بأقلامهم >بأقلامهم
متى تبدأ وحدة البيارتة.. وكيف؟
متى تبدأ وحدة البيارتة.. وكيف؟ ‎الاثنين 31 05 2021 08:32 د. حسان حلاق*
متى تبدأ وحدة البيارتة.. وكيف؟

د. حسان حلاق*

لا شك بأن المسؤولين عن البيارتة سياسياً وروحياً واجتماعياً وتربوياً واقتصادياً، هم المسؤولون حتى الآن عن عدم تلبية تنفيذ الاقتراحات لجمع الشمل.

واقتراحات عدة صدرت منذ أشهر عن مرجعيات عدة في المجتمع المدني من اتحادات وجمعيات وفعاليات حول الموضوع.

فإلى متى نبقى على هذا الوضع المأسوي؟

هل هناك نكبة وكارثة ألمّت بالبيارتة أكثر من نكبة الرابع من آب عام 2020، ونكبة المحكمة الدولية، والأزمة السياسية والاقتصادية والمالية والصحية التي يعاني منها البيارتة؟

هل تنتظرون نكبات أقسى كي نتحرك لتوحيد صفوفنا ومواقفنا ورؤيتنا الاستراتيجية؟

هل تنتظرون إقفال المزيد من مؤسساتنا الاستشفائية والصحية والاجتماعية والتربوية؟ فقد كان للبيارتة أهم المؤسسات التي تقوم بخدمة البيارتة واللبنانيين والعرب؟

منذ سنوات حتى اليوم أقفل في بيروت المحروسة أكثر من عشرة مستشفيات بيروتية، يأتي في مقدمتها مستشفى البربير ومستشفى خالدي ومستشفى الدكتور محمد خالد ومستشفى الشرق الأوسط ومستشفى البلعة ومستشفى الدكتور صبحي الطيارة ومستشفى بيضون، وسواها من مستشفيات ومراكز صحية ومؤسسات تربوية واجتماعية واقتصادية.

فهل هذا يجوز؟..

هل تعلمون أن إقفال المؤسسات البيروتية أو إضعافها أو النيل منها تنعكس سلباً على وحدة البيارتة وعلى واقعهم ومستقبلهم؟

إن المسؤولية ملقاة على عاتق المرجعيات السياسية والدينية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، وذلك للاسهام في إنقاذ المؤسسات الإسلامية التي تمثل وحدة البيارتة ورمز قوتهم وعزّهم وتقدّمهم. فالجميع مسؤول عن استمرار هذه المؤسسات في أداء دورها ورسالتها المتنوّعة في هذا المجتمع العريق والأصيل.

ولا بد من الإشارة، الى أن على الجامعات البيروتية دوراً أساسياً في الانقاذ والتخطيط وإعداد الدراسات اللازمة لصون المجتمع البيروتي واللبناني ومؤسساته، لأن للجامعات الدور العلمي والريادي ولا يمكن لأحد التنكر له.

ومن الأهمية بمكان، أن المجتمع الأهلي والمدني في بيروت المحروسة قد قام بدور اجتماعي مهم جداً في شهر رمضان المبارك، حرصاً على الأسر البيروتية المتعففة، ولا بد من الاستمرار بهذا الدور اللافت طيلة شهور السنة، لأنه دور نموذجي ممتاز يعبّر عن وحدة البيارتة وتضامنهم وتكاتفهم في مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. وعسى أن تقوم بقية القطاعات والجمعيات والروابط والاتحادات والمؤسسات البيروتية بدور فاعل لحماية المجتمع البيروتي في ظل الأزمات السياسية والصحية والمالية الكارثية.

* دكتور وأستاذ جامعي

المصدر : اللواء