مقالات مختارة >مقالات مختارة
لعبة الـ Airboard جنّنت الكبار والصغار... فلماذا مُنِعَ إدخالها إلى لبنان؟
هل صحيح أنّ ذبذباتها تؤثّر على الطيران وأدمغة الأولاد؟
المواطنون: اللوم والمسؤولية يقعان على مَنْ يُدخِل ألعاباً دون رقابة
الأربعاء 20 01 2016 08:50ثريا حسن زعيتر:
صرعة جديدة دخلت حياة اللبنانيين كباراً وصغاراً دون استئذان... اكتسحت الأسواق اللبنانية، واحتلت المراكز الأولى من بين الأكثر مبيعاً، وخاصة في موسم الأعياد...
هي وسيلة جديدة في عالم التنقّل تجمع بين مميّزات الدراجة الكهربائية ولوح التزلّج، حيث يمكنها السير بسرعة وسهولة، تصل إلى 12 كلم في الساعة، كما تعمل بالبطاريات، وزُوّدت بميزة الشحن السريع، حيث لا تستغرق أكثر من ساعة واحدة، ليتمكّن المستخدم من السير لمسافة 14 كلم كاملة دون الحاجة إلى شحنها مرّة أخرى، بالإضافة إلى اعتمادها على حركة الجسم المختلفة للسير، حيث يمكن للمستخدم التحكّم بها بسهولة، دون الحاجة إلى الضغط على أزرار...
الـ Airboard، اللعبة الرائجة في الآونة الأخيرة، والتي أحدثت ضجّة كبيرة حول العالم بعد أنْ سُجّلت حالات انفجار عدّة من البطارية، وقد أدّت في بعض الحالات إلى اشتعال عدد من البيوت أو إصابة الطفل الذي يلهو بها بجروح... وهي أداة متعة ولم يخطر على البال للحظة واحدة أنّها ستصبح شعبية ومرغوبة خاصة أنها مكلفة للغاية (800 أو 1100 دولار)...
والجديد أنّ هذه اللعبة تم منع إدخالها إلى لبنان، ولا أحد يعلم ما هو الخبر اليقين لمنعها... هل لأن البطارية موصلة فيها، ويمكن استخدامها في التفجيرات للطائرات، أو إنّ ذبذباتها تؤثر على الطائرة كما أدمغة الأولاد؟...
"لـواء صيدا والجنوب" يُسلّط الضوء على هذه اللعبة غالية الثمن، حيث لا يقدر الأهالي على أنْ يشترونها لأولادهم ولخطورتها على سلامة الأولاد...
الجنون.. فنون
في مدينة صيدا، وفي كل مكان في لبنان ترى الناس يستخدمونها، في المراكز التجارية، على الأرصفة، وعلى الطرق العامة، وكل شخص تقريباً في الأماكن العامة تراهم يضعون السماعات في آذانهم وعيونهم في الهاتف، فلا يرون أو يسمعون أحداً إلا عند حدوث حادثة... لكن الأولاد الذين لا يملكون ثمنها يتحسّرون ويحلمون بهذه اللعبة، أما حال الأهالي الذين معاشاتهم دون الحد الأدنى، تصفرُّ وجوههم عندما يطالبهم أولادهم بها، فمن أين المال كي نشتري هذه اللعبة؟ وهل هناك قوانين لهذه اللعبة الغريبة؟
* أحمد، صاحب محل لبيع الألعاب في صيدا، قال: "منذ 4 أشهر وأنا أبيع "الإيربورد" ولغاية الآن لم تصلني أي شكوى، لكننا سمعنا بأن الطائرات مُنِعت من حملها لأنّه توجد بداخلها بطارية واحتمال أنْ تُستخدم للتفجيرات، لأنّه لا يمكن نزع البطارية عنها، ويقال بأنّ أميركا منعت استخدامها لأنها تُصيب الأولاد بالحوادث وهي ليست أمنة، أما في لبنان، إذا الإنسان لم يتعلم استخدامها سيقع، وأحياناً كثيراً تسبّب حوادث".
