مقدمات نشرات أخبار التلفزيون >مقدمات نشرات أخبار التلفزيون
مقدمات نشرات الأخبار مساء الأحد 20-6-2021
مقدمات نشرات الأخبار مساء الأحد 20-6-2021 ‎الأحد 20 06 2021 22:28
مقدمات نشرات الأخبار مساء الأحد 20-6-2021

جنوبيات

 

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
كرت سبحة ردود الفعل على المؤتمر الصحافي لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي صوب بأكثر من اتجاه واضعا ثقته بالأمين العام ل"حزب الله" ليكون الحكم في الموضوع الحكومي.

بالتوازي جزم مسؤول الاتحاد الاوروبي بوريل بأن لا مساعدات للبنان دون حكومة، متحدثا عن مصارحته لبعض المسؤولين اللبنانيين باحتمال مواجهة عقوبات اوروبية لحضهم على تشكيل حكومة او المخاطرة بانهيار مالي كامل بحسب تعبيره.

كرة النار الحكومية في مرمى الجميع والرئيس المكلف سعد الحريري غادر الى ابو ظبي، بموازاة تصاعد السجال السياسي، فيما الاوضاع الى مزيد من التدهور، مع استمرار ازمة الليرة والبنزين ودخول القطاع الطبي مرحلة حرجة باعلان وقف الاستشفاء إلا استثنائيا لمنتسبي الضمان وموظفي المؤسسات العامة ووقف التعاقد بين المؤسسسات الطبية وشركات التأمين الى حين بلورة صيغ جديدة ليصبح المواطن مكشوفا ومحروما من ابسط حقوقه الانسانية.

والايام المقبلة اصعب بكثير من الماضية وفق وصف رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي اكد ان التسويات ليست عيبا ويجب ان تأتي من الداخل فيما اوحت المواقف الدولية غداة انتخابات الرئيس الايراني الجديد ان مرحلة ترقب التسوية الاقليمية بخصوص الملف الايراني قد تمتد زمنيا مع اعلان مستشار الأمن القومي الأميركي، أن هناك "مسافة كبيرة أمام المفاوضين في فيينا متعلقة بقضايا رئيسية"، وتأكيد المبعوث الروسي للمحادثات ان "القوى قررت التوقف لإتاحة الفرصة لتشاور المشاركين مع عواصمهم".


مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
لا جديد سجل. المراوحة هي عنوان المرحلة بانتظار أن يحك اللبنانيون جلدهم بظفرهم وتبادر القوى السياسية إلى التجاوب مع مبادرة الرئيس نبيه بري كسبيل وحيد متوفر للحل ويحظى بدعم داخلي وخارجي للوصول سريعا نحو حكومة إنقاذ.

أبعد من المراوحة، نحو واقع تعطيل المسار الحكومي أطل رأس الكنيسة المارونية منتقدا المعطلين الذين يتذرعون بالصلاحيات وقائلا اننا لا نشكو من قلة الصلاحيات بل من قلة المسؤولية.

أما الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط فأطلق تحذيرات من أيام صعبة جدا أمام اللبنانيين وقال ان المطلوب تشكيل حكومة توقف الانهيار، مشددا تكرارا على الا حل في المستقبل القريب لكونه لن يأتي من الخارج. ولفت جنبلاط إلى ان الحل يأتي من الداخل مؤكدا ان التسوية ليست عيبا.

الحل الداخلي أمر كان قد تبناه الموفد الأوروبي جوزيب بوريل الذي ينهي خلال الساعات القليلة المقبلة زيارة لبيروت وييمم وجهه شطر بروكسل لنقل حصيلة محادثاته مع المسوؤلين اللبنانيين الى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يعقد الثلاثاء المقبل.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
حريق في بيروت بسبب مولد كهربائي في زمن التقنين الجائر لخص اليوم لهيب المخاطر المتولدة عن الازمات لا سيما المحروقات والدواء والدولار.

