بيروت قلب البلد وعاصمته، كانت وما زالت شاهدة على الرقي والتطوّر، لكنها اليوم تعاني من ظاهرة كثرة المتسوّلين الذين يستوطنون الشوارع الرئيسية كما متفرعاتها وأزقتها، يستعطون من الثري والفقير، ومن اللبناني والسائح معاً، لتزدحم بهم الشوارع، مشوّهين منظر البلد وحضارته.
قضية المتسوّلين، الذين كثر تعدادهم مؤخّراً، خصوصاً مع ارتفاع عدد النازحين السوريين، واختلاطهم بـ»النور»، سبق وتناولتها «اللواء» في عدّة مناسبات، وطالبت المعنيين بضرورة القيام بما يلزم للحد من هذه الظاهرة المشوّهة لوجه بيروت الحضاري.
وفي السياق، وجّه محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب كتاباً الى قيادة شرطة بيروت، قضى بملاحقة المتسوّلين والحد من تواجدهم عند تقاطع جسر الكولا، لافتاً إلى أن «المتسوّلين يقومون بأعمال التسوّل وبيع المحارم وغيرها، وأن هذا المكان أصبح مقراً دائماً للعديد منهم».
وترك هذا القرار ارتياحاً في مختلف الأوساط، نظراً إلى أهميته ودقّة توقيته.
وفي حديث لـ»اللـواء» أكد المحافظ شبيب «أهمية الحد من هذه الظاهرة المتفاقمة والمنتشرة في شوارع العاصمة لما تسبّبه من ازعاج للمواطنين، وأزمة سير وتسبب خطورات أمنية، لأنّ المتسوّلين في الكثير من الأحيان يكونون هدفاً للمتطرّفين والمافيات وغيرهم»، مشيراً الى أن «معالجة الظاهرة بدأت، وستكون هناك قرارات عدّة تشمل كل شوارع بيروت للحد من هذه الظاهرة».
ولفت شبيب الى أنّ «المستهدفين من القرار هم الأشخاص الذين يقفون وراء المتسولين لأهداف معينة، وهذا الأمر مرفوض بجميع أشكاله»، مشيراً الى أن «بيروت وشوارعها كانت وما زالت رمزاً للحضارة والرقي، حيث تحضن الاسواق الجميلة والاماكن الرائعة التي يقصدها جميع سواح العالم».