وأضاف: "عادة البيع في لبنان حسب الموسم، وما زالت الناس لغاية الآن تشتريها، حيث نبيعها بأسعار متفاوتة بين 200 دولار و800 دولار، ونحن نستوردها من الصين، وهناك من يستوردها من اليابان وهي المزيّفة والأكثر خطراً... وحين يأتي المشتري نقوم بتزويده ببعض المعلومات عنها لاستخدامها بطريقة سليمة وصحيحة، ومن ثم يأتي الدور على الأهل بمراقبة أولادهم بكيفية استخدامها، وما هي الأوقات المسموحة لها مثلاً لا يمكن استعمالها عندما يكون الطقس ماطراً حفاظاً على البطارية".
حلم... طفولي
* أما حال الأولاد الذين لا يدركون حجم الخطورة التي يمكن أنْ تؤدي إلى إيذائهم، وأيضاً لا يعرفون سعرها باهظ الثمن... يقف الطفل بشير إبن الـ 8 أعوام عند زاوية الطريق يراقب الأولاد وهم يركبون الـ airboard، وهي تضيء دوالبيها ويسمعون الموسيقى، أما هو فيتحسّر والحزن في عينيه، ويقول: "لقد شاهدت الكثير من الأولاد يمشون عليها، وهم أصغر مني ويوجد أكبر مني بالعمر في الطرقات وأيضاً في المول التجاري، وأنا أحب أنْ تكون لديّ لعبة منها كي أمشي وأضحك مثلهم، وأصبح آخذها معي أينما أذهب وحتى في المنزل أتنقّل بها بين الغرف، وأعطيها لأشقائي، للأسف أهلي لا يملكون المال كي يشتروها لي".
وأضاف بحسرة: "لماذا هي غالية الثمن؟، فيا ليتها كانت رخيصة لكنت اشتريت واحدة، لكن كيف اشتراها الأولاد الذين يمشون عليها؟ من أين لهم المال؟".
أين الرقابة؟
* انزعجت المواطنة أسمهان عيسى من هذا الوضع، ومن خطورة هذه اللعبة وكلفتها الغالية، فهي أم لثلاثة أولاد، ولا يمكنها شراء حتى واحدة ليتقاسمها أولادها الثلاثة نظراً إلى كلفتها الغالية...
وقالت بتأفّف وعصبية: "أين رقابة الدولة من هذا الأمر؟ فكيف يمكن إدخال هكذا ألعاب خطيرة وبأسعار غالية الثمن إلى الأسواق اللبنانية ونحن نعيش ضائقة اقتصادية صعبة بالكاد نشتري مستلزماتنا الضرورية؟! فالمواطن اللبناني غارق في الديون، وأيضاً بالمشاكل البيئية والنفايات التي تغزو شوارعنا، أُضيف إليها الآن عبء هذه اللعبة للأولاد، وكأنه لا يكفينا هموما وأيضاً حسرة على أولادنا".
وبإستياء أضافت: "أولادي دائماً يطلبون أن اشتري لهم الـ airboard، وأنا في كل مرّة أقول لهم عندما يصبح لدينا المال الكافي، فالصغار لا يعرفون أنّنا غير قادرين على شراء هكذا ألعاب باهظة الثمن، فهذا ليس ذنبهم، فهم ضحايا... اللوم والمسؤولية على من يُدخل ألعاباً وتكنولوجيات متطوّرة على الأسواق اللبنانية من دون رقابة المطار وأجهزة الدولة".
* ويقف المواطن علي كجك أمام واجهة محل لبيع الألعاب وهو يشاهد لعبة الـ airboard والحسرة في قلبه، ويقول: "ماذا نفعل في هذا البلد، لا أحد يرحم، فأنا موظف ومعاشي لا يكفي إيجار المنزل والكهرباء والمستلزمات الضرورية، والآن بدأت المحلات في لبنان بإستيراد هذه اللعبة التي جنّنت الاولاد ومنهم أولادي؟".
وأضاف: "عندما طلب مني أولادي شراءها تفاجأت بسعرها الجنوني، فمن أين يمكن أن أؤمّن ثمن اللعبة؟... ليت أصحاب المحلات يفكرون قليلاً قبل إستيراد هكذا ألعاب غالية الثمن، بأنّه يوجد أولاد لا يملك أهلهم المال كي يشتروها لهم... وأيضاً لقد علمنا بأنّه منع إدخالها إلى لبنان لأنها تسبّب الصرع في دماغ الأولاد".
طفل يتعلّم على «الإيربورد»
مَنْ يؤمّن السلامة؟!
«الإيربورد» مُنِعَتْ من الطرقات العامة
فتاة تتعلّم على «الإيربورد»