فلسطينيات >داخل فلسطين
رام الله تؤبن الراحل محمود بكر حجازي
رام الله تؤبن الراحل محمود بكر حجازي ‎الثلاثاء 15 06 2021 21:59
رام الله تؤبن الراحل محمود بكر حجازي

جنوبيات

أُقيم اليوم الثلاثاء، في قصر رام الله الثقافي، حفل تأبين للقائد الوطني اللواء الراحل محمود بكر حجازي، أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة، والذي توفي في الثاني والعشرين من آذار/ مارس الماضي.

وحضر الحفل الذي نظمته هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وبالتعاون مع حركة فتح، جمهور غفير رسمي وشعبي، وعائلة المناضل الراحل.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نائب رئيس الحركة محمود العالول في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس، إن الراحل حجازي كان من أوائل الذين انتموا لحركة فتح وللثورة الفلسطينية، وامتلك القدرة والجرأة، حيث نفذ العديد من العمليات العسكرية الجريئة، وهو ممن تحملوا مسؤولية إطلاق الرصاصة الأولى التي كان لها دوي كبير بدد ظلام تلك المرحلة، وأدخل الشعب والقضية الفلسطينية لمرحلة نضالية ملكت شعبنا هويته النضالية، وقادته باتجاه امتلاك الحرية والارادة لخوض النضال لإنهاء الاحتلال.

واستعرض العالول المسيرة النضالية الثورية للراحل، حيث كان أول أسير فلسطيني، حينما جرح في احدى العمليات ووقع اسيرا، وافتتاحه لتجربة الأسر، وحيث كان الأول في تجربة التبادل لعملية الأسر لينال حريته ويتابع مسيرته النضالية.

وأضاف: التقيته في مخيم برج البراجنة بعد أن نال حريته، حيث كان يدير مشاريع لمصلحة أبناء الشهداء.

وقال إن الراحل حجازي لم يهدأ أبدا، ولم يترك ميدانا يعتب عليه، وكان حريصا في كل ذكرى انطلاقة يساهم في إضاءة شعلة الانتفاضة التي كان يصر أن يصنعها بيديه، ورحل الفدائي ونحن بحاجة الى روحه التي لم تفتقد الى الاصرار والارادة والايمان بحتمية النصر.

وتابع: لقد عادت القدس والتي هي مسقط رأس حجازي والتي كانت تسكن قلبه، لتكون مركز الحدث وليتقاطع من أجلها كل الفلسطينيين معا، فخضنا معركة من أجل القدس، وتوحد شعبنا لصد انتهاكات الاحتلال، مشددا على أن المعركة لم تنته، فاليوم مسيرة الاعلام، ولا يزال المستوطنون يقومون بانتهاكاتهم في الأقصى، ولا يزال حي الشيخ جراح محاصرا، وغيرها من الانتهاكات، ولا بد من تكاتف الشعب الفلسطيني وأن تبقي البوصلة متجهة نحو القدس ونحو التناقض الأساسي وهو المحتل .

من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر: "40 يوماً على رحيل الأسير الأول للثورة الفلسطينية المتربع في قلوبنا بنضالاته وتضحياته والحاضر بيننا بقصص بطولاته ضد الاحتلال الذي نسعى للخلاص منه".

وأضاف: "نحن في حضرة الفدائيين الأوائل وحجازي كان من ضمن هؤلاء الأوائل، فإن سيرته ومسيرته التي امتدت طوال 85 عاماً تعج بالنضالات، وكانت مجالسه مليئة بالعنفوان والحرص على إعادة الهمم من جديد، والأجمل من ذلك سرده للمطاردة والإبعاد والاعتقال التي روفقت بالابتسامة".

وتابع أبو بكر: "ثمانية عقود ونصف عاشها حجازي، منها السنوات الخمس عشرة لأجل أن ينمو ويترعرع جسده، أما العقود السبعة عاشها من أجل الوطن، لا يردعه السجن ولا الحكم بالإعدام وآمن بشمس الحرية التي ستشرق ذات يوم".

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إن اللواء الراحل محمود بكر حجازي، مناضل حقيقي ولد وترعرع في أزقة القدس القديمة، حيث كانت الثورة والتمرد تسكن في داخله فجسّدها عملا في فترته الأولى، متابعا "أراد الاحتلال أن يكون حجازي عبرة للشعب الفلسطيني وأن من يتجرأ على الاحتلال يكسر، لكن حجازي تمكن أن يكون نموذجا ليس كما أراد الاحتلال الذي أراد ان يكسر روحه، فقد خاض حجازي الامتحان بكل كبرياء وشموخ وطني ورسم الخطوط العريضة لتجربة الحركة الوطنية الأسيرة.

وشبّه فارس، ثورة حجازي بالأمس بما يجري اليوم في القدس، عندما كان شعبنا الفلسطيني يناضل من أجل القدس، وما زال شعبنا مستمر في مواجهة الطغيان من اجل القدس، ما يؤكد أن شعبنا لا تنكسر روحه وسيواصل مسيرته نحو الحرية والاستقلال. وأشاد بدور حجازي كأب ومعلم تصرف كمدرسة متنقلة في مراحله العمرية كمناضل ملهم للأجيال في مواقف عديدة.

بدوره، قال بكر حجازي نجل الراحل: إن من أصعب الأشياء التي يمكن أن تحصل للإنسان هو أن يفقد من يحب، لافتا الى عشق والده للوطن الذي تفوق على كل شيء في حياته، وكان حتى الرمق الأخير وفيا لقضيته.

وأكد أن والده لم يتوان أبدا عن نداء الوطن وكانت بوصلته نحو فلسطين دائما.

وكان رئيس دولة فلسطين محمود عباس، منح اللواء متقاعد محمود بكر حجازي أول أسرى الثورة الفلسطينية المعاصرة، وسام نجمة الشرف العسكري.

يذكر أن أبو بكر حجازي يعتبر أول أسير فلسطيني في الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 1965، وقد اعتقل بتاريخ 18/1/1965 وكان أول من وجهت إليه تهمة الانتماء لحركة "فتح"، كما حكم عليه آنذاك بالإعدام ولكن الحكم لم ينفذ، ليفرج عنه في عملية التبادل التي جرت بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحركة "فتح" في 28/1/1971 في رأس الناقورة برعاية الصليب الأحمر، وتوجه حجازي بعدها إلى لبنان وعاد إلى غزة بعد اتفاق "أوسلو" عام 1994

المصدر : وفا