حريق واحد ارعب العاصمة بسواد دخانه، ولولا السيطرة عليه لأيقظ مجددا آلام الرابع من آب ورعبه فيما البعض يرعبون ما تبقى من نفوس مستقرة على بصيص امل بابداعاتهم وتعطيلاتهم.

 
لسان حال اللبنانيين المتوارثين للصبر منذ تأسيس بلدهم يسأل: اي ذنب ارتكبه الاوادم والفقراء كي يكون العقاب على هذه الشاكلة وبهذه القسوة، ذل في الطوابير، ظلم مستطير، وتهويل دائم بالمجهول، ونكء جراح اصابت المواطن بيد غيره وبتجرؤ هؤلاء على ماله ومستقبل اهله وعياله؟

واليوم، هل ندري ماذا يحتاج البلد؟ لبنان يحتاج كلمة تقوى وتفاهم، وينتظر لقاء على حب وطن، وملاقاة الساعين لانقاذ الهلكى جراء فوضى السياسات والهندسات والصراعات والمطاحنات الخاسرة.

لبنان يريد اولئك الذين ان بسطت لهم يد النوايا الصادقة قابلوها بالهمة الخالصة والمندفعة كرمى عيون الجائعين والخائفين والمزدحمين على ابواب الهجرة والمستشفيات والمخابز والصيدليات والمحطات.

لبنان يريد الخروج من وادي الضياع الذي اقحم فيه، وبدل القاء حبل الخلاص له، يلقى فوق راسه ردم الانهزام والاستسلام والتجويع والافقار، فمن يبادر كرمى عيون الجائعين والخائفين؟

 
في وطننا، المسارات واضحة لحل الازمات، والغبار الكثيف الذي يثار حولها لن يوصل الى نتائج بل الى مزيد من المصائب، فالحوار ثم الحوار، والتفاهم ثم التفاهم، وهذا هو افضل واقصر طريق للنجاة.

في ازمة الحكومة المستفحلة، برزت اليوم مواقف رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي فصل رؤيته لمسار التشكيل، ووضع ما يجري فيه بمستوى معركة وجود كشفت ازمة نظام ودستور ونوايا، وفق تعبيره.

ورغم تعثراته لا يفصل لبنان عن تطورات محيطة، ولا عن الجغرافيا القريبة والبعيدة، ولا عما ترسمه المنطقة بأحدث معادلاتها، من ايران برئاستها الجديدة وقيادتها الرشيدة، الى العراق بتيقظه من المكائد، فسوريا المقاومة للحصار، وفلسطين التي تبقى وجهة كل التحولات، والتي اثبتت بعد انتصار "سيف القدس" انها معين التغيير والتحرير.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
في مقال صحافي نشر في الساعات الأخيرة، نقل عن وليد جنبلاط إبلاغه وفدا من كوادر "الحزب التقدمي الاشتراكي" ما يلي: ارسلت للحريري تغريدة شجعته فيها على التسوية عربيا وحكوميا، وذكرته بالتسوية التي قمت بها مع الرئيس الراحل حافظ الأسد بعد استشهاد والدي، فرد الحريري "بعد بكير".

حقا، "بعد بكير". "بعد بكير" على التزام الدستور واحترام الميثاق. "بعد بكير" على الاحترام المتبادل بين ممثلي مكونات الوطن. "بعد بكير" على الإصلاح والتدقيق الجنائي ومحاسبة الفاسدين. "بعد بكير" على وضع خطة لوقف الانحدار الاقتصادي، ولإطلاق النهوض، مرورا بترشيد الدعم واقرار بطاقة التمويل. "بعد بكير" على بدء تصحيح أخطاء السنوات الثلاثين الماضية، التي يدفع اللبنانيون ثمنها راهنا في معيشتهم اليومية.

 
قد يكون "بعد بكير". ولكن، على توقيت المقتدرين. أما الشعب، فلا يحسب له هؤلاء أي حساب، فيبقونه رهينة، حتى يحين موعد التسوية، التي سيكونون أول السائرين في ركابها، حين لا يعود "بكير".

