بشر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، خلال مؤتمر صحافي، أنه "بات بإمكانهم استعمال وسائل نقل بديلة من تلك التي تستخدم مادة البنزين، نظرًا لإمكانية انقطاعه أو غلائه". 

بالطبع، اقتراح غجر لا يشمل بدائل  كالقطار والنقل المشترك وغيره من الوسائل الحديثة نسبياً، بسبب الازمات التي تمر بها البلاد، لذا يبدو أن المطلوب اعتماد الارجل بالتنقل، الا ان قدرة الانسان وطاقته لن تسمح له بالتنقل بين المحافظات المترامية على رجليه، وعليه فان هذا الاقتراح بعيد عن المنطق تماماً.

ويبدو ان الدراجة الهوائية هي حل مثالي في بلدان متقدمة عدة، ولكن "ليس في لبنان"، فكلفتها ستكون مرهقة للمواطن الذي لا يملك ثمنها بالدولار الأميركي، بمعزل عن انخفاض القدرة الشرائية للفرد الى سقف شبه معدوم.

واذا كانت حسابات غجر تتطابق مع حساباتنا، فان الوزير كان يقصد اللجوء الى الدواب كالحمير والبغال.

نحن كشعوب عانت الامرين لا مانع لدينا بهذا الخيار ما دام سخر لنا الله الانعام، فقد جاء في ذكره الحكيم "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا " كما قال تعالى "وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ".

 لكن سؤال  يستحق الطرح على معاليه، من اين سيجلب العلف مواطن يتقشف برغيفه اليومي الذي لم يعد يملك ثمنه؟

انأكل نحن ام نطعم الحمير؟

وهل هذا هو النموذج الذي يسعى ساسة بلادنا لنكون عليه؟