود السياسية، لتثبيت وقف إطلاق النار، وتتطلع لعملية سياسية كاملة تؤدي لحل سياسي وفق مبدأ حل الدولتين، وهو ما تنادي به بولندا دائما.

وأضاف ان بولندا كان لها موقفها المعلن فيما يخص حي الشيخ جراح، وتنظر بقلق لما يحدث في الأحياء الأخرى والتصعيد الجاري من جانب إسرائيل، وترفض بشكل قاطع تعريض حياة المدنيين للخطر في أي مكان، وهي تعمل بفاعلية في إطار الاتحاد الأوروبي نحو جهد دولي واسع لإطلاق العملية السياسية.

وتابع ان بولندا بحكم أنها عضو في الاتحاد الأوروبي وحليف للولايات المتحدة وبريطانيا، فإنها لن تتأخر عن أي دور سياسي يمكنها القيام به، و"نعلن انحيازنا التام للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".

وأكد يابونسكي استعداد بلاده للمساهمة في رفع قيمة المساعدات التنموية وجهود إصلاح القطاع الصحي والتعليمي في قطاع غزة، مشيرا إلى أن بلاده قد قدمت وستواصل تقديم المساعدات للاجئين من خلال "الأونروا".