اليوم قال جبران باسيل لجميع المعطلين: خلص. ستوب. ومش بعد بكير. يكفي إضاعة للوقت، ودمارا لما تبقى، ورهانا على أوهام ستسقط من جديد لأننا نخوض في وجهها معركة وجود. ما رح تاخدوا منا بالضغط، وبوجع الناس وازماتهم، ولا بعقوبات العالم كله، يلي ما اخدتوه منا من ال2005 لليوم. مزعوجين من الشراكة؟ وما بدكم تحترموا الصلاحيات؟ وكمان ما بدكم اصلاحات؟ طيب شو بدكم غير انو تخلصوا منا؟ ومش رح تظبط معكم.

اما المناصفة الفعلية فهي 12 وزيرا مقابل 12، أي بالتوازي والتساوي بين المسيحيين والمسلمين، ومش 8 بيسموهم المسيحيون و16 بيسموهم المسلمون، لأن هيدي اسمها مثالثة ومرفوضة"!

وتابع باسيل: انا اليوم بدي استعين بصديق هوي سماحة السيد حسن نصر الله، لا بل اكثر، اريده حكما وأئتمنه على الموضوع،…انا لا اسلم أمري ومن امثل الى السيد حسن، بل ائتمنه على الحقوق، فهو يعرف اننا مستهدفون، وكل ما يحصل هو للنيل منا، ويعرف اننا تنازلنا بموضوع الحكومة عن كثير من الامور.

اما "القوات اللبنانية"، فاختارت على ما يبدو أن ترد على عكس ما قاله باسيل، أو على ما ارادت ان تفهمه هي أو أن يفهمه جمهورها. فباسيل قال حرفيا: "انا لا اسلم أمري وامر من امثل الى السيد حسن بل ائتمنه على الحقوق". غير ان القوات اصرت على ان باسيل "زايد على كل الناس، ليخلص إلى اعتبار ان حقوق المسيحيين تتأمن عن طريق وضعها في عهدة نصرالله".

 
في كل الاحوال، قال رئيس "التيار الوطني الحر" كلمته، ولم يمش، في انتظار أن يمشي قطار الحل بناء على وساطة نزيهة، واستنادا إلى منطقة الحق، ورفض التفريط بالوجود والدور.

لكن قبل العودة الى الشأن السياسي، بداية النشرة من خطر عودة النفايات الى الشارع في شكل أكبر في الأيام المقبلة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
ويك أند حافل سياسيا، وغني بالمواقف الديبلوماسية والحكومية. بدأ بزيارة المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي، وانتهى بالمؤتمر الصحافي اللافت لرئيس "التيار الوطني الحر" والردود عليه. المفوض الأوروبي لملم أوراقه وغادر، بعدما كرر التلويح بعصا العقوبات، في المقابل جبران باسيل علا السقف وصعد في المواقف رافعا شعار حقوق المسيحيين وواصفا المعركة بأنها معركة وجود. نظريا، الطرح "ربيح" على الصعيد الشعبي، خصوصا أن المعركة الإنتخابية النيابية بدأت، والجميع يعمل تحت شعار: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. أما في الواقع فالناس في واد آخر. فلبنان ال2021 هو غير لبنان ال 1975. صحيح أن الروح الطائفية والمذهبية لا تزال كامنة في النفوس وقوية، لكن الأولوية اليوم هي للقمة العيش، للدواء، للاستشفاء، لتنكة البنزين، للكهرباء والمياه. وهذا ما لم يقرأه جيدا باسيل، معتقدا أن الناس لا هم لهم إلا صلاحيات رئيس الجمهورية وحقوق المسيحيين. وفاته في هذا المجال أن اللعب على وتر الصلاحيات صار بضاعة منتهية الصلاحية، وأن الناس وقبل اهتمامها بحقوق طوائفها تريد أدنى حقوقها من غذاء وماء وكهرباء وطاقة. فماذا تنفع حقوق الطوائف ما دامت أدنى حقوق الإنسان في لبنان منتقصة، ومنتهكة، ومستلبة من الطغمة الحاكمة؟

هذا في الشكل. في المضمون هجوم باسيل تركز على ثلاث فئات أساسية: على سمير جعجع الذي هاجمه وسماه بالاسم وبطريقة غير لائقة، وعلى بري الذي انتقده وانتقد أداءه، وعلى سعد الحريري الذي بدا الاقل تعرضا لانتقاد باسيل اليوم، اذ لم يركز عليه كالعادة. توازيا، دافع باسيل بشراسة عن حقوق المسيحيين، ووصل به الامر الى حد القول إنه لا يريد أن يعيش في ذمة أحد، أي لا يريد أن يكون من أهل الذمة. لكن خطابه المسيحي التوجه والعالي النبرة تضمن ثغرة كبيرة. فباسيل، وفي معرض الدفاع عن حقوق المسيحيين، ناشد السيد حسن نصر الله التدخل كوسيط وكحكم وكأمين على موضوع الحقوق المسيحية. فهل يحق لباسيل أن يجير حقوق المسيحيين للامين العام لحزب الله؟ وهل يرضى المسيحيون بهذا الامر؟ وهل حقوق المسيحيين ملك لباسيل ليتصرف بها كما يشاء وساعة يشاء؟ ثم، وهذا هو الاهم، إن الحكم الوحيد دستوريا في الجمهورية اللبنانية هو رئيس الجمهورية. إنه راعي العلاقات بين كل الاطراف السياسية، وهو المرجع الاخير للفرقاء السياسيين عندما يتعذر عليهم الاتفاق. فكيف جرد باسيل رئيس الجمهورية من هذه الصفة وأعطاها لحسن نصر الله؟ وهل بتجريد الرئيس من دوره كحكم نسترد حقوق المسيحيين؟ على أي حال ما قيل اليوم كلام لا يصرف، فالاستعصاء الحكومي مستمر، مبادرة بري انتهت، وطاولة الحوار التي دعا اليها باسيل صعبة التحقق. في الاثناء سعد الحريري طار من جديد الى الامارات. أفلا يعني هذا أن الحكومة طارت هي الاخرى، حتى إشعار آخر على الاقل؟.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
لم يبق للنائب جبران باسيل صديق سوى السيد حسن نصرالله، فاستعان به، في مواجهة بري والحريري وخاطبه قائلا: "انا اليوم بدي استعين بصديق هو سماحة السيد حسن نصر الله، انا اريده حكما وامينا على الموضوع، لأني اثق به وبصدقه وأأتمنه على موضوع الحقوق. يا سيد حسن، أقبل بما تقبل به انت لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة".

باسيل يريد ان يستعين بالسيد نصرالله على بري الذي وصفه بانه "وسيط غير نزيه وبيصير غير مرغوب فيه، اذا طلع منحاز ومسيء لنا". وتابع هجومه على بري فسأل: هل مجلس النواب ملكية خاصة فيها سند، او ماركة مسجلة لصاحبها؟

النائب باسيل نسف حكومة الثلاث تمانات: المناصفة الفعلية هي 12 ب12، بيسموهم بالتوازي والتساوي المسيحيين والمسلمين، مش 8 بيسموهم المسيحيين و16، 8 ب8 بيسموهم او بيقطروهم المسلمين. هيدي اسمها مثالثة ومرفوضة!

ومن خارج سياق الحكومة هاجم رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، فخاطبه هكذا: "بتعتقد انت يا جعجع انك بتخفي جريمتك بسكوتك، اذا تحججت انو نحنا مش عم نعمل معركة حقوق، عم نعمل معركة مصالح؟".

جعجع كان اعتبر أن مقولة تحصيل حقوق المسيحيين هي الكذبة الجديدة التي يطالعنا بها "التيار الوطني الحر" بعد أكاذيب التحرير وسيادة الدولة اللبنانية ومنع السلاح غير الشرعي، وبعد أكاذيب الإصلاح والتغيير. ان كل المقصود في الوقت الحاضر بكذبة تحصيل حقوق المسيحيين هو تأمين المستقبل السياسي لجبران باسيل.

الدائرة الإعلامية في "القوات" سألت اليوم: هل من المسموح لرئيس أكبر كتلة مسيحية ولديه رئاسة الجمهورية ان يستعين بالسيد نصرالله ويجعله حكما في موضوع الحكومة؟ ما هو المثال الذي يعطيه باسيل؟ هل الحكم هو السلاح أم الدستور؟

"التيار" عاد فرد على "القوات" بالقول: الذمية يا سيد جعجع هي في ما تعودت ممارسته منذ الزمن الاسرائيلي، ولا تزال، وهي ولية نعمة ما تقتنيه في قلعتك الرابضة عند تلك التلة.

بعد كلام باسيل اليوم، وقبله كلام نصرالله بالأمس، يطرح السؤال البديهي: إذا كان الصديق الذي استعان به السيد نصرالله، هو الرئيس بري، وإذا كان الصديق الذي استعان به النائب باسيل هو نصرالله، فهل رئيس الجمهورية بنظرهما لم يعد الصديق او الحكم، وإذا لم يكن رئيس الجمهورية هو الحكم، فماذا يكون؟ أين الطائف في هذه الحال عندما لا يعود رئيس الجمهورية هو الحكم؟ هل هو نسف للطائف عن سابق تصور وتصميم، تحت شعار المحافظة عليه؟

في المحصلة، كل هذا الكلام يعني ان لا حكومة، في المدى المنظور، فحتى لو قبل السيد نصرالله ان يلعب دور الصديق بين باسيل والحريري، فكيف سيكون هذا الدور؟ أليس عبر الحاج وفيق صفا والحاج حسين خليل، مع الوزير السابق علي حسن خليل؟ أليست هذه السكة هي التي كانت معتمدة على أيام "الصديق" نبيه بري؟ فلماذا تنجح اليوم وهي التي فشلت بالأمس؟

اللافت أن محطة "nbn" تجاهلت كليا في مقدمتها الإخبارية مؤتمر الأربعين دقيقة للنائب باسيل، لكن لفت قولها: "مبادرة الرئيس بري هي الوحيدة المتاحة"، فيما التزم "حزب الله" الصمت حتى الآن. فيما لفت أن محطة "المنار" لم تحدد في مقدمتها موقف الحزب من طرح باسيل.

تبقى إشارة أخيرة: إذا كان النائب باسيل يريد أن "يسمع" الرئيس المكلف، فإن الأخير كان قد أصبح في ابو ظبي أثناء المؤتمر الصحافي. هكذا، أثناء إلقاء باسيل كلمته في مجلس النواب، خرج الحريري من القاعة، وأثناء مؤتمر باسيل، خرج الحريري من البلد. يعني، لا يريد ان يسمعه، فكيف يلتقيه؟

إنها ذروة تضييع الوقت أو ملء الوقت الضائع، ولكن ليس على تخمة بل على جوع، حيث الشعب بات في جوع إلى كل شيء: الدواء، الغذاء، الكهرباء، البنزين، فهل يأكل ويشرب ويملأ خزان سيارته سجالات؟

على رغم كل هذه الصورة السوداوية، يبقى هناك بصيص أمل في السياحة الداخلية بعدما اندثرت السياحة الخارجية.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
في عيد الأب خرج ابن الجمهورية الأول بخطاب تثبيت العداء للجميع، والإبقاء على صديق واحد سلمه مفاتيح الحكومة، هو الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. لم يبق جبران ولم يذر، وأوقع في مؤتمره الصحافي كل مكونات لبنان بين قتيل سياسي وجريح بحالات حرجة وتحت خطر "أزمة الوجود".

فلح رئيس التيار بالجميع وشرع الثلث المعطل وأدخله إلى النص ومنحه حصرا لرئيس الجمهورية تعويضا عن كل صلاحيات خسرها في الطائف. هدم باسيل جدران التسوية وصيغتها، رافضا المثالثة المقنعة وصيغة ال"3 تمانات"، وكرس أن المناصفة الفعلية هي 12 ب12 يسمونهم المسلمون والمسيحيون بالتوازي والتساوي "ومش بيقطروهن المسلمين". هذه مثالثة مرفوضة والمسمار الأول وضعه باسيل على خط المناصفة وفق معادلة لا يستحي بها التيار، وتقوم على ثابتة "أكلونا المحمودات".

أما المسامير الأبعد مدى فغرزت في قلب المكونات المسيحية مع رأس كنيستها في آن معا وفي أقوى هجوم على من سماهم بعض القيادات السياسية والمرجعيات الروحية قال رئيس التيار: "إنتو ساكتين وبتفرحوا لما الناس بتسبنا. ليش إنتو لولانا كنتو حصلتوا يلي عندكن؟" وإذ شمل هذا الهجوم البطريرك الراعي كمرجعية روحية، فإنه كان هجوما مباشرا على سمير جعجع الذي اتهمه باسيل بإخفاء جرائمه عبر سكوته، وبخوض معركة مصالح، وبالتلهي بتعمير القلعة فوق التلة من الخوات والفاوندرايزنغ والمال السياسي وبيع الكرامة والحقوق. وقع باسيل و"استلقاه" سمير وضبطه بجرم سوف يتحدث به رئيس "حزب القوات" مدى الحياة، ويا غيرة الدين المسيحي فقد أخذ جعجع على رئيس التيار استعانته بصديقه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله لائتمانه على موضوع الحقوق المسيحية. وهذا ما يجسد مفهوم الذمية السياسية، وكمن يستنهض الهمم الطائفية سأل جعجع: أي مسيحي في لبنان يملك العزة والكرامة والشهامة يقبل بأن يكون السيد نصرالله أو غيره مؤتمنا على حقوق المسيحيين؟

"عركت" على جبهتي معراب- البياضة في محور حرب سياسية تأخذ وهجها إلى الانتخابات إن وقعت، فيما أدرك باسيل على أي كتف سياسية يستلقي ليقينه أن السيد نصرالله لن يخذل حليفا، وأنه سيكون سياسيا، حيث يجب أن يكون. وعلى وقع ضمان نيل الثقة من نصرالله استند جبران إلى فائض قوة هي إلى جانبه من الأساس، لكنه وعلى طلب الاستعانة بالأمين العام فقد زرع في طريقه خسوفا وكسوفا في الثنائي الشيعي سعيا لشق هلاله السياسي والإحاطة بمبادرة الرئيس نبيه بري، فالحزب إلى جانبي، يدعم تعطيلي، أنا جبران باسيل الذي ضربت بالعقوبات لأجل "حزب الله"، وعلى هذا الحزب اليوم استكمال حماية التعطيل إلى نهاية العهد وبعدها نحكم معا في زمن الفراغ.

هذه خريطة طريق رئيس التيار والتي هجرها الرئيس المكلف سعد الحريري وغادر إلى الامارات قبل ليلة من المؤتمر الصحافي. أما "حزب الله" فقد رفض التعليق بأي كلمة على طلب الاستعانة بالصديق وسجل موقف واحد للنائب حسن فضل الله لكن قبل عقد مؤتمر باسيل، إذ أعلن أن لا حل لتأليف الحكومة إلا بتفاهم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وكشف فضل الله أن الجلسات التي كان يعقدها الحزب لتذليل العقبات كانت أكثر من المعلن، ولم نترك وسيلة ممكنة أو اقتراحا لتقريب المسافات إلا وقدمناه ولم نصل إلى تقدم ملموس، وكلما نصل الى تقدم جدي، كانت تظهر لنا مشكلة أخرى.

مع "حزب الله" قضي الأمر. مع نبيه بري الوساطة معلقة. وعلى خط وليد جنبلاط كلام يقرأ في فنجان الخطر ويسترجع مرحلة اضطر فيها زعيم "التقدمي" إلى تسوية مع السوريين والرئيس حافظ الأسد لدى اغتيال كمال جنبلاط.

المصدر : وكالات